«البيشمركة» تصد هجوماً «داعشياً» بسنجار... والأنبار مستنفرة

• تقدم كبير شرق الموصل
• تجدد السجال العراقي - التركي... وطهران تدخل على الخط
• 20 ألف لاجئ يصلون إلى الشرقاط من الحويجة... وبضعة آلاف عالقون على الحدود مع سورية

نشر في 25-10-2016
آخر تحديث 25-10-2016 | 00:05
نازحون عراقيون وسوريون يشترون الطعام والماء في منطقة يسيطر عليها الأكراد بمحافظة الحسكة السورية على الحدود مع العراق أمس (رويترز)
نازحون عراقيون وسوريون يشترون الطعام والماء في منطقة يسيطر عليها الأكراد بمحافظة الحسكة السورية على الحدود مع العراق أمس (رويترز)
واصل «داعش» استراتيجيته لشن ضربات خاطفة في مناطق جغرافية واسعة في العراق، في محاولة يائسة حتى الآن لتشتيت هجوم الموصل، الذي سيحرمه من أكبر معقل له، وسيحصره في مدينة الرقة السورية، حيث بدأ الحديث أيضاً عن التحضير لعملية عسكرية قد تكون حاسمة في هزيمة التنظيم.
في إطار محاولات تنظيم "داعش" تخفيف الضغط عن مقاتليه في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال البلاد، وبعد هجماته الفاشلة في كركوك وقضاء الرطبة الحدودي مع الأردن في محافظة الأنبار، صدت قوات البيشمركة الكردية أمس هجوماً مباغتاً للتنظيم المتطرف على منطقة سنجار غربي الموصل، هو الأول منذ أواخر العام الماضي.

جاء ذلك، فيما تواصل القوات الاتحادية الحكومية والبيشمركة الكردية تقدمها من محاور عدة في اتجاه مدينة الموصل، ويستخدم الجهاديون في دفاعهم عن آخر أكبر معاقلهم في العراق، القذائف ورصاص القناصين والهجمات الانتحارية والكمائن.

المحور الشرقي

ومن الجانب الشرقي لمدينة الموصل، تخوض القوات الاتحادية معارك في بلدة قره قوش، أكبر بلدة مسيحية في البلاد. واقتحمت قوات الجيش البلدة قبل ثلاثة أيام، لكن القوة المدرعة التي انتشرت في شوارعها تتعرض لقصف من داخل أحيائها.

وفي السياق، بدأت قوات جهاز مكافحة الإرهاب هجوماً على قريتين في الأحياء الشرقية لمركز مدينة الموصل، وهما قرية الخزنة وبازواية، وسط قصف مدفعي مكثف لمواقع "داعش"، وأيضاً قصف لمقاتلات التحالف الدولي. كما بدأت قوات البيشمركة تقدمها لاستعادة عدة قرى في منطقة تلسقف بسهل نينوى.

واقتحمت القوات ناحية كرمليس شرق الموصل، بحضور عدد من قادة الجيش العراقي بينهم قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق وقائد الفرقة التاسعة.

وحققت قوات الشرطة الاتحادية نجاحاً من المحور الجنوبي في اتجاه الموصل، وتقدمت سريعاً من خلال السيطرة على قرية بعد أخرى، وتواصل تقدمها شمالا بمحاذاة نهر دجلة.

ومن المحور الشمال الشرقي، أحكمت قوات البيشمركة طوقا على بلدة بعشيقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

كما تمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب أمس من تحرير قرية ووادي يبعد نحو 5 كم عن مدينة الموصل.

وعلى الصعيد الإنساني، أفاد قائممقام الشرقاط بمحافظة صلاح الدين علي الدودح، بأن موجة نزوح كبرى غير متوقعة بدأت من مناطق حويجة كركوك، ومناطق الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط باتجاه القضاء.

وقال إنه تم تسجيل وصول نحو 20 ألف مدني نازح إلى القضاء، فيما تحذر إدارة محافظة صلاح الدين من كارثة إنسانية في حال عدم وصول فرق الإغاثة إلى هناك.

جاء ذلك بعد انهيارات كبيرة في صفوف تنظيم "داعش" في حويجة كركوك والساحل الأيسر الشرقاط اللتين لاتزالان تحت سيطرة "داعش"، بحسب المسؤول الحكومي.

ولايزال مئات من الفارين من معارك الموصل والعالقين بين ناري القوات الكردية وتنظيم "داعش" عالقون عند الحدود السورية- العراقية.

