الخناق يضيق على «داعش» في الموصل ومعارك على بوابتها الشرقية

● النزوح يتصاعد مع الاقتراب من المناطق المأهولة
● البيشمركة تحرر قرى «الأقليات» والجيش يتولى أمر «العربية»

نشر في 21-10-2016
آخر تحديث 21-10-2016 | 00:05
جنود عراقيون في طريقهم إلى المعركة منطلقين من قاعدة القيارة أمس   (أ ف ب)
جنود عراقيون في طريقهم إلى المعركة منطلقين من قاعدة القيارة أمس (أ ف ب)
على الرغم من كل التوقعات بأن تطول معركة تحرير مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية، من تنظيم «داعش»، فإن القوات العراقية والكردية لا تزال تتقدم على أكثر من محور باتجاه المدينة، وسط تصاعد النزوح مع اقتراب العمليات من القرى المأهولة بالسكان.
لليوم الرابع على التوالي، واصلت القوات العراقية المشتركة (الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة الكردية)، بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملياتها العسكرية الهادفة الى تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، والتي تعد أكبر مدينة سنية عراقية.

وتقدمت القوات المهاجمة، أمس، على عدة محاور أبرزها من ناحية بعشيقة شمال شرق الموصل بقيادة البيشمركة ومشاركة الفرقة الذهبية في الجيش، ومن محور القيارة جنوباً، الذي تقوده قوات الشرطة الاتحادية وتشارك في وحدات من الجيش.

وتم تحرير 15 قرية على الأقل في هذين المحورين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، عن مصادر قولها إن معظم القرى التي حررتها قوات البيشمركة غالبية سكانها من المسيحيين والايزيديين والشبك وقسم من الكاكائيين، في حين أن القرى التي حررها الجيش العراقي قرى عربية السكان.

ومع اقتراب القوات العراقية أكثر الى المناطق المأهولة بالسكان، توقع قائد «فرقة التدخل السريع»، العميد الركن قصي كاظم حميد، أن يزداد عدد النازحين. ووصل الآلاف من النازحين بالفعل، أمس، الى مناطق الأكراد في سورية.

محور بعشيقة

وأكدت قيادة البيشمركة في بيان، أمس، أن «عملية واسعة النطاق» أطلقت صباحا شمال وشمال شرق الموصل، مضيفة أن «الأهداف هي تطهير عدد من القرى القريبة وتأمين السيطرة على مناطق استراتيجية للحد بشكل أكبر من تحركات تنظيم داعش».

وقال قائد القوة الخاصة للبيشمركة «زيرفاني» الجنرال عزيز ويسي، إن الهدف المباشر للعملية هو قطع بعشيقة عن الموصل، لافتاً إلى أن العملية تجري على ثلاث جبهات «وتهدف الى إحكام الطوق» حول التنظيم الإرهابي في الموصل.

وقال مقاتلون أكراد إنهم أسقطوا طائرتين مسيرتين كان التنظيم يحاول إطلاقهما فوق ميدان المعركة لجمع معلومات عن انتشار القوات الكردية على الأرجح. وشاهد مراسل «فرانس برس» إحدى الطائرتين من طراز «رافن آر كيو-11 بي» الصغيرة التي تصنع عادة للجيش الأميركي، ولم تكن محملة بأي متفجرات على ما يبدو.

إلى ذلك، أعلن مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى غياث السورجي، أمس، أن قوات البيشمركة سيطرت على مفرق خورسيباد، وهو الطريق الرئيسي باتجاه منطقة الشلالات شمال نينوى.

البوابة الشرقية

وقال الفريق عبدالوهاب الساعدي إن قوات مكافحة الإرهاب شنت هجوما لاستعادة السيطرة على ناحية برطلة التي تبعد 15 كلم شمال شرق مركز مدينة الموصل التي شهدت مقاومة شرسة من قبل الجهاديين، لافتاً إلى أنه تدور معارك عنيفة داخل برطلة التي تعتبر البوابة الشرقية للموصل.

محور القيارة

وأعلن عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين الصفار، أمس، أن قوات الجيش والبيشمركة حررت 10 قرى في محوري القيارة والنوران، جنوب مدينة الموصل.

