ياسمينة خضرا

نشر في 11-10-2016
آخر تحديث 11-10-2016 | 00:10
في كتاب «ليلة الرئيس الأخيرة» يروي ياسمينة خضرا تفاصيل اليوم الأخير من حياة معمر القذافي الذي ظل حتى اللحظة الأخيرة غير مصدق لما يجري، ولكن عندما تلطخ جبينه بالدم أدرك الأخ العقيد أن «فان جوخ» لن يأتي لنجدته.
 بدر سلطان العيسى روائي جزائري مبدع يكتب باللغة الفرنسية، كرمته فرنسا، ومنحته الأكاديمية الفرنسية جائزة الآداب (هنري غال) عام 2011، وقد ترجمت رواياته إلى أكثر من 42 لغة.

وياسمينة خضرا قادر على أن يكتب عن الإنسان أينما وجد حسب ما قالته جريدة ENW YORK TIMES يقول في بداية مقدمة كتابه عن معمر القذافي وعلى لسان معمر: أنا معمر القذافي وهذا وحده ومن شأنه تعزيز الإيمان، لا أخشى الأعاصير ولا حالات التمرد والعصيان، تلمسوا قلبي إذ تجدوه يضبط الحركة المحسوبة لتشتت الخونة، إن الله إلى جانبي.

هذه الكلمات كان القذافي يشدّ بها من عزيمته فيما هو يقبع في قبو إحدى المدارس في "سرت" في انتظار ابنه المعتصم لإنقاذه، أما وزير دفاعه أبو بكر الذي كان قبل أسبوع يتوعد بمحو عصابة المتوحشين فكان صامتاً صمت القبور، قلقا على مصير ولديه، في حين كان منصور ضو في حال مزرية لا يكاد يستطيع الوقوف على قدميه.

في "ليلة الرئيس الأخيرة" يروي ياسمينه خضرا تفاصيل اليوم الأخير من حياة معمر القذافي الذي ظل حتى اللحظة الأخيرة غير مصدق لما يجري، ولكن عندما تلطخ جبينه بالدم أدرك الأخ العقيد أن "فان جوخ" لن يأتي لنجدته.

والكاتب يغوص في أعماق نفسية القذافي ويستعرض سلوكياته وتصرفاته كأنه كان ملازما للقذافي طوال حياته، وفي هذا الكتاب (ليلة الرئيس الأخيرة) يروي الكاتب تفاصيل دقيقة لشخصية معمر القذافي وسلوكياته وتحليله لتلك النفسية، وكانت من العمق لإظهار سلوكيات معمر الذي يجعلك تشعر أن ما تشاهده من هذه التحليلات وكأنك ترى معمر القذافي نفسه، ويريك الكاتب كيف كان ينظر القذافي إلى بعض الزعماء العرب الذين عاصروه، وكيف كان ينظر لهم وهو في أوج قوته، وبمشهد خيالي في الرواية يظهر القذافي وهو يوجه كلامه إلى بن علي ويقول له: كيف هربت من المسؤولية وتركت الأمور في تونس عند أول طلقة مدفع؟ أما في مقابلة تخيلية للقذافي مع صدام حسين فقد ضحك عليه في مقابلة، وعيّره كيف يختبئ في جحر كأنه جرذ أو فأر كبير للتخفي من المصير الذي كان ينتظره، وهو الذي كان يقتل معارضيه لمجرد أنهم قالوا: لا.

وفي حديثه- القذافي- مع أحد ضباطه الذين انحشروا معه بالمدرسة وكان يمسك بالقرآن، قال له القذافي: مع تقديري لتقواك أنا لا أحتمل فكرة أن يكون ثمة دنيونة أخيرة، بعد كل ما عانيناه في هذه الحياة لن يكون للموت فضل إلا إذا وضع حداً نهائيا لكل ما زال عن صفحة الوجود، والكتاب رائع ومن أكثر الروايات إثارة، والكاتب مبدع، وكم تمنيت لو كان يكتب باللغة العربية.

back to top