هيلاري أم ترامب؟ السياسة أم التجارة؟

نشر في 28-09-2016
آخر تحديث 28-09-2016 | 00:10
المتابع للمناظرة يلاحظ بكل سهولة الشخصية الكاريزمية لترامب، التي تطلق وعوداً في الهواء وتبني قصوراً في الرمال، وتدير العلاقات الدولية كأنها مؤسسات تجارية، تقابله هيلاري بحديثها العقلاني الواقعي، والذي يجده البعض مملاً مقارنة بالإثارة التي يستعين بها ترامب لتحفيز الناخبين والقرار للناخب.
 د. ندى سليمان المطوع يقول ترامب خلال المناظرة: انظروا إلى مطارات قطر ودبي (الحديثة) ثم انظروا إلى مطار لاغوارديا (القديم) في نيويورك؟ هل يعقل أن نكون دولة حديثة؟ فترد هيلاري: لو دفعت الضرائب التي تراكمت عليك لما أصبح الأمر كذلك! ويستمر الحوار بين السياسة والتجارة بشكل فريد من نوعه.

الإدارة الجديدة وسحر الشرق

أصبحت الرحلات الآسيوية ضمن الأجندة الدبلوماسية المصاحبة للإدارة الجديدة للبيت الأبيض، فعندما تسلم أوباما مقعده في البيت الأبيض عام 2008 وتسلمت هيلاري كلينتون حقيبة الخارجية في عهده قامت بجولة إلى آسيا لإعادة ترتيب الأولويات الدبلوماسية، والتي تعكس الرغبة في التغيير والخروج عما هو تقليدي ومتوقع، وقد سماها البعض "دبلوماسية الخروج من الأزمة" أي الخروج من شبح الأزمة المالية، فتحركت بدوافع اقتصادية بحتة، إلى اليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والصين، الدول الأربع التي تمثل الشراكة التجارية. وبدأت برسم ملامح السياسة الخارجية لمرحلة ما بعد الأزمة المالية... ببناء العلاقات مع دول الاسيان والتواصل مع الدول الإسلامية عبر المحطة الآسيوية الإسلامية وهي إندونيسيا.

السياسة الخارجية والإدارة الجديدة

هل ستستمر البوصلة في الاتجاه ذاته بعد وصول الرئيس المقبل؟ وكيف سيتعامل ترامب مع مسار السياسة الخارحية إذا حقق الفوز؟ البعض يعتقد أن الإدارة الأميركية تمتلك ثوابت في سياستها الخارجية، والبعض الآخر يؤمن بالدور الفردي للرئيس. والمتابع للمناظرة يلاحظ بكل سهولة الشخصية الكاريزمية لترامب، والتي تطلق وعوداً في الهواء وتبني قصوراً في الرمال، وتدير العلاقات الدولية كأنها مؤسسات تجارية، تقابله هيلاري بحديثها العقلاني الواقعي، والذي يجده البعض مملاً مقارنة بالإثارة التي يستعين بها ترامب لتحفيز الناخبين والقرار للناخب.

وماذا عن الملفين السوري واليمني؟ أتساءل بعدما أصبح الملف السوري على مائدة الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن. وفي ظل ترشح الكويت لمنصب عضو غير دائم بمجلس الأمن تسطيع القول بأن التاريخ يعيد نفسه، فعضوية الكويت عام 78 بمجلس الأمن وضعها أمام الأزمة السورية واللبنانية وقوات حفظ السلام، فهل يعيد التاريخ نفسه فعلاً؟

كلمة أخيرة...

المؤسسات الأمنية في دول الخليج لها دور رئيسي في إنشاء مراكز بحثية ومد جسور التعاون مع المراكز العلمية ولها مكتبات ثرية بالكتب النادرة والوثائق، فلمَ لا تقوم مؤسساتنا الأمنية بانتهاج هذا النهج، وبافتتاح مكتبات ضخمة للباحثين ومساعدة المراكز التاريخية في الحفاظ على الوثائق الأثرية المهمة؟

back to top