كلينتون تفوز في المناظرة الأخيرة... والكلمة للصناديق

• المرشح الجمهوري يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات وإزاحة الأسد وينتقد إيران
• المرشحة الديمقراطية تصف منافسها بـ «دمية بوتين»... وتتعهد بقتل زعيم «داعش»

نشر في 21-10-2016
آخر تحديث 21-10-2016 | 00:04
كلينتون وترامب في ختام المناظرة فجر أمس      (أ ف ب)
كلينتون وترامب في ختام المناظرة فجر أمس (أ ف ب)
انتهت المناظرة الثالثة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية الأميركية كما سابقاتها بفوز واضح للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي لا تزال تتقدم على منافسها في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.
فوت المرشح الجمهوري دونالد ترامب فرصة تحسين موقعه، واللحاق بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في المناظرة الأخيرة بينهما، والتي جرت فجر أمس، حيث عبرت استطلاعات الرأي عن فوز المرشحة الديمقراطية بالمناظرة، واستمرار تقدمها في الاستطلاعات على المستوى الوطني.

وقبل 17 يوما من الاقتراع المقرر في 8 نوفمبر المقبل، أصبحت الخيارات المتاحة أمام المرشحين لتعبئة أنصارهم واجتذاب المترددين ضيقة جدا، وبات يمكن القول إن الانتخابات اضحت في عهدة صناديق الاقتراع، إلا في حال جرت مفاجآت غير متوقعة.

وأثار ترامب القلق خلال المناظرة برفضه التعهد بالاعتراف بحكم صناديق الاقتراع في 8 نوفمبر، تاركا الباب مفتوحا أمام احتمال أن يطعن على النتيجة النهائية، وقال إنه سينتظر تحديد ما إذا كانت النتيجة قانونية، "سأقول لكم حينها. سأجعلكم متشوقين".

وردت كلينتون: "لنكن واضحين حول ما يقوله وما يعنيه ذلك، إنه يشوه السمعة. إنه يستخف بديمقراطيتنا، وأنا مرعوبة أن يتخذ شخص مرشح عن واحد من حزبينا الكبيرين مثل هذا الموقف".

وأضاف ترامب أنه لا يجب السماح لكلينتون بأن تصبح مرشحة، "ولهذا السبب بالضبط أقول لكم إن الانتخابات مزورة"، مشيرا الى "الرسائل الإلكترونية لكلينتون وأمور كثيرة اخرى"، ولفت إلى استغلالها مؤسسة كلينتون الخيرية لجمع الأموال، وردت عليه بالقول إن مؤسستها تنفق 90 في المئة من التبرعات على الأعمال الخيرية في أميركا وهايتي وحول العالم.

في سياق متصل، قالت مديرة الحملة الانتخابية لترامب أمس إن ترامب سيقبل نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة لأنه سيكون الفائز.

وقالت كيليان كونواي إنه في غياب أي دليل على حدوث تزوير على نطاق واسع ستقول له ان يتنحى جانبا إذا خسر، لكنها أوضحت أنها لا تتوقع أن يكون الأمر كذلك.

وافتتح المناظرة الصحافي في شبكة "فوكس نيوز" كريس والاس بجامعة نيفادا بولاية لاس فيغاس بسؤال عن نية المرشحين تعيين قضاة لتولي منصب إدارة المحكمة، وكيف يمكن تأويل دستور المحكمة العليا.

وقالت كلينتون: "عند التحدث عن المحكمة العليا يجب اثارة الموضوع الرئيسي، وهو ما الذي تقدمه المحكمة للشعب، عليها تأييد حقوق المرأة والمثليين والمواطنين والوقوف إلى جانب الشعب وليس إلى جانب الشركات والأثرياء"، متمنية من مجلس الشيوخ الموافقة على المرشحين الذين رشحهم الرئيس أوباما.

وجاء رد ترامب: "المحكمة العليا لها دور كبير في القضاء والعدالة، وكان هناك تصريح من قاض أساء للملايين، ونحتاج منها أن تجري التعديل الثاني، وعليها دور مهم في الانتقال من الصدمة التي أصابتها، ومن الأشياء التي سأحرص عليها ترشيح قضاة على قدر من الكفاءة وتأويل للدستور لأن العدالة ستوكل إليهم".