وكثير من اللاجئين كانوا يقصدون مخيم الهول للاجئين العراقيين في محافظة الحسكة، لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين في منطقة تقع على بعد اكثر من كيلومترين من مواقع تنظيم "داعش" في الجهة العراقية، وعلى بعد أمتار من حواجز لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً في الجهة السورية.

ويفصل اللاجئين عن حواجز "قسد" خندق بعمق 3 أمتار وعرض مترين، كان الهدف منه أساسا إعاقة وصول الجهاديين بآلياتهم أو دراجاتهم النارية من العراق الى سورية، بحسب ما يقول مسؤولون أكراد.

الأنبار والرطبة

وبعد الهجوم على الرطبة، اتخذت القوات الأمنية العراقية أمس، إجراءات أمنية مشددة في مناطق عدة من محافظة الأنبار، خصوصا مركز المحافظة الرمادي وعامرية الفلوجة وكبيسة هيت، خشية هجمات مفاجئة قد يشنها "داعش".

وكشف قائمقام الرطبة عماد الدليمي، أمس، عن وصول تعزيزات لأفواج قتالية من الجيش العراقي وشرطة الأنبار إلى مدينة الرطبة.

في سياق متصل، أعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم أمس، أن القوات الأمنية تمكنت من إحباط هجوم للتنظيم الذي استهدف مدينة كركوك بالكامل وقتل 74 جهادياً واعتقل آخرين منهم بينهم قائد المجموعة.

وقال كريم: "عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة كركوك"، مشيرا إلى أن "الاعترافات الأولية لقائد المجموعة اكدت أن 100 عنصر من داعش نفذوا الهجوم".

تركيا

إلى ذلك، تجدد الجدل التركي- العراقي أمس بشأن عملية الموصل. وعشية إعلان تركيا أنها شنّت قصفا مدفعيا قرب معسكر بعشيقة بطلب من الأكراد الأمر الذي يعني عمليا مشاركتها في عملية تحرير الموصل، أكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أمس، أن مشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل "ادعاء باطل لا صحة له"، وذلك خلال لقائه نظيره السويدي ستيفان لوفان والوفد المرافق له في بغداد.

ونفت قيادة العمليات المشتركة في العراق أمس، مشاركة القوات التركية "بأي شكل من الأشكال" في عمليات الموصل.

أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فقد أعلن أن نيران المدفعية التركية قتلت 17 من أعضاء تنظيم "داعش" منذ بدء معركة الموصل العراقية، مضيفاً أن أربع مقاتلات تركية من طراز إف-16 تتأهب للمشاركة في العملية.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت، الذي يزور البلاد، إن تركيا ستنشط بشكل أكبر أيضا في قتال حزب العمال الكردستاني في العراق.

إيران

في السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس، أن مشاركة أي دولة في محاربة الإرهاب بالعراق يجب أن تتم بعد الحصول على موافقة الحكومة العراقية.

وحول تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة بشأن العراق قال قاسمي، إن "قضية التصدي للإرهاب في المنطقة والعالم مهمة، ومن الجيد أن تبادر أي حكومة لمحاربة الإرهاب، ولكن لا ينبغي أن يؤدي هذا الأمر إلى انتهاك سيادة دولة أخرى"، مضيفا، أن أي مشاركة في هذا المجال يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية.

دوريات مشتركة

وصرح قائد قوات حرس الحدود الإيرانية العميد قاسم رضائي أمس، بأنه تم التوصل خلال زيارته للعراق مؤخرا إلى اتفاقيات جيدة لترسيخ الأمن على الحدود، والقيام بجولات استطلاع في البحر والبر بصورة متزامنة على جانبي الحدود.

وشدد على أن الأمن مستتب بشكل جيد على كل حدود البلاد البالغ طولها ثمانية آلاف كيلومتر والمشتركة مع 15 بلداً.

خسائر «داعش» بالأرقام

أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقي الخسائر التي تكبدها "داعش" منذ انطلاق عملية تحرير الموصل فجر الاثنين 17 الجاري حتى صباح أمس، وفيما يلي تلخيص لهذه الخسائر بالأرقام:

• 772 قتيلاً

• 23 أسيراً

• تفجير 127 سيارة مفخخة

• تدمير 27 منصة هاون

• تفجير 397 عبوة ناسفة تحت السيطرة

• طرد التنظيم من 75 قرية ومنطقة

• مصادرة 1.5 طن من مادة نترات الأمونيا

back to top