قوات الأسد تهاجم «حلب الشرقية» براً والفصائل تتصدى

النظام يزج «قوات النمر» في المعركة... والمعارضة قد تتلقى صواريخ مضادة للطائرات

نشر في 28-09-2016
آخر تحديث 28-09-2016 | 00:04
متطوعون في «الخوذ البيضاء» يحملون جثة طفلة قتلت في غارة لقوات الأسد على حي الشعار في حلب أمس   (أ ف ب)
متطوعون في «الخوذ البيضاء» يحملون جثة طفلة قتلت في غارة لقوات الأسد على حي الشعار في حلب أمس (أ ف ب)
هاجمت قوات النظام السوري أمس مناطق مختلفة من «حلب الشرقية»، في إطار عملية برية تأتي ضمن هجوم شامل أعلن الخميس الماضي، ويهدف على ما يبدو إلى طرد المعارضة والفصائل من حلب.
شنّت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس هجوماً برياً على عدة مناطق في الأحياء الشرقية في مدينة حلب شمال البلاد، التي تسيطر عليها المعارضة، التي تمكنت فصائلها من صد الموجة الأولى من هذا الهجوم.

البلدة القديمة

وقال مسؤول كبير بالمعارضة المسلحة وينتمي إلى فصيل يتخذ من حلب قاعدة له، إن اشتباكات اندلعت في منطقة السويقة بالبلدة القديمة بالمدينة، مضيفاً ان القوات الحكومية سيطرت لفترة وجيزة على بعض المواقع هناك، ولكنها اضطرت إلى الانسحاب.

وقال التلفزيون السوري الرسمي، إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة قريبة من القلعة القديمة بالمدينة قرب السويقة.

حشود

وقال مسؤول آخر في صفوف المعارضة المسلحة، إن طائرات حربية سورية وروسية ومدفعية قصفت عدداً من المناطق في المدينة ومحيطها في الوقت الذي احتشدت فيه قوات برية لدعم الهجمات.

وأضاف المسؤول أن قوات المعارضة أوقفت أي محاولات حكومية للتقدم على الأرض.

الفرافرة

وكان مصدر موالي للنظام قال لـ«فرانس برس»: استعاد الجيش بالكامل السيطرة على حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب، بعد القضاء على اعداد من الإرهابيين»، لافتا إلى أن الجيش «يعمل على تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون».

وأوضح المصدر أن استعادة السيطرة على الحي «تأتي استكمالا للعملية العسكرية التي تم إعلانها (الخميس) والمتضمنة جانبا استطلاعيا وجويا ومدفعيا بريا».

وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي منذ إعلان الجيش السوري الخميس الماضي بدء هجوم على هذه الأحياء، التي يحاصرها منذ شهرين تقريباً، بهدف استعادة السيطرة عليها. وكان قائد فصيل عراقي مسلح يقاتل دعماً للأسد قال لـ»رويترز»، إن قوة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم «قوات النمر» بدأت التحرك في مدرعات ودبابات من أجل هجوم على مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة.

مخيم حندرات

كما هاجمت القوات الموالية للحكومة في الوقت ذاته مناطق في محيط مخيم حندرات الواقع إلى الشمال من حلب بالقرب من منطقة مستشفى الكندي الواقعة في منطقة الراشدين بوسط المدينة، وكذلك منطقة 1070 شقة بجنوب غرب حلب. واستعادت القوات الحكومية السيطرة على حندرات من قبضة مقاتلي المعارضة لفترة وجيزة يوم السبت الماضي، قبل أن تفقدها مرة أخرى في هجوم مضاد بعد ساعات.

صواريخ مضادة للطائرات

في غضون ذلك، صرح مسؤولون أميركيون بأن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في سورية، زاد احتمال قيام دول الخليج العربية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، للدفاع عن أنفسهم في مواجهة طيران النظام السوري والروسي. ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله: «يعتقد السعوديون دوماً أن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو 30 عاماً، وهو تحييد قوتهم الجوية بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة». وصرح مسؤول في الإدارة الأميركية بأن «المعارضة لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولن تترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي».

«الأطلسي»

واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس، أن الهجمات على مدينة حلب السورية تشكل «انتهاكا فاضحا للقانون الدولي»، وحض روسيا على بذل «جهود ذات مصداقية» لإعادة العمل بالهدنة.

آيرولت

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس روسيا وإيران إلى «الكف عن سياسة الازدواجية» التي تتبعانها في النزاع السوري، ووقف «جرائم الحرب» التي ترتكبها دمشق.

وقال آيرولت في مقابلة مع صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، إن «راعيي النظام، إيران وروسيا يجب أن ترفعا يد (الرئيس السوري بشار الأسد). عليهما الخروج من سياسة الازدواجية التي تتبعانها».

واعترف ايرولت بأن مجموعات المعارضة المعتدلة التي يمكنها ان تأتي الى طاولة المفاوضات «قريبة بشكل خطير» من بعض الجماعات الجهادية مثل تنظيم «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا)، مشيرا بذلك الى موضوع خلاف يؤكد عليه الروس. وأضاف «وحدهم الراديكاليون يعطون الانطباع بأنهم قادرون على محاربة النظام بشكل فعال»، معتبرا أن نظام دمشق «يعزز التطرف» بالعنف الذي يستخدمه. وتابع الوزير الفرنسي أن بشار الأسد في نهاية المطاف «يستغل هذا الالتباس». وأضاف ان «الهدف ضرب المعتدلين، لأنهم هم الذين يمكنهم الحضور إلى طاولة المفاوضات، وهذا ما تريد دمشق تجنبه».

back to top