«حلب الشرقية»: «النظام» يتقدم على محوري الشمال والوسط

• إصابة أكبر مشفى في المدينة
• قوات الأسد تهاجم غرب دمشق و500 مسلح ينتقلون من قدسيا إلى إدلب

نشر في 02-10-2016
آخر تحديث 02-10-2016 | 00:05
مسعفون ينقلون جريحاً في حلب الشرقية أمس الأول  (أ ف ب)
مسعفون ينقلون جريحاً في حلب الشرقية أمس الأول (أ ف ب)
في خضم الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تعيشها الولايات المتحدة في 8 نوفمبر، واصلت قوات نظام الرئيس الأسد تقدمها داخل «حلب الشرقية»، الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ 2012، مستغلة الدعم الروسي غير المحدود، ووجود نحو 5 آلاف مقاتل شيعي من دول مختلفة يقاتلون إلى جانبها في هذه المعركة الحاسمة.
تعرض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لقصف بالبراميل المتفجرة أمس، للمرة الثانية خلال 4 أيام، في وقت شنّت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بدعم روسي، هجوماً على محورين، في محاولة للسيطرة على مناطق الفصائل المعارضة.

ومنذ إعلان الجيش السوري الموالي للأسد في 22 سبتمبر بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، تتعرض المنطقة لغارات كثيفة لم تسلم منها المستشفيات القليلة، التي لاتزال تعمل في شرق المدينة، في ظل نقص كبير في الطواقم والمعدات.

وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية- الأميركية أدهم سحلول: «تعرض مستشفى أم 10 للقصف ببرميلين متفجرين، كما أفادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية» على المشفى الواقع في شرق حلب.

وأوضح سحلول أن عددا قليلا من الجرحى والاطباء «كانوا داخل المستشفى»، حيث كانوا يعملون على «تقييم خطورة الإصابات، وتضميد الجروح للحالات الطارئة» عند بدء القصف.

شمال ووسط حلب

وتزامن استهداف المستشفى مع خوض قوات النظام أمس اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المعارضة على محورين داخل مدينة حلب بدعم جوي روسي، في محاولة للتقدم في الأحياء الشرقية، تمهيداً للسيطرة عليها.

وأفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة» لافتا إلى تحقيق قوات النظام تقدما إضافيا في المحورين.

سياسة القضم

وتتبع قوات النظام وفق المرصد «سياسة القضم» لتوسيع سيطرتها داخل الاحياء الشرقية من خلال شن هجومين متوازيين من وسط المدينة، حيث تتقدم من حي سليمان الحلبي باتجاه بستان الباشا، ومن شمالها بعد سيطرتها على المشفى الكندي وتقدمها إلى منطقة الشقيف الواقعة شمال بستان الباشا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تسعى قوات النظام الى تشتيت مقاتلي الفصائل على جبهات عدة»، لافتا الى استقدامها تعزيزات عسكرية الى حلب. وترد الفصائل المقاتلة باستهداف الأحياء الغربية بالقذائف التي حصدت عدداً من القتلى والجرحى منذ يوم أمس الأول.

العناية المركزة

ويأتي تقدم الجيش السوري الموالي للأسد في حلب فيما يتفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، مع وصول محادثاتهما حول سورية إلى حائط مسدود.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، بعد اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أن المحادثات «في العناية المركزة لكن القلب لم يتوقف بعد».

5 آلاف مقاتل

وكشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن نحو 5 آلاف مقاتل من الميليشيات العراقية والأفغانية و»حزب الله» اللبناني، إلى جانب قوات النظام، تجمّعوا في ضواحي حلب، استعداداً لما يبدو تقدماً سريعاً وحاسماً.

ورأت الصحيفة أن هذه الحشود يبدو أنها تستهدف أحياء السكري والشيخ سعيد والعامرية، موضحة أن الهدف الأساسي يكمن حالياً بالنسبة للقوات الموالية للنظام في تأمين طريق الراموسة، لتطويق الأحياء الباقية من حلب الشرقية.

مجلس الأمن

وأجرت القوى الخمس الكبرى في مجلس الامن أمس الأول مناقشة أولى لمشروع قرار فرنسي حول سورية، يدعو وفق دبلوماسيين الى إعادة العمل بوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق حلب.

ولم تعترض روسيا مبدئياً على النص في الجلسة الأولى، وطلبت مزيداً من الوقت لدرسه تفصيلياً.

وحذر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس من أن «موقف العالم من روسيا يتزايد صلابة»، على خلفية غاراتها في حلب، مضيفاً: «أظن أن الناس يعتقدون الآن أن روسيا تخاطر بأن تصبح دولة منبوذة».

ريف دمشق

في سياق آخر، بدأت القوات الحكومية السورية صباح أمس هجوماً واسعاً على مدينة خان الشيخ في ريف دمشق الجنوبي.

وقالت مصادر محلية في غوطة دمشق الغربية، إن طائرات حربية ومروحية شنّت أكثر من 10 غارات ليل الجمعة- السبت على بلدة الدرخبية شمال خان الشيخ، وأن معارك عنيفة شهدتها البلدة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى.

وأشارت إلى أن أكثر من 15 شخصا قتلوا في القصف بينهم 6 من عائلة واحدة من جراء سقوط برميل متفجر على منزلهم.

وتسعى القوات الحكومية لفرض سيطرتها على بلدة خان الشيخ وعدد من البلدات المحيطة بها، لإبعاد المسلحين عن خطوط تماس العاصمة دمشق بعد السيطرة على مدينة داريا بداية الشهر الماضي.

في سياق متصل، هددت القوات الحكومية السورية أهالي مدينتي قدسيا والهامة في ريف دمشق الغربي باقتحام المدينتين، في حال لم يخرج المسلحون من المدينتين أو «تسوية أوضاعهم»، وذلك بعد مقتل 6 جنود موالين قبل أيام.

back to top