ريما كركي: الشغف بالبحث والمعرفة طريق النجاح

تعتزّ بتكريمها كأفضل إعلامية عربية لعام 2016 من نادي الصحافة والإعلام في الكويت

نشر في 27-09-2016
آخر تحديث 27-09-2016 | 00:00
تتمتّع الإعلامية اللبنانية المميزة ريما كركي بقدرة كبيرة على الحوار وإثارة القضايا المسكوت عنها في برنامجها «للنشر» عبر شاشة تلفزيون «الجديد» اللبناني. تملك مسيرة إعلامية كبيرة تمتدّ إلى سنوات طويلة بدأتها مع تلفزيون «المستقبل» اللبناني الذي شهد انطلاقتها الإعلامية في عام 1998، وقدّمت برامج عدة لا تزال عالقة في ذهن الجمهور، من بينها «عالم الصباح»، و{الليل المفتوح»، و{بدون زعل» و{وكبرنا».
المميز في مسيرة كركي مهنيتها اللافتة، مما جعل برامجها تحقق نسباً عالية من المشاهدة، لا سيما «للنشر» الذي حصدت عنه الجائزة الأولى كأفضل إعلامية عربية لعام 2016 من نادي الصحافة والإعلام في دولة الكويت... حول الفوز وقضايا إعلامية آخرى كثيرة كان لنا معها هذا الحوار:
 كانت لك زيارات كثيرة سابقاً إلى الكويت، خصوصاً عندما كنت ضمن فريق تلفزيون «المستقبل» اللبناني، ولكنك انقطعت عنها. ما السبب؟

لم أنقطع ولا أنقطع أبداً عن أخبار أية دولة عربية حتى لو لم أتمكّن من زيارتها دائماً.

بين زياراتك الأولى والزيارة الأخيرة للكويت... برأيك ما أكثر التطورات التي رأتها عيناك؟

- الكويت بلد محب للآخر وللثقافة والعلم والتطور، وهذا بحد ذاته يشكّل إضافة كل يوم. كذلك ثمة حرص على مواكبة كل جديد في الميادين كافة، وهو دليل على الوعي والمتابعة.

فخر واعتزاز

ماذا يمثّل لك تكريمك كأفضل إعلامية عربية أثناء زيارتك الأخيرة للكويت؟

جميل أن يكرّم الانسان من جهة ذات مصداقية، ومن دولة معروفة بكوادرها الثقافية والإعلامية. أن أنجح في الامتحان في عين المهنيين العريقين، فهذا فخر واعتزاز لي. أشكر كل من تابع عملي وأعتبر أنه يستحق، كذلك نادي الصحافة والإعلام في الكويت الذي يضع نصب عينيه مواكبة التطوّر الصارخ لمهنة الإعلام وإعداد جيل أثبت أنه حاضر لالتقاط أدوات التطور.

هل تفضلين المشاركة في إعداد برامجك؟

لم أقدم في حياتي المهنية أي عمل لم أعدّ أسئلته بنفسي. لا أعتبر أن بإمكان أي إعلامي أن يمسك المادة ما لم يكن طبّاخاً مع فريق البرنامج. وفي «للنشر» تحديداً فريق مهني ممتاز، وأنا استشير الجميع في زوايا الطرح الأنسب، وأبحث عن نقدهم بعد كل حلقة، وهذا الانسجام حقّق نجاحاً ملحوظاً للبرنامج وقفزة لم يتوقعها كثيرون.  

ما أكثر أمر حققته خلال عملك في مجال الإعلام ؟

لمست الإنسان في داخلي واسعى يومياً إلى تطويره، فالإعلام مهنة جميلة تتجدّد كل يوم ولا تعرف الروتين، وهي تلامس وجع الناس وفرحهم وهواجسهم وإنجازاتهم، والإعلاميون من حيث لا يدرون صانعو سلام إن أرادوا وإن توافرت لهم ظروف أفضل من الحرية في بعض القيود السياسية.

متابعة المحطات

كيف تطوّرين أدواتك الإعلامية من وقت إلى آخر؟ 

أتابع المحطات التلفزيونية المتناقضة الأهداف لأصنع صورة أوضح عن حقيقة بعض الأمور، وأتابع الإعلامي الناجح كي أتعلّم منه والفاشل كي أتجنّب أخطاءه. أعيش القلق الجميل الذي لا ينتهي وأقرأ في الميادين كافة، كذلك أتابع برامج «التوك شو» الغربية والعربية ذات الأهمية وأسمع وأستمع، فالخبرة تأتي من الاحتكاك بشرائح الناس كلها. المهم ألا نصدّق أبداً أننا حققنا شيئاً، فالشغف المستمر بالبحث والمعرفة والاكتشاف هو الطريق إلى النجاح الحقيقي.

ما رأيك في أداء الإعلاميين الشباب الكثيرين في الفضاء العربي الآن؟

سشكّل شبابنا طاقة مهمة، ويحتاجون إلى سلام على المستوى السياسي، وهم نجوم لم يأخذوا حقهم في الفرص بعد.

ما رأيك في بعض المذيعين الجدد الذين يطلقون على أنفسهم لقب إعلامي؟

لست مع نظرية أن كل قديم أفضل من الجديد. الجدد أذكياء ويتمتّعون بقدرة هائلة على التقدّم والتأثير. هم يواكبون أكثر العصور صعوبة ويستحقون التقدير. أرفض التقليل من شأن أحد على أساس حداثة حضوره في المجال. ثمة من الكبار من لا يستحق لقب إعلامي، وثمة من الجدد من يستحق أكثر من لقب إعلامي. هي مسألة كفاءة وميزات لأن الخبرة باتت متاحة بشكل متسارع لكل من أراد كسبها.

