«هدنة حلب» قيد التنفيذ... والمقاتلون والمدنيون يرفضون الخروج

أنقرة تقصف «قسد»... و٨ سفن روسية متجهة إلى سورية تعبر بحر الشمال

نشر في 21-10-2016
آخر تحديث 21-10-2016 | 00:04
No Image Caption
وسط ضغوط دولية مكثفة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قررت موسكو تمديد الهدنة الإنسانية، التي أعلنتها من جانب واحد في حلب الشرقية ودخلت حيز التنفيذ صباح أمس، ثلاثة أيام ولمدة 11 ساعة يوميا، قبل أن يقلصها وزير الدفاع سيرغي إلى 24 ساعة، أي نظريا حتى الساعة 16:00 ت. غ اليوم، بناء على أمر من بوتين.

وبعد أن قدمت دمشق تعهدا مماثلا، بحسب المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ينس لايركي، اشترط المتحدث باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، لمد فترة وقف الغارات الجوية الروسية ألا تستغل فصائل المعارضة الهدنة في إعادة تجميع صفوفها أو تجدد هجماتها، مؤكدا أن ذلك "يعتمد على الوضع على الأرض وتحركات المعارضة".

وفي وقت سابق، أعلن الجيش السوري أن الهدنة الإنسانية ستستمر "أيام 20 و21 و22 أكتوبر، اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا (5:00 ت غ) حتى الرابعة (13:00 ت غ) بعد الظهر"، داعيا "جميع المسلحين إلى ترك السلاح والاستفادة من مرسوم العفو".

وترافقت الساعات الأولى من الهدنة مع اشتباكات عند معبر سوق الهال الواقع بين حي بستان القصر من الجهة الشرقية وحي المشارقة من الجهة الغربية، وهو ضمن ثمانية ممرات حددتها روسيا لخروج الراغبين من حلب، اثنان للمقاتلين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.

لا استجابة

وإذ لم يسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج أي أحد من المعابر المحددة طوال يوم أمس، ألقت مروحيات النظام آلاف المنشورات على حلب الشرقية توضح المعابر، وتدعو كل من تورط بحمل السلاح إلى المبادرة إلى تسوية وضعه أو المغادرة.

ودعا الجيش النظامي عبر مكبرات الصوت عند معبر بستان القصر من الجهة الغربية المدنيين والمقاتلين إلى اغتنام الفرصة والخروج من الأحياء الشرقية.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "أحدا لم يخرج حتى الآن"، مشيرا إلى أن "هناك أشخاصا يأتون إلى المعابر ثم يغادرون خوفا من استهدافهم".

وشدد عضو المكتب السياسي في "حركة نورالدين زنكي"، ياسر اليوسف، على أن "المبادرة الروسية لا تعنينا بالمطلق"، متسائلا: "من هم حتى يقرروا تهجير الشعب السوري الثائر ضد الديكتاتور الأسد؟". وقال: "لن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن أهلنا وأنفسنا أمام آلة القتل الروسية والنظام".

وفي ختام قمة روسية- فرنسية - ألمانية في برلين، أبدى بوتين، الذي أجرى اتصالا مع الأسد بحثا فيه الوضع الميداني، استعداده "لتمديد وقف ضرباتها الجوية" على حلب "قدر الإمكان".

وفيما تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن حوار "واضح وصعب" مع بوتين، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه "قلنا أشياء كثيرة"، واصفا ما يجري في حلب في ختام اللقاء بـ "جريمة حرب، وأول الموجبات هو وقف القصف من قبل النظام وداعميه".

ولدى وصوله للمشاركة في القمة الأوروبي في بروكسل، شددة هولاند على أن "كل الخيارات مفتوحة" لفرض عقوبات على روسيا، "طالما لا توجد هدنة يتم احترامها في حلب وفي ظل هذه الرغبة بتدمير مدينة حلب، المدينة الشهيدة"، وفق تعبيره.

وبعد اتهام الغرب لها بارتكاب ما يمكن اعتباره "جرائم حرب" في حلب الشرقية، لوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على موسكو من دون أن يسميها.

