حشود متقابلة في «حلب الشرقية» ومعارك تمهد للحسم

• مواجهات بين «فصائل أنقرة» و«قسد»
• تصفية قيادي في «قوات النمر» بسبب اعتداءات جنسية

نشر في 24-10-2016
آخر تحديث 24-10-2016 | 00:00
مقاتلون سوريون موالون لتركيا يقصفون قوات «قسد» في تل رفعت، بريف حلب الشمالي، مساء أمس الأول (رويترز)
مقاتلون سوريون موالون لتركيا يقصفون قوات «قسد» في تل رفعت، بريف حلب الشمالي، مساء أمس الأول (رويترز)
مع انتهاء هدنة حلب، اندلعت معارك عنيفة، وحشد النظام السوري المدعوم بالطيران الحربي الروسي والميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية والمعارضة المناهضة له التي تتزعمها حركة «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، آلاف المقاتلين في معركة يعتقد أنها ستكون حاسمة في حلب الشرقية.
وسط ترقب لاندلاع مواجهة حاسمة في مدينة حلب شمال سورية، وسط حشود مقابلة من الطرفين، اشتعلت منذ فجر أمس في الأحياء الشرقية للمدينة، المعارك بين فصائل مسلحة معارضة التي تقودها حركة "فتح الشام" (النصرة سابقاً) والقوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.

وجاءت هذه المعارك، بعد انتهاء الهدنة التي أعلنتها روسيا حليفة الأسد، والتي تقبض على القرار الميداني السوري، مدة 3 أيام، لم تنجح خلالها في دفع المدنيين أو المقاتلين الى الخروج من هذه الأحياء المحاصرة، كما لم تنجح عمليات إجلاء الجرحى.

هجوم قوي

وأفادت مصادر محلية بأن القوات النظامية شنت صباح أمس هجوما واسعا، بغطاء جوي روسي، على حلب الشرقية. وقالت المعارضة إنها كبدت المهاجمين خسائر فادحة، فيما أعلنت مصادر مقربة من النظام أن الأخير سيطر على أجزاء من حي صلاح الدين وعلى الكلية العسكرية الحربية.

واستهدف مسلحو المعارضة ليل السبت - الأحد أحد أحياء غرب حلب الخاضعة لسيطرة النظام بوابل كثيف من الصواريخ والقذائف، في حين تعرض شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة لقصف بالقذائف والغارات الجوية.

حشود متقابلة

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأول، أن "هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين، الأمر الذي يظهر انه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف إطلاق النار".

وقالت قناة "أورينت" الموالية للمعارضة إن القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها حشدت عناصر إضافية في شمال حلب وشرقها وجنوبها لإحكام السيطرة على الأحياء الشرقية بالتزامن مع تجهيز فصائل "جيش الفتح" (جفش) لهجوم من جنوب غربي حلب وشمالها الغربي، بهدف فك الحصار عن المدينة. وتحدثت مصادر عن حصول المعارضة على مضادات محمولة للطائرات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى "قيام القوات النظامية والمسلحين الموالين يتقدمهم الإيرانيون وأنصارهم بحشد مزيد من القوات في الأطراف الشرقية من أحياء حلب الشرقية، إضافة الى حشد قواتها في القسمين الشمالي والجنوبي من هذه الأحياء، فيما حشدت الفصائل الإسلامية والمقاتلة قواتها في ضواحي أحياء حلب الغربية، تمهيدا لبدء عملية عسكرية كبيرة في مدينة حلب".

ووفق معارضين، فإن فصائل حلب الشرقية معارضة ترمي إلى تخفيف الضغط شرق حلب والإفادة من الحملة التي تقوم بها الفصائل المدعومة من تركيا تحت اسم "درع الفرات" باتجاه مدينتي الباب وتل رفعت شمال حلب، خصوصا بعد تقدم "درع الفرات" جنوبا باتجاه شمال حلب.

وتقول الأمم المتحدة إن 200 شخص من المرضى والجرحى يجب إجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.

وأسف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، الذي وصل أمس الى غازي عنتاب في جنوب تركيا، حيث سيزور مخيما للاجئين، لتجدد المعارك.

وقال: "إذا كنا نريد أن يعود اللاجئون السوريون يوما الى بلادهم، فينبغي القيام بكل ما هو ممكن لوقف هذه المجزرة واستئناف عملية التفاوض للوصول الى اتفاق سياسي. ولا يمكن الوصول الى مفاوضات تحت القنابل".

مواجهة تركية - كردية

وفي ريف حلب الشمالي، تجددت الاشتباكات بين الفصائل المعارضة المدعومة من القوات التركية و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي يشكل مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية أكبر مكون فيها.

وأعلنت تركيا قصف 52 موقعا لـ "قسد" المدعومة أميركياً. واستهدفت القوات التركية بأكثر من 200 من قذائف دباباتها وصواريخها ومدفعيتها مناطق في قرى الشيخ عيسى وحربل والحصية وأماكن أخرى تسيطر عليها "قسد" بريف مارع في ريف حلب الشمالي.

وارتفع إلى 22 عدد عناصر "قسد" الذين قضوا منذ الـ 20 من الجاري، جراء قصف طائرات حربية تركية وقصف صاروخي تركي، إضافة إلى اشتباكات مع القوات التركية والفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعومة من قبل تركيا في عملية "درع الفرات". في المقابل قتل أكثر من 40 مقاتلا من أنصار تركيا.

وسيم جولاق

في سياق منفصل، ذكرت مواقع سورية موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الأول، أن وسيم جولاق، القائد في المجموعات العسكرية التابعة للعقيد سهيل النمر، قد لقي مصرعه إثر تعرضه لإطلاق نار غزير، في مسقط رأسه طرطوس، أدى إلى مقتله على الفور.

وذكرت تلك الصفحات أن جولاق قتل على خلفية ما سمته إشكالا فرديا، إلا أنها لم توضح ملابسات الاغتيال، وكيفية أن يقضي قائد عسكري ميداني في مسقط رأسه، دون أن تتضح الأسباب الكامنة وراء مقتله.

وكان الجيش الروسي قد كرم جولاق في وقت سابق، نظير مشاركته في معارك تدمر، ويعد واحدا من الأشخاص الذين يعتمد عليهم العقيد الملقب بـ "النمر"، والذي يعد من أشرس ضباط الأسد وأكثرهم فتكا وقتلا للمدنيين السوريين الذين قضوا بالآلاف على يد إجرامه.

وذكر موقع "آرا نيوز" السوري المعارض أن جولاق تمت تصفيته، بعد اتهامه بما قالت إنه "اعتداءات جنسية" في منطقة الشارع العريض بمحافظة طرطوس الساحلية، وفق ما نقلته عن ناشط إعلامي يدعى عمار العلي الذي ينتمي إلى المحافظة ذاتها.

back to top