أدونيس: التشدد الديني يدمر العالم العربي

نشر في 27-09-2016
آخر تحديث 27-09-2016 | 00:00
أدونيس
أدونيس
رفع الشاعر السوري أدونيس، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الصوت عاليا ضد التشدد الديني الذي "يدمر العالم العربي"، وضد الغرب وروسيا والحكام المحليين، متهما إياهم بتوظيف الشعوب للسيطرة والنفوذ.

ويقول الشاعر، واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد إسبر، (86 عاما)، في مقابلة أجريت معه في معرض غوتبرغ للكتاب في جنوب غرب السويد: "الشعر لا يمكن أن يذبح طفلا، ولا يقتل إنسانا، ولا يدمر متحفا".

وبعد 5 سنوات على بدء النزاع في سورية الذي أسفر عن أكثر من 300 ألف قتيل، يحمل الشاعر السوري بقوة على الولايات المتحدة والدول الأوروبية وروسيا التي تتحرك بدفع من "شعلة البترول ودخان الغاز".

حقوق الإنسان

ويؤكد أن "الأميركيين لا يسعون الى حلول بل الى مشاكل. ليست لديهم رؤية متماسكة. والروس كذلك، فهم لا يهتمون إلا بمصالحهم. العالم العربي مساحة استراتيجية زاخرة بالثروات. العرب مجرد وسيلة. فلا اهتمام بحقوق الإنسان والحرية والاستقلال والكرامة البشرية".

رؤية خاصة

أما الاوروبيون "فهم ينحنون أمام الولايات المتحدة"، بحسب الشاعر السوري الذي غالبا ما يطرح اسمه للفوز بجائزة نوبل للآداب.

ولم يوفر أدونيس فرنسا التي يقيم فيها منذ عام 1985، معتبرا أن بلدا يحمل إرث الثورة الفرنسية "ينبغي ألا يخضع للأميركيين، بل ينبغي أن تكون له رؤية خاصة"، وأن يكون له "ديغول" جديد.

انتفاضة شعبية

ويقول أدونيس إنه لا يعرف حقيقة ما يجري في بلده الذي اندلعت فيه انتفاضة شعبية في عام 2011 قمعت بقوة من النظام، وتطورت الى نزاع مسلح أفرز قوى متعددة، من بينها قوى إسلامية متشددة، لكنه يسارع الى التأكيد على أن تنظيم الدولة الإسلامية "يلفظ أنفاسه الأخيرة".

ويشن الشاعر البارز هجوما على "الدكتاتوريات الدينية"، ويطالب بفصل الدين عن الدولة، وبأن يصير الإيمان قضية اعتقادية خاصة. ويقول "لبلوغ ذلك، ينبغي تغيير الأنظمة والمؤسسات، والشاعر العربي يمكنه أن يساهم في ذلك".

ويشدد على أن المستقبل للعلمانية، لكن بلوغ تلك المرحلة دونها دمار كبير، كما يقول.

ثورة علمانية

ومع أن أدونيس يجاهر بمعارضته لنظام الحكم في بلده، إلا أنه اتخذ موقفا سلبيا من الاحتجاجات السورية، لكونها خرجت من المساجد، وهو يرى أن "ثورة علمانية لا يمكن تحقيقها عبر أشخاص يخرجون من المساجد".

وشكلت المساجد في سورية وغيرها من دول "الربيع العربي" منصات لخروج التظاهرات ضد الانظمة الحاكمة، في ظل حظر الأحزاب والتجمعات المعارضة في معظم هذه الدول.

ويقول: "هناك أصوات معارضة، ولكنها مهمشة"، مثل الكاتب الجزائري كامل داود الذي أثار قضايا المرأة في العالم الإسلامي، والذي يراه أدونيس "صوتا مهما جدا".

back to top