المخرج المصري سامح عبد العزيز: حملة فريزر أحد أهم أعمالي

نشر في 30-09-2016
آخر تحديث 30-09-2016 | 00:00
يعيش المخرج المصري سامح عبد العزيز حالة من السعادة بعد نجاح فيلمه الجديد {حملة فريزر} وتحقيقه إيرادات جيدة في موسم عيد الأضحى، والذي يعتبره نقلة فنية ومحطة مهمة في مشواره الفني. عن الفيلم وكواليسه كان لنا مع عبد العزيز هذا الحوار.
لماذا تحمست لفيلم {حملة فريزر}؟

عرض عليَّ كل من هشام وشيكو السيناريو من أكثر من سنة فوجدته جديداً وجيداً جداً، يتحدث عن تعرض البلاد لموجة من الجليد والصقيع، والمقصود بالتجمد برودة المزاج العام للناس وتجمّد الحياة. وافقت فوراً وبدأنا بالتحضير، ثم التصوير الذي استغرق أكثر من ستة أشهر.

صناعة عمل فني عن الواقع في إطار من الفانتازيا فكرة راودتني منذ فترة طويلة، ولم أجد فرصة أقدم من خلالها مثل هذا اللون من الفن، لذا عندما عُرض عليَّ العمل وجدت الفكرة كوميدية أيضاً فتحمست لها، فضلاً عن أنها فرصة جيدة لأظهر تقنية وإخراجاً مختلفين عما قدمته سابقاً.

ما أصعب مشاهد الفيلم؟

كان الفيلم كله صعباً، لكن البداية كانت الأصعب حيث نوضح تعرض مصر لموجة من الجليد وتجمد كل شيء. لذا كان لا بد من أن تكون جيدة ومُقنعة للجمهور، فعليها بنينا الأحداث اللاحقة. كذلك كان المشهد الأخير مهماً جداً حيث ظهور الإعصار ومطاردته الأبطال وانقسام {الكوبري}. نفذنا هذه المشاهد والغرافيك داخل مصر مع شباب مصريين من خريجي معهد السينما، بشكل احترافي يوازي أعمال المتخصصين في أوروبا.

قدمت الكوميديا والتراجيديا والآن الفانتازيا... أيها أصعب؟

الكوميديا هي الأصعب على الإطلاق. لا بد من أن تملك الحس الكوميدي في المشهد والإيقاع وتفاصيل العمل كافة. أما في التراجيديا أو الأكشن فيكفي امتلاك التقنية المناسبة. لا ننسى أننا نُقدم كوميديا لشعب لديه حس كوميدي عال جداً، لذا لا بد من أن تكون جيدة وغير مفتعلة، وهو ما حدث في {حملة فريزر}.

هل توقعت أن يُحقق {حملة فريزر} هذا النجاح؟

أعتبر الفيلم محطة فنية ونقطة فارقة في مشواري الفني. كنت واثقاً من النجاح، فالعمل جيد جداً والفكرة جديدة ومختلفة، ونجاحات هشام وشيكو السابقة خير دليل على ذلك، وكانت ضماناً لنجاح الفيلم، ذلك بالإضافة إلى الجهد المبذول وما قدمناه من تكنيك وغرافيك لافتين.

انفصال الثلاثي

كيف ترى انفصال الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو، وهل يؤثر في نجاحهم؟

ما يُشاع عن انفصالهم غير حقيقي. الابتعاد الفني فرضته طبيعة العملين، لأن «حملة فريزر» لا يستوعب الثلاثي معاً، وفكرة «كلب بلدي» قائمة على شخص واحد. لذلك تعمّد الثلاثي عدم الرد على الإشاعات خدمةً لأعمالهم، والمشاريع المقبلة ستوضح صحة كلامي.

نجاح الثلاثي في مقابل تراجع كل من محمد سعد وأحمد حلمي، هل يعني ظهور جيل جديد وابتعاد آخر؟

استمرار النجاح أهم وأصعب من تحقيقه. كي تستمر لا بد من أن تكون متجدداً ومتطوراً. اختلفت الكوميديا اليوم عما كانت عليه في السنوات السابقة والموضوعات تنوّعت، حتى النكتة نفسها تغيرت. كي تنجح لا بد من أن تواكب هذا التطور والتجديد، بل يجب أن تكون أنت صاحب هذا التطور ذاته، ومن يقف عند مرحلة معينة من النجاح ويُكرر نفسه أو لا يعرف ما يجب أن يُقدمه للجمهور سيتراجع ويحلّ محله الأكثر تطوراً وحضوراً.

هل ثمة أزمة نصوص مسؤولة عن تواضع مستوى بعض الأعمال؟

على العكس، ثمة مؤلفون شباب على مستوى عال جداً من الموهبة والإبداع، لكنهم بحاجة إلى فرصة وثقة في أعمالهم. تكمن الأزمة في أن من يبحث عن النص هو من يختار اللعب على المضمون السهل والأكثر تحقيقاً للنجاح حتى لو كان ضعيفاً أو مُكرراً. ولكن المبدع لا بد من أن يكون متجدداً ومتطوراً وأيضاً لديه قدر من المخاطرة.

ما سبب عدم وجود نجمة شباك أو بطلة منفردة باستثناء ياسمين عبد العزيز؟

ياسمين عبد العزيز موهوبة ولديها ذكاء ودأب في البحث عن الفكرة ومتابعة ما يُكتب، كذلك لديها الشجاعة لتُخاطر وتطرح نفسها كبطلة منفردة وتُكرر التجربة حتى إن لم تحقق النجاح كي تُثبت وجودها واسمها. فضلاً عن ذلك لدينا أزمة في الكتابة لبطلة أنثى، فيما كثير من المؤلفين يكتبون للبطل.

حرب التوزيع
شهد الموسم السينمائي الأخير في مصر حرب توزيع بين دور العرض.

يقول سامح عبد العزيز في هذا الشأن: «يشهد كل موسم سينمائي طريقة غير عادلة في توزيع دور العرض وعدد النسخ ورفع بعض الأفلام لصالح أخرى. حتى أرقام الإيرادات كلها غير حقيقية ولا تستطيع أن تحصل على رقم موثوق من أية جهة.

كذلك غرفة صناعة السينما التي من شأنها تنظيم العمل داخل الصناعة ومنع الحروب والصراعات وهي مصدر أرقام وإحصاءات، لم تقم للأسف بدورها وانتقلت إلى موقع المتفرج تاركة الصناعة وكل ما فيها للموزعين والمحتكرين، وهو ما تسبّب في ظلم بعض الأعمال ونجاح أفلام أخرى».

في مصر مؤلفون شباب على مستوى عال جداً من الموهبة والإبداع

ياسمين عبد العزيز موهوبة ولديها ذكاء ودأب في البحث عن الفكرة
back to top