اتفاق الجزائر: خفض إنتاج «أوبك» 740 ألف برميل يومياً

• المحللون يعتبرون أن تأثيره على الأسواق لن يستمر طويلاً
• 6% مكاسب أسعار النفط قبل أن تتراجع لاحقاً

نشر في 30-09-2016
آخر تحديث 30-09-2016 | 00:05
No Image Caption
في ختام اجتماع استمر حوالي 6 ساعات ومشاورات استغرقت اسابيع، اعلنت «أوبك» انها قررت خفض إنتاجها الى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا
توصلت الدول المصدرة للنفط في الجزائر إلى "اتفاق تاريخي" مفاجئ لتخفيض إنتاج النفط، من أجل دعم الاسعار التي تراجعت منذ فترة طويلة، بسبب العرض المفرط في الاسواق.

ووافقت الرياض مساء أمس الأول، بشكل غير متوقع، على إعفاء إيران، خصمها السياسي ومنافستها في هذا القطاع، من هذا الخفض بعد أن تشددت لأشهر طويلة في رفض ذلك.

الا ان المحللين يعتبرون أن تأثير هذا الاتفاق على الاسواق لن يستمر طويلا.

وأدى الاعلان، الذي تم من الجزائر بعد اجتماع غير رسمي للدول المصدرة للنفط، الى ارتفاع فوري في الاسعار وفي أسهم شركات الطاقة بالولايات المتحدة وآسيا، لكن أسعار الخام استأنفت تراجعها الخميس في آسيا.

وفي ختام اجتماع استمر حوالي 6 ساعات ومشاورات استغرقت اسابيع، اعلنت "أوبك" انها قررت خفض إنتاجها الى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، بينما كان الانتاج يبلغ 33.47 مليونا في اغسطس الماضي، بما يوازي 740 الفا تقريبا حسب وكالة الطاقة الدولية. وهو أكبر خفض في الانتاج منذ الخفض الذي اقر بعد انخفاض الاسعار خلال ازمة 2008.

تسريع التوازن

وقال وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة، الذي ترأس الاجتماع، في مؤتمر صحافي، إن "الاجتماع كان طويلا جدا لكنه تاريخي"، مضيفا: "علينا تسريع إعادة التوازن الى السوق".

ووافقت الرياض، أكبر اعضاء المنظمة، على إعفاء ايران التي زادت إنتاجها مؤخرا بعد رفع العقوبات عنها، إثر الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، من أي سقف.

وتسعى طهران إلى العودة للمستويات التي كان عليها إنتاجها قبل أن تفرض عليها العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامجها النووي. وفشلت محاولة سابقة لتجميد الانتاج في ابريل بالدوحة، بسبب رفض إيران المشاركة في جهود خفض الإنتاج.

وقال المحلل في مجموعة "اواندا" للخدمات المالية جيفري هالي، لوكالة فرانس برس، "من الواضح ان السعودية هي التي تنازلت اولا ما سمح لإيران، منافستها الرئيسية، بزيادة انتاجها".

قرارات تطبيقية

ويرى المحللون ان انخفاض عائدات النفط هو الذي حفز "أوبك" على اتخاذ هذا القرار، وان كان بعض المشاركين في الاجتماع أشاروا الى ان "أوبك" لم تحترم الحصص المحددة للانتاج في الماضي.

وستحدد القرارات التطبيقية حول أهداف الإنتاج لكل من الدول الأعضاء خلال القمة نصف السنوية لاوبك في 30 نوفمبر المقبل في فيينا، وتنتج دول 40 في المئة من الخام العالمي.

قرار تاريخي

وعبر وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة عن ارتياحه للاتفاق، قائلا إن "اوبك اتخذت اليوم قرارا تاريخيا"، مضيفا ان قرار "أوبك يسمح للمنظمة باستعادة وظيفة المراقبة للسوق النفطي، وهي الوظيفة التي فقدتها منذ مدة طويلة".

وقال هالي: "قد تكون السعودية أعادت النظر في استراتيجية الاغراق التي تهدف إلى إبعاد النفط الصخري الاميركي، لأن الضغط على ميزانيتها يقترب من نقطة اللاعودة".

