يحدث في حديقة الشهيد

نشر في 23-10-2016
آخر تحديث 23-10-2016 | 00:13
ما يجري في حديقة الشهيد نوع من الرفض الناعم لكل القوالب السياسية والاجتماعية التي تعودنا على أن تكون هي الرقيب والمحرك لأفعالنا.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

تعديل قانون البصمة الوراثية هو سقوط ذريع له، ودليل على ضحالة المشرعين، واعتقادهم أن الذهنية الأمنية هي الطريقة السليمة لإدارة الدول.

***

زيارة واحدة لحديقة الشهيد ستعطيك فكرة واقعية لحال شباب الكويت، هذا المكان الجميل أصبح ملتقى طاقات شبابية كويتية من الجنسين، فهناك المحاضرات، والرياضات، والموسيقى، وورش التوعية، وجلسات الحوار، والزيارات المدرسية والجامعية.

هي بقعة حضارية في وسط مدينة الكويت يحلم بها كل إنسان على هذه الأرض، مكان نتنفس فيه هواء نقيا، ونشاهد فيها أجمل المناظر، ونرى إصرار الشباب على التغيير من خلال البرامج التي يتم طرحها.

ما يعجبني هنا أنك ترصد المجاميع الشبابية الجديدة المختلفة تماما عما تعودنا مشاهدته في جمعيات النفع العام التي أصابها من العطب الكثير وتحول كثير منها إلى مناطق خمول.

الشباب الكويتيون يتغيرون لأسباب عديدة، منها التعليم في الخارج، وتأثير شبكات الاتصال الإلكتروني، والاحتكاك بأبناء الجاليات، وتحدي الكثير منهم لمغريات الوظيفة الحكومية وخوض المخاطر المالية والاجتماعية لتكوين مشاريعهم الخاصة، يحفرون في الصخر ويقاومون بيروقراطية الجهاز الإداري المميتة.

هناك الكثير من الأمل يمكن أن ترصده أعين الزائرين، حركة مفعمة بالتفاؤل والإيجابية، وتبدو الأفكار التي تنفذ داخل الحديقة في توسع وامتداد بشكل شبه يومي، وهناك الكثير مما يمكن فعله فيها ومنها فكرة إتاحة فرصة بيع الكتب لأصحاب المكتبات الخاصة التجارية لتشجيع القراءة ولدعم ملاك هذه المكتبات.

أعتقد أن ما يجري في الحديقة نوع من الرفض الناعم لكل القوالب السياسية والاجتماعية التي تعودنا على أن تكون هي الرقيب والمحرك لأفعالنا، وأظن كذلك أن ما يقوم به الشباب من أنشطة وفعاليات ما هو إلا رسالة غير مباشرة للمؤسسات الرسمية بأن شعاراتها حول الاهتمام بالشباب تسير في طريق لا يريدونه.

back to top