وبحث قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ28 أمس، في بروكسل مسودة اتفاق "تشمل كل الخيارات بما فيها عقوبات إضافية" تستهدف "الجهات الداعمة لنظام الأسد".

ولدى مشاركتها لأول مرة في قمة للاتحاد الأوروبي، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى رد أوروبي "قوي وموحد في مواجهة العدوان الروسي"، مشددة على أنه "من المهم أن نعمل معا من أجل مواصلة الضغط على روسيا لوقف جرائمها الوحشية والفظائع المروعة في سورية".

حوار ودستور

وبينما عرضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 خطة لفتح حوار مع القوى الإقليمية، ومنها السعودية وإيران وتركيا، والتمهيد لعملية انتقال سياسي وإعادة البناء في سورية، شددت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي فالينتينا ماتفيينكو على "ضرورة العمل على وضع دستور سوري جديد، تمهيدا لإجراء الانتخابات القادمة على أساسه".

ورحب المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا بالهدنة، لكنه نفى أن تكون بداية لتنفيذ خطته الخاصة بإخراج مقاتلي جبهة "فتح الشام" من المدينة بإرادتهم، مؤكدا أن "وقف إطلاق النار بشكل دائم يحتاج الى تحضيرات كبيرة" منها أن تضمن الحكومة السورية بقاء الإدارة المحلية.

وأعلن رئيس مجموعة العمل الإنسانية يان إيغلاند، أمس، أن الأمم المتحدة تأمل في أن تتمكن من إجلاء الدفعة الأولى من الجرحى ابتداء من اليوم، موضحا أنها حصلت على موافقة روسيا والنظام ومجموعات المعارضة المسلحة.

وفي هجوم زاد الساحة تعقيدا، باغتت طائرات الجيش التركي ليل الأربعاء - الخميس قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيا وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية، بأكثر من 26 ضربة جوية أسفرت عن مقتل من 160 إلى 200 مقاتل في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب انتزعتها من "داعش" أخيرا هي حسياء وأم القرى وأم الحوش الواقعة على مسافة نحو 30 كم غربي مدينة الباب، آخر معاقل التنظيم على الحدود السورية.

وجاءت الضربات الجوية، التي تعد الأكثر كثافة ضد الوحدات الكردية منذ بدء تركيا عملية "درع الفرات" قبل شهرين، بعد ساعات من تحذير الرئيس رجب طيب إردوغان من التصرف بشكل منفرد لطرد أعداء تركيا من المنطقة الحدودية، قبيل زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر لأنقرة اليوم.

وعبرت مجموعة من السفن العسكرية الروسية بينها حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف أمس مياه بحر الشمال، متجهة إلى قبالة سواحل سورية في شرق المتوسط، وراقبتها من بعيد سفن حربية بريطانية.

وتعتبر المجموعة، التي تضم 8 سفن، أكبر عملية انتشار لسفن بحرية عسكرية روسية تشاهد قبالة السواحل البريطانية في السنوات الأخيرة، بحسب ما صرح متحدث باسم البحرية الملكية البريطانية.

واشنطن تحضر لمعركة الرقة

مع توالي الدعوات الفرنسية لتحرك سريع لتضييق الخناق على "داعش" في سورية، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الولايات المتحدة بدأت بالتزامن مع معركة الموصل البحث في إنشاء قوة عسكرية، من أجل استعادة معقل التنظيم الرئيسي في الرقة وعاصمة خلافته.

ووفق الصحيفة، فإن مسؤولين أميركيين كباراً التقوا خلال الأسابيع الماضية أعضاء في التحالف الدولي، بمن فيهم أتراك وأفراد في سورية وبريطانيا، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لشن هجوم قريب على الرقة، لافتة إلى أن بعض المسؤولين يأملون شنّ معركة الرقة بسرعة بحيث لا يستطيع مقاتلو "داعش" الانسحاب من الموصل، في ظل هروب بعضهم في الأسبوع الماضي".

ولفتت "وول ستريت" إلى جهود أميركية معقدة للوصول إلى إجماع حول خطة معركة الرقة، مع معارضة الأتراك الاقتراحات الأميركية بمشاركة قوة كردية في الهجوم، وتمسّكهم بالمقاتلين العرب لقيادة العملية.

back to top