هلع وثورة في قلب خلافة «داعش»

نشر في 26-09-2016
آخر تحديث 26-09-2016 | 00:00
 واشنطن بوست بدت الكتابة على أحد الجدران قرب مسجد الموصل، حيث أعلن قائد «داعش» خلافته قبل سنتين، صغيرة، غير أنها شكّلت عمل رمزياً ثورياً، إذ يُعتبر حرف «م» المكتوب بالطلاء، في إشارة إلى كلمة «مقاومة»، جزءاً من حملة كتائب الموصل، وهي مجموعة معارضة سرية نشرت أخيراً شريط فيديو يعرض بالتفصيل جهودها.

جاء رد فعل «داعش» سريعاً وعنيفاً، فقد أعدم ثلاثة شبان اتهمهم بالمشاركة في هذه المجموعة، ونشر مقاتلوه شريطهم الخاص، حيث ظهر فيه الرجال الجاثون وهم يرتدون زياً برتقالياً قبل أن يتلقوا رصاصة في الرأس، وقد طُلي الحرف «م» على الجدار وراءهم في إشارة إلى جريمتهم المزعومة، كذلك ظهرت على الأرض قربهم علبة طلاء محاطة بالدم.

في الأشهر الأخيرة، نفذ «داعش» عدداً أكبر من عمليات الاعتقال والإعدام المماثلة في إشارة إلى مدى يأسه، بينما يواجه احتمال خسارة الموصل، وفق عدد من التقارير، إذ تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستعادة الموصل بحلول هذه السنة، كذلك ألقت القوات الجوية العراقية 7 ملايين منشور فوق المدينة الأسبوع الماضي دعت فيها السكان للاستعداد لساعة الحسم.

يذكر أحد ممثلي كتائب الموصل أن «داعش أكثر ضعفاً في الموصل، إلا أنه يعتمد على أساليب قمع مثل عمليات الاعتقال العشوائية ليُظهر أنه ما زال مسيطراً»، واصفاً الجو السائد في المدينة بـ»المتوتر» وأن المقاتلين يعيشون في حالة من «الحيرة». وأخبر أن «داعش» بدأ عمليات الاعتقال المكثّفة بعد إطلاق كتائب الموصل حملة الكتابة على الجدران قبل شهرين.

يشير المحافظ السابق أثيل النجيفي إلى أن المهجرين أتوا من مناطق استعادتها القوات العراقية مثل القيارة، لكن بعض المدنيين من المناطق ذات الأغلبية السنية يخشون الطريقة التي ستعاملهم بها القوى الأمنية بعد استعادة هذه المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، يتعاطف آخرون مع هذا التنظيم، يقدّمون له ولاءهم، أو يحاولون ببساطة الهرب من القتال في أي اتجاه ممكن.

يقدّر الجيش الأميركي أن نحو 3 آلاف إلى 4500 مقاتل مازالوا في الموصل، ويخبر المتحدث باسم الائتلاف الكولونيل جون دوريان بأن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 12 من قادة داعش في الموصل وحدها، كما يؤكد بعض المسؤولين أن مَن تعاونوا مع «داعش» يحاولون تبديل انتمائهم.

ويذكر رئيس الأوقاف السنية في الموصل والمسؤول الرسمي عن مساجدها أبوبكر كبي أن «أعضاء هذا التنظيم يحاولون إنكاره»، ويؤكد، رغم وقوع المساجد راهناً تحت سيطرة داعش، أنه مازال على اتصال ببعض من في المدينة، وأن عدداً من أعضاء «داعش» اتصلوا به لأنهم يودون المغادرة.

تخبر امرأة من سكان الموصل السابقين أن عمليات الاعتقال شملت أيضاً مسؤولين سابقين خدموا في الجيش خلال عهد صدام حسين، مضيفة: «يدركون أنهم مازالوا على الأرجح على اتصال ببعض من في الجيش، لذلك يخشون أن يتعاونوا معه أو ينقلبوا ضدهم».

وعلى نحو مماثل، يؤكد ساكن آخر، هرب من الموصل، أنه مازال يتواصل مع أخيه في المدينة وأن «داعش» يستهدف مسؤولين سابقين في الجيش.

ويشير النجيفي أيضاً إلى أدلة واضحة على الفوضى التي تعم صفوف التنظيم مع تنامي الفساد داخله، فمع أن هذا التنظيم يفرض حظراً على مغادرة الموصل، فإن بعض السكان نجح في الهرب بدفع رشاوى كبيرة، لكن كثيرين لا يملكون المال للهرب، لذلك يعيشون اليوم لعبة انتظار.

وتقول امرأة في مدينة دهوك: «حتى لو تدمرت منازلهم، يؤكدون أن هذه الخطوة تستحق العناء في النهاية، فقد يكون داعش ضعيفاً، إلا أن لهذا التنظيم قبضة قوية، فضلاً عن أنه يتعامل مع الناس بقسوة لا يمكن تخيلها».

لوفداي موريس & مصطفى سليم

back to top