كيف تتعاطين مع مواقع التواصل الاجتماعي؟

كما الجميع، أتعلم من التفاعل الكثير وأتابع الناس التي تضيف إلى معرفتي وتسلّيني أيضاً. أدرّب شخصيتي على مزيد من «اللامبالاة» الصلبة تجاه بعض التعليقات المريضة، وهو أيضاً أمر مفيد. كذلك أسعى إلى النقد الذي يطوّر عملي أكثر فأكثر، وأعشق مشجعي فهم يدفعونني إلى المزيد من الطاقة الإيجابية.

ما رأيك في المشاهير الذين يعرضون حياتهم الخاصة عبر هذه المواقع؟

لكل واحد أسلوبه في التعاطي مع صورته، ولا شيء خطأ أو صواب بالمطلق.

ضغط الحياة

كيف توفقين بين عملك الإعلامي وبين حياتك الأسرية كأم؟

أنجح أحياناً فيما أخفق أحياناً أخرى، بحسب ضغط الحياة والظروف. الأسرة أولوية والعمل لأجلها أيضاً أولوية. لكن عملي علّمني أن أخاطب أولادي بطريقة ألطف وأقرّبهم إليّ بشكل أعمق، وأن أجد إجابة لكل سؤال تحمله عيونهم. كذلك علّمني أن الأولاد يحبون أمهم أكثر حتى إن لم توفّق بين عملها ودورها أحياناً. يحبونها أكثر إن كانت أماً تخطئ مثلهم أيضاً إلى الحد الطبيعي لأن المثالية حالة تشعرهم بأنهم غير قادرين على التمثّل بها. تشعرهم بأن ممنوعاً عليهم أن يقصّروا إن أرادوا أخذ أهلهم قدوة لهم، وهو أمر سيتعبهم. الحياة جميلة بخطوط عريضة للأولويات من دون مبالغة في التفاصيل، والخطأ صحي ومسموح، وقلة التنظيم من طبيعة البشر.

يقارن كثيرون بين المذيعة اللبنانية وزميلتها المصرية... كيف تجدين الفرق بينهما؟

أرفض القوالب أو الإنطباعات أو الأفكار المسبقة عن أي شخص كان. الجنسية لا تصنع المهنية ولا المواصفات. ثمة مذيعة جيدة وآخرى غير جيدة بغض النظرعن الجنسيات.

بالنسبة إلى الإعلام المصري، أتابعه وأجد أنه محترف عموماً، ومصر عريقة في كل شيء ومنها أتعلّم الكثير، وتبقى نكهتها خاصة في ميادين عدة. أعشقها منذ الطفولة وأتقن لهجتها بشكل كبير، وبيتي هواه مصري، وأهلي في حالة غرام دائم مع بلد النيل الجميل.

الحضور الأنيق

من تلفت نظرك من المذيعات الكويتيات؟

أتابع اليوم الإعلام العربي أكثر. ثمة مذيعات كويتيات يلفتن النظر فعلاً، وهن حريصات على الحضور القوي المتميز والأنيق.

هل أنت راضية عن التلاسن والحرب الكلامية بين المطربة أحلام وبين بعض الإعلاميين داخل لبنان خلال الفترة الأخيرة؟

لا أتابع الأمور كافة. ولكن عموماً، أعتقد أننا في العالم العربي غارقون في هموم أكبر من التلاسن غير المجدي.

نصيحة منك للمرأة العربية للحفاظ على صحتها وجمالها.

لا تحتاج المرأة العربية إلى نصيحتي. هي ملهمتي وتدفعني إلى العمل أكثر على صورة أستحق من خلالها أن أمثّلها.

الجديد في برنامج «للنشر»

تحدثت الإعلامية ريما كركي عن الجديد الذي تحضر له راهناً في برنامجها «للنشر»، مؤكدة أنه سيشهد إضافات كثيرة ذات طابع اجتماعي وحضوراً أكبر مساحة في حياة الناس وحاجاتهم إلى إجابات عن قضاياهم وصرخة للوصول إلى حقوقهم. وأضافت: «من هنا يأتي دور البرنامج في إيصال صوت المظلوم «غير المسنود» وإيجاد حلول للمعنّفين أو لمن يواجهون مشاكل عائلية ينبغي كسر خصوصيتها أحياناً لإنقاذ أطفال أو ضحايا لا أحد يسمع صوتهم. كذلك ثمة فاسدون يأكلون مال الناس وهم يرتدون عباءات مختلفة، فبعضهم ساسة وبعضهم رجال دين وبعضهم تجار وبعضهم يستغل الناس في أعمال غير أخلاقية، وبعضهم يسرق ويقتل بدم بارد.

وتوضح كركي أنه «في الموسم الماضي سجّل «للنشر» أعلى نسبة مشاهدة ضمن برامج محطة «الجديد»، والبرامج المنافسة خارجها، وكانت له إنجازات بمواكبة أمنيين ورجال قضاء، ربما يكون أهمها إرشاد المعنيين إلى أبشع وكر للدعارة استغل بريئات وعذبهن وتاجر بلحم البشر لوقت طويل. من هنا، تأتي أهمية البرنامج في السعي إلى دور أكبر من مجرد العرض التلفزيوني بالتعاون مع مسؤولين وبخدمة الناس قدر الإمكان».

الإعلاميون من حيث لا يدرون صانعو سلام

العالم العربي غارق بهموم أكبر من التلاسن غير المُجدي
back to top