تطهير كركوك... وبغداد تُفشل وساطة أميركية مع أنقرة

• القوات العراقية بدأت اقتحام «قرة قوش» وتلكيف... وأصبحت على بُعد 5 كم من الموصل
• مقتل مدنيين وإصابة 1000 بسبب حريق معمل كبريت... والقوات الأميركية بالقيارة ارتدت أقنعة واقية

نشر في 23-10-2016
آخر تحديث 23-10-2016 | 00:05
تمكنت القوات الأمنية العراقية والكردية في مدينة كركوك شمال البلاد من تطهير المدينة من مقاتلي «داعش» الذين شنوا هجوماً مباغتاً على المدينة أمس الأول. جاء ذلك وسط تقدم كبير للقوات العراقية والكردية باتجاه مركز مدينة الموصل، في ظل تجدد التوتر بين بغداد وأنقرة.

أعلنت القوات الأمنية في محافظة كركوك، شمال العراق، أمس انها فرضت سيطرتها على الاوضاع في مدينة كركوك بشكل كامل، بعد الهجوم الواسع الذي شنه 100 مقاتل انتحاري من تنظيم «داعش» على المدينة فجر أمس.

وواصلت القوات الأمنية تمشيط المدينة وملاحقة المسلحين وتمكنت من قتل أكثر من 60 داعشيا في مناطق مختلفة من المدينة، كما قتل ما لا يقل عن 25 من عناصر الامن خلال الاشتباكات.

عملية قرة قوش

الى ذلك، أعلن الجيش العراقي أنه أطلق عملية امس لاستعادة السيطرة على بلدة قرة قوش المسيحية قرب الموصل آخر مدينة رئيسية في قبضة تنظيم «داعش» في العراق.

وقبل ساعات، سيطرت وحدات خاصة عراقية على بلدة برطلة المسيحية إلى الشمال من قرة قوش.

والسيطرة على القره قوش ستسمح للقوات العراقية بالوصول الى اطراف مدينة الموصل، بعد ان فرضت سيطرتها على بلدة برطلة الصغيرة قرب قرة قوش.

وأعلنت العمليات المشتركة تقدم قواتها من الجهة الشمالية باتجاه بلدة تلكيف الواقعة ضمن منطقة سهل نينوى، مؤكدة ان القوات بدأت عمليات الاقتحام أيضا في قضاء الحمدانية.

وتشن القوات الكردية كذلك هجوما كبيرا في الجانب الشمالي الشرقي، لكنهم يتذمرون من ضعف الاسناد الجوي من قبل التحالف الدولي.

5 كيلومترات

وقال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق كريم سنجاري أمس إن القوات العراقية على بعد خمسة كيلومترات من الموصل وإن هناك مؤشرات على تمرد ضد التنظيم. لكنه أضاف أنه من غير المتوقع أن تنتهي المعركة قريبا.

وقال سنجاري وهو أيضا القائم بأعمال وزير الدفاع في المنطقة إن مقاتلي «داعش» المعتقد أن عددهم بين أربعة آلاف وثمانية آلاف سيبدون مقاومة شرسة بسبب أهمية الموصل الرمزية عند التنظيم المتشدد.

غاز الكبريت

وقال ضابط عراقي رفيع أمس ان انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير الجهاديين للمعمل للكبريت في جنوب الموصل ادت الى وفاة مدنيين اثنين. كما ادى تصاعد الابخرة والغازات الى العديد من حالات التسمم.

وفجر تنظيم «داعش» الاربعاء الماضي مصنع كبريت المشراق، الواقع على بعد 50 كم جنوب مدينة الموصل، حيث ينتشر آلاف من القوات الأمنية العراقية.

واستنشق سكان المناطق القريبة غاز الكبريت بالاضافة الى جنود وصحافيين يتواجدون في قاعدة القيارة الاستراتيجية الواقعة جنوب الموصل.

ووضع جنود من القوات الاميركية في المنطقة اقنعة الوقاية من الغازات السامة، وفقا لمصدر عسكري اميركي، مؤكدا في الوقت ذاته «عدم سقوط اصابات»، كما أشار الى ان التفجير اسفر عن تصاعد «سحابة كبيرة من الدخان» يحتمل ان «تشكل خطرا» في حال استنشاقها.

وتحاول القوات العراقية اخماد الحريق الذي مازال مستمرا حتى أمس، وفقا لمصادر امنية.

وتوقعت مصادر عسكرية أميركية أن تكون القوات العراقية بحاجة الى «يومين او ثلاثة» لاخماد الحريق.

وقال مصادر في مستشفى في القيارة الى ان ما يقرب من 1000 شخص تلقوا العلاج من مشكلات في التنفس ناجمة عن الغازات السامة المنبعثة من مصنع الكبريت.

التوتر مع تركيا

في السياق، رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضاً تركياً للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش»، بعد اجتماع مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس في بغداد.

وقال العبادي للصحافيين، الذين يسافرون مع كارتر، إنه يعرف أن الأتراك يريدون المشاركة لكنه يقول لهم «شكراً»، وأضاف أن هذا أمر سيتعامل معه العراقيون، وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة.

وفي بيان بعد اللقاء، أكد العبادي أن «قواتنا البطلة تتقدم بشجاعة نحو تحقيق اهدافها بأسرع مما هو مخطط له، والقوات العراقية الوحيدة التي تقاتل على الارض، ولا توجد اي قوات اجنبية تقاتل معنا»، مضيفاً: «سمعنا تصريحات عن اتفاق بين العراق وتركيا، ولا صحة لها، فالوفد التركي وصل الى العراق وعقد اجتماعات، ومقترحاته كانت غير كافية بالنسبة للعراق، ونحن نقول للجميع بأن معركة الموصل عراقية وينفذها ويقودها العراقيون وسيحررون الموصل قريبا ولا يسمحون لاي قوة بأن تتدخل فيها».

وخلال زيارة لتركيا أمس الأول، أشار كارتر إلى مساندة أميركية مشروطة لأي دور تركي محتمل في الحملة وقال إن هناك اتفاقا من حيث المبدأ يمكن أن يسمح بمشاركة تركية في نهاية المطاف، غير أنه مع مسؤولين آخرين اعترفوا وقتئذ بأن تفاصيل الدور التركي مازالت تخضع للتفاوض، وأن العراق يجب أن يوافق على ذلك. ونبرة التصريحات التي أدلى بها العبادي لا ترجح أن ذلك قد يحدث قريبا.

وتركيا على خلاف مع الحكومة المركزية في العراق بشأن وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل حيث دربت آلاف القوات، وقالت أنقرة ان قواتها ستبقى في المعسكر رغم تصريحات العبادي الجديدة.

وانتقد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس القيادة العراقية قائلا إن تصريحاتها الأخيرة «استفزازية» مضيفا أن أنقرة ستستمر في تواجدها في العراق.

back to top