الأفكار السيئة تنتشر مع نشر كوريا الشمالية الأسلحة النووية

نشر في 13-10-2016
آخر تحديث 13-10-2016 | 00:12
يستطيع الباحثون عن مقاربة جدية ومنطقية للأزمة النووية الكورية الشمالية المتواصلة شطب الأفكار التالية من لائحتهم: عقد صفقة كبيرة مع بيونغ يانغ، أو تنفيذ ضربة وقائية لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي، أو عقد صفقة مع الصين بغية وقف طموحات كوريا النووية العسكرية، أو السعي لفرض تبديل النظام.
 جونغ آنغ دايلي بينما تسرِّع بيونغ يانغ اختبار الصواريخ البالستية والأسلحة النووية يعود السياسيون والمحللون السياسيون إلى لائحة الاقتراحات السياسية الفاشلة التي طُرحت في الماضي؛ في محاولة للتوصل أخيراً إلى "حل" لبرنامج كوريا الشمالية النووي. يستطيع مَن يبحثون عن مقاربة جدية ومنطقية لهذه المرحلة التالية من الأزمة النووية الكورية الشمالية المتواصلة شطب الأفكار التالية من لائحتهم.

1- آن الأوان لصفقة كبيرة مع بيونغ يانغ:

عاود باحثان بارزان في مركز وودرو ويلسون في واشنطن إلى طرح هذه الفكرة في عدد 30 سبتمبر من صحيفة "واشنطن بوست" لكل مَن لم يولوا أي اهتمام للسجل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية خلال العقدين الماضيين.

لكن كوريا الشمالية انتهكت كل اتفاق نووي عُقد معها. يخبر نظام كيم يونغ أون الجميع أن كوريا الشمالية لن تحدّ من نشاطها النووي، صحيح أنه قد يرغب في المشاركة في محادثات بشأن الاعتراف بكوريا كدولة تملك أسلحة نووية، إلا أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتائج عكسية.

2- ما من وسيلة لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي إلا بتنفيذ ضربة وقائية:

صحيح أن قليلين يؤيدون هذه الفكرة في الولايات المتحدة، إلا أنهم يزدادون عدداً. لكن الدعوة إلى تنفيذ ضربة وقائية كحل لبرنامج كوريا الشمالية النووي تتجاهل خطر ردّ كوريا الشمالية ويبالغ في تقييم تأثير صواريخها البالستية العابرة للقارات. صحيح أن هذه الصواريخ تشكّل مستوى جديداً من المخاطر، إلا أن الولايات المتحدة واجهت سابقاً خطراً مماثلاً من الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة ولم تتخلَّ مطلقاً عن التزامها بتقديم مظلة نووية لحلف شمال الأطلسي وحلفائها الآسيويين.

3- من الضروري عقد صفقة مع الصين بغية وقف طموحات كوريا الشمالية النووية العسكرية:

يشكّل برنامج كوريا الشمالية النووي تحدياً كبيراً، حتى إن كبار المسؤولين والسياسيين يميلون غالباً إلى الاعتقاد أن كل ما يحتاجون إليه هو رشوة الصين وإقناعها بالمساهمة في الضغط على كوريا. نتيجة لذلك يقترح البعض أن تتخلى الولايات المتحدة عن تايوان، ومسألة حقوق الإنسان، أو حتى اليابان بغية حض بكين على ممارسة ضغط أكبر على كوريا الشمالية. فضلاً عن ذلك اقترح فريق عمل تابع لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي أخيراً أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم نشر جنود أميركيين في كوريا الشمالية بعد توحد الكوريتين كوسيلة لتشجيع الصين على التعاون. كذلك ارتكزت سياسة بارك غون هي الصينية على فكرة أن توطيد العلاقات مع بكين سيزيد الضغط على كوريا الشمالية، إلى أن رفض الرئيس كسي جينبينغ الإجابة عن اتصالاتها عقب اختبار نووي كوري شمالي.

4- علينا السعي لفرض تبديل النظام:

شكّل الأمل في تغيير النظام ملجأ صنّاع السياسة الكورية الشمالية المستائين طوال عقود. على سبيل المثال ساهمت إدارة كلينتون في الترويج لإطار العمل المتوافق عليه في الكونغرس الأميركي قبل عقدَين بالاقتراح بهدوء بأنه حتى تبصر مفاعلات الماء الخفيف النور فإن نظام كوريا الشمالية سينهار، كذلك رضي عدد من المتشددين في إدارة بوش بمحادثات الدول الست لأنهم افترضوا أن النظام لن يستمر ليجني كل فوائد اتفاق سبتمبر عام 2005، وبما أن بعض المحللين يدركون أن كوريا الشمالية لن تتخلى عن أسلحتها النووية إلا مع تبدّل النظام، فإنهم يدعون إلى سياسة أكثر فاعلية لتغيير النظام الكوري الشمالي، إلا أن ذلك لا يلغي المشكلة الرئيسة: ما الأدوات التي تملكها الولايات المتحدة لتُسقط النظام إن واصلت الصين دعمه؟

إذاً، تشير الوقائع إلى أننا نعيش اليوم في عالم لن تؤدي فيه أي صفقات كبيرة، أو ضربات جريئة، أو أطر عمل دبلوماسية ذكية إلى إنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي العسكري فجأة.

مايكل غرين - Michael Green

back to top