وبشأن الإجهاض، دافعت كلينتون عن حق المرأة في اتخاذ هذا القرار دون تدخل من الحكومة، معتبرة أن هذا القرار "يخص المرأة وعائلتها فقط"، أما ترامب فقد اعترض قائلا: "في الشهر التاسع من الحمل يمكنك أن تأخذ الطفل وتنزعه خارج الرحم وهذا غير مقبول".

السلاح والهجرة

وبينما يعارض ترامب تشريعا لمنع حيازة السلاح الشخصي، قالت كلينتون إنها ستدفع من أجل تقنين حيازة السلاح، لمنع الهجمات العشوائية، مشيرة إلى دعم لوبي السلاح لترامب الذي تفاخر بهذا الدعم.

وتطرقت المناظرة إلى موضوع الهجرة والجدل المثار بشأنها، وأكد ترامب نيته بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وتأمين الحدود في وجه الهجرة غير الشرعية، وتحدث مجددا عما وصفه بالتطرف الإسلامي الراديكالي، واستقبال اللاجئين السوريين.

كما رفضت كلينتون الترحيل الجبري للمهاجرين، وعارضت أيضا بناء جدار حدودي، لافتة إلى أن هناك 4 ملايين طفل مولود بالولايات المتحدة، وهناك 11 مليون مقيم بصورة غير قانونية، قد يواجهون خطر الإبعاد في حال تولي ترامب الرئاسة، مذكرة بأنها ستسمح بتقنين وضع المهاجرين غير الشرعيين ودمجهم في المجتمع.

وبشأن السياسة الدولية، هاجم ترامب السياسة الخارجية لإدارة أوباما في الشرق الأوسط، والتي كانت منافسته كلينتون تنفذها، قائلا إنها جعلت إيران أقوى بشكل يستوجب الشكر من طهران، واعتبر أن إيران تستولي على العراق، وستكون المستفيد من مشاركة أميركا في تحرير الموصل. وقال إن إيران ستبعث برسالة شكر إلى أوباما على هذا الأمر.

في المقابل، ذكرت كلينتون ان بلادها ستقضي على زعيم "داعش" الإرهابي أبوبكر البغدادي، كما قضت على زعيم القاعدة أسامة بن لادن، في حين اتهمها ترامب بأنها هي التي شكلت "داعش" مع أوباما.

وبشأن الوضع في مدينة حلب السورية، قال ترامب إن ما يحدث كارثة، منتقدا دعم الولايات المتحدة "لمقاتلين معارضين لا نعرف هويتهم"، مذكرا بأن إزالة الأسد ستكون أسوأ بكثير من بقائه في السلطة.

قطر والسعودية

وجدد ترامب إثارة قضية ما وصفه بدفع الدول "أتعاب الدفاع" أو "الخوة" لتلقيها الحماية من الولايات المتحدة، مضيفا هذه المرة اتهاما للسعودية وقطر بأنهما دولتان "تسيئان معاملة النساء".

وأوضح أن حماية أميركا لألمانيا وكوريا الجنوبية وبعض الدول، وعضوية حلف شمال الأطلسي تستوجب تكاليف عليهم دفعها.

وتميز اللقاء بسجالات عنيفة وتبادل اتهامات من العيار الثقيل، وصلت أكثر من مرة الى حد تحقير ترامب منافسته لدرجة انه قال عنها إنها كاذبة، ويا لها من امرأة بغيضة، بينما اتهمته وزيرة الخارجية السابقة بأنه دمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت كلينتون إن بوتين "يفضل ان يرى دمية رئيسا للولايات المتحدة"، ردا على قول ترامب إن بوتين لا يكن أي احترام لوزيرة الخارجية السابقة. واندلع السجال بين الاثنين لدى تطرقهما إلى ما نشره موقع ويكيليكس مؤخرا من تسريبات قالت كلينتون إن موسكو وبوتين يقفان خلفها، بهدف التدخل في الانتخابات لترجيح كفة المرشح الجمهوري.

وشدد ترامب على التقدم الروسي في المجال النووي، وأن بوتين تفوق على كلينتون في سورية والعراق وليبيا.

كما أنكر ترامب الاتهامات التي وجهتها إليه نساء عديدات بالتحرش بهن جنسيا، واتهم كلينتون بفبركة هذه الاتهامات، مضيفا: "هي التي حضتهن على الكلام، هي وحملتها، ولكن كل هذا من نسج الخيال". وذكر أن هؤلاء النسوة أردن الحصول على عشر دقائق من الشهرة، مضيفا انه لم يعتذر حتى من زوجته ميلانيا ترامب لأنه لم يفعل شيئا.

back to top