قنوات رياضية مصرية جديدة...

تطوير أم توسيع دائرة التجارة؟

نشر في 29-09-2016
آخر تحديث 29-09-2016 | 00:04
شهدت الفترة الأخيرة تغيّرات في الخريطة التلفزيونية في مصر فيما يتعلق بالجانب الرياضي، إذ انتشرت قنوات عدة لا يهتم مقدمو برامجها إلا بنشاط رياضي وحيد هو «الدوري المصري»، رغم وجود أنشطة أخرى كثيرة لتغطية ساعات الإرسال الطويلة لقنوات ترفع شعار الرياضة أولاً. هل تحتاج فعاليات الدوري المصري إلى هذا الكم من القنوات لتغطيتها؟ أم أن المسألة ليست أكثر من «بيزنس» يستهدف الاستيلاء على كعكة الإيرادات أو غيرها؟
مع انطلاق الدوري المصري، استحوذت مجموعة قنوات «دي إم سي» الجديدة وقنوات «أون سبورت» على البث الحصري للدوري المصري لكرة القدم، وتنتمي الأخيرة إلى شبكة «أون تي في» لصاحبها رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة الذي اشتراها من نجيب سويرس.

أما on sport فظهرت بثوب جديد وبجودة عالية لبث برامجها، وتعاقدات مع نجوم على المستوى الإعلامي لتقديم خدمة للمشاهد وتعديلات في ديكور الأستوديو وفي التقارير التي تبث على مدار اليوم، ذلك في محاولة منها لمنافسة قنوات bein sport، التي تستحوذ منذ سنوات على الدوريات الإنكليزية والإيطالية والإسبانية والفرنسية إلى جانب تغطيتها كثيراً من الأنشطة الرياضية.

 في السياق ذاته، انطلقت قنوات «دي إم سي» لتنافس على جذب المشاهدين من خلال نقل مباريات الدوري، فتعاقدت مع عدد كبير أيضاً من إعلاميين برزت أسماؤهم أخيراً لتقديم برامج رياضية وإخبارية عدة بتغطية مميزة، كما تؤكد إعلاناتها وتصريحات مسؤوليها.

نسأل في هذا السياق: لماذا هذا الكم كله من الفضائيات الرياضية رغم قلة التنوع الرياضي الذي يكاد يقتصر على كرة القدم؟ وهل ستنجح هذه المحطات في منافسة بعضها بعضاً، ومجموعة قنواتbein sport  أيضاً التي تستحوذ على معظم الأنشطة الرياضية على مستوى العالم؟

وهل تدشين DMC وON SPORT تزامناً مع بدء الدوري المصري لهذا الموسم سيلبي تطلعات الجمهور برؤية إعلام رياضي مصري مختلف؟ خصوصاً أنه فقد الريادة منذ فترة طويلة أمام القنوات الرياضية العربية، لا سيما «البين سبورت» التي تنافس القنوات الرياضية العالمية الكبرى.

تحليل

المحلل الرياضي تامر بدوي رأى أن التنافس مع شبكة bein sport يتطلب جهداً وإمكانات جديدة بخلاف جودة الصورة والتقنية في عرض الصورة للمشاهد، موضحاً أن انطلاقة القنوات الجديدة لم تكن فاشلة، ولكنها لم تأتِ في مستوى التطلعات أيضاً، فمعظم الشباب يتابع راهناً الدوريات الأوروبية والحوادث الكبرى واعتاد على الحداثة في الصورة ومتابعة نقاشات جادة في مجال كرة القدم، وهو ما لا نراه في القنوات المصرية الرياضية، إلا نادراً.

بدوي أشار إلى أنه كان يتوقع أن تكون البداية أقوى مما قدّمته لنا تلك الفاضائيات، موضحاً أنه لا بد من الاستعانة بالخبرات من مخرجين ومصوّرين ومنتجين وقيّمين على وضع دراسات لكبريات القنوات العربية، فضلاً عن رياضيين يعملون في الخارج في مجال الإعلام الرياضي العربي، لنقل خبراتهم في المجالات كافة إلى محطاتنا، بداية من التقديم ومروراً بالتعليق وصولاً إلى التحليل.

وأضاف: «يجب أن يطاول التطوير المضمون وليس الشكل فحسب، خصوصاً مع حجم الإنفاق الكبير الذي نشهده، والاحتكاك بالخبرات الخارجية أمر مهم ليتحقق التطور المطلوب».

من زاوية أخرى، قال الخبير الإعلامي د. ياسر عبد العزيز إن التغيّرات على صعيد المستوى الإعلامي يتحكّم فيها رأس المال الذي يهدف إلى الربح، وهو ما يظهر مع تصاعد مجموعة قنوات جديدة يملكها رجال أعمال، الرياضية منها أو غيرها، ما يعطي المشاهد حق الاختيار وقدراً من التنوع»، مشيراً إلى أنه يجب التنويع بين عدد من الألعاب وليس الاهتمام بلون محدد فحسب وهو كرة القدم، فهنا يتحوّل الأمر إلى تجارة لرجال الأعمال الذين يسعى كل منهم إلى حصد أكبر نصيب من المكسب عن طريق وكالات الإعلانات، مؤكداً أن ذلك يعزّز سياسة الاحتكار التي تستحوذ على سوق الإعلانات بسبب التمويل الكبير بناء على الدمج بين عدد من الكيانات الإعلامية.

تأكيداً على الإعلان المؤخر عن اندماج مجموعة إعلام المصريين ومجموعة Dmedia، ورد أنه في إطار سعيهما نحو تكوين كيان إعلامي مصري قادر على المنافسة دُمجت شركة D Media المالكة لقنوات dmc، مع مجموعة إعلام المصريين لإنشاء كيان إعلامي أقوى يستطيع استعادة الدور الريادي للإعلام المصري إقليمياً ودولياً، بحسب بيان مجموعة إعلام المصريين وتتعلق بمجموعة قنوات on tv .

يبقى أن الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن مجمل هذه الأسئلة، فهل تتمكّن هذه الفضائيات من المنافسة مع قنوات رسخت أقدامها وبات لها جمهور عريض يستجيب لشروطها حول التكلفة؟

back to top