وكانت الرياض، التي تعتمد بنسبة 73 في المئة على عائداتها النفطية، سجلت في 2015 عجزا قياسيا في ميزانيتها دفعها الى اتخاذ إجراءات تقشفية.

وذكر المحلل في مجموعة "اكسيتريدر" في سنغافورة غريغ ماكينا لـ"فرانس برس": "يعاني عدد كبير من الدول الاعضاء في اوبك من انخفاض الاسعار، وتشهد اقتصاداتها انكماشا او ركودا وتواجه مشاكل ميزانية".

وتابع ماكينا: "لذلك يبدو ان الضرورة المتعلقة بالميزانية تغلبت على الضرورات السياسية، واعتقد ان ارتفاع الاسعار وخفض الانتاج سيستمران".

إنتاج إيران

وقال وزير النفط الإيراني بيجان زنغنة، بعد الاجتماع، انه "سعيد جدا".

وكان الوزير الايراني صرح بأن هدف ايران أن يبلغ الانتاج 4 ملايين برميل يوميا، أي اكثر بقليل من حجم الانتاج الحالي الذي يتراوح بين 3.6 و3.8 ملايين برميل يوميا.

وكانت موسكو عبرت عن تأييدها لتجميد إنتاجها عند مستواه القياسي الذي سجل في سبتمبر.

ومع إعلان الاتفاق، سجلت اسعار النفط في اسواق آسيا ارتفاعا بلغت نسبته في بعض الاحيان 6 في المئة، لكنها بدأت تتراجع لاحقا.

وتراجع سعر برميل برنت الخام المرجعي الاوروبي تسليم نوفمبر 18 سنتا الى 48.51 دولارا.

«غولدمان ساكس»: الاتفاق لا يغيّر توقعات الأسعار

قال بنك غولدمان ساكس إن الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة أوبك لخفض إنتاج النفط سيقدم دعما للأسعار على المدى القصير فقط، لكن هناك احتمالات ألا يؤثر ذلك على المعروض.

وأضاف البنك، في مذكرة للمستثمرين، أنه متمسك بتوقعاته للخام الأميركي عند مستوى 43 دولارا للبرميل نهاية هذا العام، و53 دولارا خلال عام 2017، متوقعا في حال تطبيق الاتفاق بحزم ودعم الأسعار أن تتزايد عمليات التنقيب حول العالم بشكل كبير على المدى المتوسط.

وتشير تقديرات البنك إلى أن الاتفاق قد يسهم في تخفيض الإنتاج بمقدار 480 ألفا إلى 980 ألف برميل يومياً عن المستويات التي يتوقعها لعام 2017.

وقال محللون لدى "غولدمان ساكس" إن تطبيق الاتفاق بدقة خلال النصف الأول من عام 2017 سيكون من شأنه إضافة ما بين 7 دولارات إلى 10 دولارات للبرميل، لكنهم أضافوا أن الخضوع لحصص أقل ثبت فشله خاصة عندما يكون الطلب ليس ضعيفا.

العراق يشكك في طريقة احتساب الإنتاج

شكك وزير النفط العراقي جبار اللعيبي في إحدى الطريقتين اللتين تتبعهما "أوبك" لاحتساب إنتاج أعضائها من النفط، مشيرا إلى أن هذه المسألة تشكّل عائقا للدول في عملية كبح الإنتاج، الذي اتفقت المنظمة على بدء تنفيذه هذا العام.

وأوضح اللعيبي أن البيانات التي تستند إلى المصادر الثانوية، لا تمثل الإنتاج الفعلي للعراق، مضيفاً أن إنتاج بلاده يصل إلى نحو 4 ملايين و700 ألف برميل يومياً.

يذكر أن "أوبك" تستخدم طريقتين لاحتساب إنتاج النفط، الأولى تعتمد البيانات التي تقدمها الدول الأعضاء، أمّا الثانية فتتمثل بتقديرات المصادر الثانوية، وهي عادة تشير إلى مستويات أقل من مستوى الإنتاج الحقيقي، ولكنها تعتبر مقياساً أفضل له.

back to top