هروب المدنيين

وفي المحور الجنوبي، هرب عشرات من الرجال والنساء والأطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل، قسم منهم على الأقدام وآخرون على متن سيارات، وتدقق قوات الأمن وثائق النازحين عندما يصلون الى خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من أنهم لا يحملون متفجرات.

اجتماع باريس

في السياق، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن القوات العراقية تتقدم بأسرع مما هو متوقع ومما خططنا له في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم «داعش».

وقال العبادي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بغداد، بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني أكبر مدن العراق، إن كل الجهود تبذل من أجل فتح ممرات إنسانية للمدنيين الفارين، مشددا على أن أي انتهاكات لحقوق الإنسان لن تكون مقبولة. وأضاف أن الحرب الدائرة في الموصل حرب عراقية يشنها عراقيون من أجل العراقيين ودفاعا عن أرض العراق، مؤكدا أن هذه المرة الأولى منذ 25 عاما التي تدخل فيها القوات العراقية المنطقة الكردية الشمالية لخوض قتال مشترك. وبين أن الوحدة العراقية التامة تظهر جلياً وأكثر من أي وقت مضى في مواجهة الإرهاب. واعتبر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أمس، أن «من المهم» إعادة بناء مدينة الموصل التي تشهد عمليات عسكرية لتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، قبل عودة النازحين اليها، داعيا الدول الأجنبية الى المساهمة في إعادة اعمارها. وقال الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي مارك أيرولت في العاصمة باريس، إن «القوات الأمنية العراقية عازمة على تحرير مدينة الموصل من سيطرة (داعش) الذي عمل طوال فترة سطيرته على تخريب البنى التحتية للمدينة».

بدوره، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من فرار جهاديين من الموصل في العراق الى الرقة في سورية، في ظل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي.

وقال هولاند لدى افتتاح اجتماع رفيع المستوى في باريس لدرس مستقبل الموصل السياسي: «علينا أن نتحرك على أفضل وجه على صعيد ملاحقة الإرهابيين الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول الى الرقة»، مضيفا: «لا يمكن أن نقبل بانتشار الذين كانوا في الموصل».

أكراد سورية يستقبلون آلاف النازحين

أعلنت مسؤولة بالإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية، وصول آلاف العراقيين النازحين الفارين من القتال في الهجوم ضد تنظيم داعش بالموصل إلى المنطقة في الأيام الأخيرة. وقالت مزكين أحمد، وهي مستشارة للإدارة المعلنة من طرف واحد والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال شرق سورية، إن «النازحين، وهم عرب، أغلبهم نساء وأطفال ومسنون، عبروا الحدود منذ 16 أكتوبر، ويقيمون حاليا بمخيم للاجئين في منطقة الهول بمحافظة الحسكة». وأضافت «ما بين 5 و6 آلاف شخص موجودون بالفعل هناك، في حين لا يزال هناك نحو ثلاثة آلاف ينتظرون عبور الحدود»، لافتة إلى أن «الإدارة الكردية أقامت نقطة استقبال عند الحدود».

الحكيم يدعم اتفاق الصدر و«الحشد»

أكد رئيس التحالف الوطني العراقي الذي يضم كل الأحزاب الشيعية العراقية الرئيسية عمار الحكيم، أمس، أنه «دعم وساند» خطوات التقارب التي جرت أخيرا بين زعيم التيار الصدري وقيادات فصائل «الحشد الشعبي». وقال الحكيم، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر ولايتي: «دعمنا وساعدنا بتحقيق اللقاء، وسنعمل بخطوات مشابهة».

وكان عدد من قادة «الحشد»، أبرزهم نائب رئيس هيئة «الحشد»، أبومهدي المهندس والأمين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري، والأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، التقوا الثلاثاء الماضي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منزله بمحافظة النجف.

وأعلن الصدر بعد اللقاء، التوصل إلى اتفاق مع قادة «الحشد» على مستقبل العراق ما بعد تحرير الأراضي من سيطرة تنظيم «داعش».

وكشف المتحدث باسم «الحشد»، أحمد الأسدي، أمس، أن اللقاء كان بدعوة من الصدر وبالتنسيق مع الوكيل الإداري والمالي لرئيس ديوان الوقف الشيعي، سامي المسعودي.

بغداد تطالب اجتماع باريس بإعادة بناء الموصل قبل عودة النازحين
back to top