تفاهم «مصري - روسي» بشأن الفواكه ولا اتفاق على الطيران

• ملاحظات تلغي مؤتمراً لوزير النقل الروسي... وربط المطارات المصرية إلكترونياً أهم المطالب
• البنك المركزي يدرس إجراءات التبرع بـ «الفكة»
• إحباط محاولة هجرة غير شرعية لـ 600 شخص

نشر في 28-09-2016
آخر تحديث 28-09-2016 | 00:03
القوات الأمنية البحرية تنتشل المركب الغارق بمنطقة رشيد أمس
القوات الأمنية البحرية تنتشل المركب الغارق بمنطقة رشيد أمس
قررت وزارة الطيران المصري إلغاء مؤتمر صحافي لوزير النقل الروسي بعد ملاحظات على أمن مطاري شرم الشيخ والغردقة، مما يؤشر إلى احتمال تأجيل القرار الروسي بعودة السياحة إلى شرم الشيخ، في حين بدأ البنك المركزي المصري دراسة آلية للتبرع بـ«الفكة»، بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، إلى التبرع بها للاستفادة منها
في تنفيذ مشروعات خدمية.
فوجئت الأوساط السياسية المصرية، أمس، بإعلان مصادر مطلعة تأجيل المؤتمر الصحافي لوزير النقل الروسي "مكسيم سوكولوف"، الذي كان مقرراً ظهر أمس، بين وزير الطيران المدني شريف فتحي ونظيره الروسي لعرض نتائج مباحثات استئناف حركة الطيران والسياحة الروسية لمصر.

وفي حين علمت "الجريدة" أنه تم إلغاء المؤتمر نتيجة تحفظ الجانب الروسي عن عدم التزام الجانب المصري بإجراءات الأمن المتبعة خاصة في مطاري شرم الشيخ والغردقة، قالت مصادر في وزارة الطيران المصرية، إن إلغاء المؤتمر الصحافي جاء بسبب ضيق الوقت، خصوصاً أن الجانب الروسي طلب وقتاً لدراسة تقرير لجنتها الأمنية عن إجراءات الأمن المتبعة لتأمين الركاب والبضائع والطائرات في مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، حيث كان المؤتمر مخصصاً لإعلان آخر ما تم التوصل إليه بشأن تنفيذ الجانب المصري تدابير أمن المطار، التي اشترط الجانب الروسي توافرها، لاتخاذ قرار استئناف حركة الطيران بين البلدين.

وكانت روسيا أعلنت في نوفمبر الماضي، وقف رحلات الطيران الروسية إلى مصر، عقب سقوط طائرة ركاب روسية فوق سيناء بعد دقائق من انطلاقها من مطار "شرم الشيخ الدولي" 31 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى مقتل 224 هم كل ركابها وأفراد طاقمها.

وقال مصدر مطلع، إن الجانب المصري اعترض على بعض الملاحظات الروسية وقرر إلغاء المؤتمر، مشيراً إلى أن تقرير الوفد الروسي تضمن إشارات إلى وجود ثغرات أمنية في مطاري شرم الشيخ والغردقة، وأن وزير النقل الروسي اجتمع مع وزير الطيران المصري، وممثلين عن وزارة الداخلية والاستخبارات، واشترط ربط المطارات المصرية بالكامل بشبكة مراقبة إلكترونية.

وبحسب المركز الإعلامي لوزارة الطيران، فقد كان مقرراً أن يستعرض الوزيران نتائج المباحثات التي دارت في موسكو والقاهرة بين الجانبين بشأن استئناف حركة الطيران والسياحة الروسية إلى مصر.

في السياق، صرح مصدر في الهيئة الفدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية بأن روسيا سترفع الحظر على واردات الفواكه والخضراوات القادمة من مصر خلال أيام، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، نقلاً عن وكالة أنباء "تاس" الروسية أمس، إن مصر وروسيا توصلتا إلى تفاهم حول واردات الفواكه والخضراوات عدا واردات البطاطس.

