استغاثة بالسيسي تثير أزمة في «أ ش أ»

بعد أقل من أسبوع من خطأ فادح وقع فيه مسؤولون في التلفزيون المصري، المملوك للدولة، ببثه حواراً قديماً للرئيس عبدالفتاح السيسي مع قناة أميركية، فاجأت وكالة أنباء الشرق الأوسط «الرسمية»، بواقعة غير مسبوقة هزت الوسط الصحافي المصري، عقب قيام مدير تحرير الوكالة ببث رسالة استغاثة على نشرة الوكالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، شاكياً رئيس مجلس إدارة الوكالة ورئيس تحريرها علاء حيدر.

صاحب الرسالة هو مدير التحرير سيد النشار، والذي ضمنها شكوى من تعنت حيدر، متهماً إياه بتحويلها إلى عزبة خاصة لخدمة مصالحه الشخصية، لافتاً إلى سوء الإدارة والتخبّط والتراجع في كل قرار يتخذه، وقال في نص رسالته:

«بالإضافة إلى انشغاله بالظهور الإعلامي في معظم برامج الفضائيات، رغم ضحالة معلوماته، وإنه نظراً لرداءة المادة التحريرية التي تنشر بالوكالة، وتراجع مستواها، مما أدى إلى قيام أكثر من 90 مشتركاً بنشرة الوكالة إلى إلغاء اشتراكاتهم، التي كانت تساهم إلى حد ما في ميزانية الوكالة للوفاء بالتزاماتها تجاه العاملين بها».

وإلى ذلك، في حين اعتبر تصرف مدير التحرير، انحرافاً صريحاً عن مسؤولياته، حيث قام باستغلال مقتضيات وظيفته للإساءة إلى المؤسسة التي تعاني ترهلاً في سنواتها الأخيرة، قرر رئيس مجلس الإدارة علاء حيدر إيقاف النشار عن العمل وإحالته إلى التحقيق، وإرسال مذكرة ضده إلى نقابة الصحافيين المصريين، وتحرير محضر ضده في قسم الشرطة، بتهمة استغلال مهام وظيفته في تسخير وكالة الدولة الرسمية لأهداف شخصية وتهديد الأمن القومي المصري، باعتبار أن الوكالة إحدى الجهات الإعلامية المهمة للدولة.