إجراءات بنكية

في الأثناء، لا تزال تداعيات خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه مشروع "غيط العنب" لتطوير العشوائيات في مدينة الإسكندرية الساحلية أمس الأول، مستمرة خاصة فيما له صلة بطلبه من مسؤولي البنوك المصرية إيجاد آلية تتيح الاستفادة من "الفكّة"- وحدات نقدية أقل من الجنيه- كإحدى طرق دعم الاقتصاد، والاستفادة منها في تقديم خدمات للمواطنين.

وعلمت "الجريدة" من مصدر مطلع، أن حديث السيسي يعد مقترحاً للمعنيين من القائمين على القطاع البنكي بدراسته لتوفير سيولة لدعم مشروعات مجتمعية مثل تطوير العشوائيات وتطوير بعض البنى التحتية للدولة، موضحاً: "هناك توجيهات لمحافظ البنك المركزي لدراسة الآلية القانونية لتنفيذ المقترح الرئاسي".

ولفت مصدر فضل عدم نشر اسمه، إلى أن معاملات "الفكة" يشارك فيها نحو 30 مليون مواطن، مما يساعد على توفير مبلغ مادي تراكمي كبير يوفر تمويلا لمشروعات خدمية وتنموية كثيرة، مشيراً إلى أن مبالغ "الفكة" المقترح التبرع بها لا تتخطى القروش، ولن تؤثر بالسلب على العملاء، وستكون طواعية لا إلزامية.

وبعد ساعات من مقترح السيسي سادت حالة من الجدل، حيث قال مدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية عبدالخالق فاروق: "جمع الفكة مقترح غير صائب، ولا يعبر عن وجود رؤية اقتصادية لمعالجة الأزمة الاقتصادية"، ولفت في تصريحات لـ"الجريدة": "الفكرة قد تسبب ذعراً لأصحاب المدخرات في البنوك، بداية من البسطاء".

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي رائد سلامة، إن المقترح سيفتح باباً من الاعتراضات والاحتقانات الشعبية، في حين قلل الخبير الاقتصادي مدحت نافع من جدوى المبادرة، لأن حصيلتها المالية ستكون ضعيفة، معتبراً إياها "شخصية من الرئيس".

انتشال... وإحباط

على صعيد آخر، تمكنت رافعة البترول التي استعانت بها محافظة البحيرة من انتشال مركب الهجرة غير الشرعي أمس، والذي غرق الأربعاء الماضي، في مياه البحر الأبيض المتوسط، وكان يقل نحو 500 مهاجر غير شرعي، وقال المتحدث باسم المحافظة وهدان السيد: "الرافعة تمكنت من تعويم المركب الغارق وجارٍ تفريغه من المياه لاستخراج جثث الضحايا التي بداخله"، ورجّح أن تشهد الساعات المقبلة زيادة في أعداد ضحايا المركب بعد انتشاله.

وفي السياق، أعلنت القوات المسلحة المصرية أمس، نجاح عناصر من القوات الجوية بتوجيه ضربات مباشرة لعصابات التهريب، أثناء قيامهم بعملية تهريب باستخدام 15 سيارة دفع رباعي جنوب غرب واحة سيوة على الحدود الغربية، وقالت القوات المسلحة، إن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير 8 عربات تدميراً كلياً وإصابة وتعطيل باقي العربات، وتدمير 90 في المئة من البضائع التي كانت في طريقها للتهريب.

ونجحت قوات حرس الحدود المصرية في إحباط محاولة تسلل وهجرة غير شرعية لـ603 أفراد من جنسيات مختلفة، وقال المتحدث باسم الجيش العميد محمد سمير، أمس: "تمكنت قوات حرس الحدود من توقيفهم في نطاق المناطق العسكرية الشمالية والغربية والجنوبية".

إلى ذلك، أصيب ضابط ومجندان من قوات الجيش المصري، نتيجة انفجار عبوة ناسفة على طريق "العريش- رفح".

رافعة بترول تنجح في انتشال مركب رشيد الغارق
back to top