إسماعيل فهد: أعجز عن كتابة سيرتي الذاتية

وقّع روايته «السبيليات» في منصة الكتابة الإبداعية «تكوين»

نشر في 26-09-2016
آخر تحديث 26-09-2016 | 00:05
أكد الروائي الكبير إسماعيل فهد أن الإشكال رافق الرواية العربية منذ نشأتها، لأنها ارتبطت بالمسرح، والإخراج الحواري.
أقامت منصة الكتابة الإبداعية "تكوين" حفل توقيع رواية "السبيليات" للروائي الكبير إسماعيل فهد، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين، وقد تضمن الحفل جلسة حوارية بإدارة الكاتب خالد النصرالله.

استهل النصرالله الجلسة الحوارية قائلا: "إنها فرصة جميلة أن نجتمع مع إسماعيل قبل يوم واحد من مغادرته البلاد لاستكمال علاجه، أما عنوان الرواية (السبيليات)، فهي مشتقة من لفظ سبيل".

وقال النصرالله عن علاقته بإسماعيل فهد: "بدأت قصة النشر بيننا في "نوفا بلس" والأستاذ إسماعيل، الذي أخذني جانبا وقال لي: آتيك بمشروع كبير يحتاج منك إلى تفكير... وكان المشروع إعادة نشر (إحداثيات زمن العزلة)، وفي العام التالي نشرت رواية (طيور التاجي) بصفة مشتركة مع دار ضفاف، وغيرها من الأعمال".

بدوره، قال إسماعيل فهد إن ثمة أفكارا لم تأخذ حقها بالنضج الكامل لكي تأتي مكتوبة، مضيفا أنه يعمل الآن على فكرة كتب جزءا منها عام 1987، وبقي الجزء الآخر معلقا، وحان الوقت لاستكمال الجزء الأخير، وهناك أعمال بعد أن تبدأ في كتابتها، تضطر إلى الانصراف عنها لسبب ما، لكي تعود لها في وقت لاحق، وهذا ما حدث في "السبيليات".

فن صعب

واعترف إسماعيل بأن كتابة القصة القصيرة فن صعب، فالرواية أسهل منها، وقد توقف عن كتابة القصة منذ سنوات طويلة، ولن يعود إليها، لكنه احتفى بولادة قاصة كويتية متمكنة هي هدى المقاطع.

ثم طرح النصرالله تساؤلا: "لقد كتبت رواية كويتية خالصة، إذا ما أحلنا رواية (الظهور الثاني لابن لعبون) إلى البيئة والحدث، والآن نعود مجددا إلى العراق بعد غياب عن بيئة الأعمال الأولى، هل تحن إلى البدايات، خاصة أن العمل مليء بتفاصيل المكان؟

رد إسماعيل قائلا: "إن الإشكال شخصي بالدرجة الأولى، لأن ارتباط المكان يعنى السيرة والشخص والمكان، وأنا أعجز عن كتابة سيرة ذاتية أكون فيها، حاولت مرات كثيرة، وكتبت مئات الصفحات، وكلها منيت بالفشل، لأني لا أصلح، ممكن أن أكتب سيرة الآخرين، لكن سيرتي أعجز عنها، وارتباطي في مكان يعني ارتباطي في سيرة، لذا اكتفيت في (السبيليات) بالمقدمة، وألغيت نفسي في ما بعد ذلك".

شريحة إنسانية

وعن شخصية "أم قاسم" في الرواية، قال إسماعيل: "بالنسبة إلي تمثل الأرض والوطن، فهي تفهم الأمور بكل بساطة، وعندها أحكامها المطلقة، فهي تمثل الإنسان البسيط والحقيقي بارتباطه بالأرض".

وردا على تعليق النصرالله على تغير أسلوبه المتبع في كتابته بداية في رواية "حضرة العنقاء والخل الوفي"، وعن تفسير ذلك بأنه يرغب في التخلص من المشهدية، أجاب إسماعيل: "الرواية أم المشهدية، ومنها تؤخذ الأفلام السينمائية، والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية، وعودة إلى كل الموروثات الملاحم و(ألف ليلة وليلة)، كلها لا تخلو من المشهدية، لكن الإشكال رافق الرواية العربية منذ نشأتها، حيث أنها ارتبطت بالمسرح، والإخراج الحواري"، مشيرا إلى محاولة تجاوز المشهدية بشكل من الأشكال، وتجميع هذه الصيغة ضمن عالم سردي، فأولا توفير للورق، وتشجيع القارئ على المتابعة، وفي الوقت ذاته هو محاولة لتجاوز الجانب الشكلي من المشهدية، مستطردا أنه سينمائي لا يستطيع أن يتخلص من المشهدية.

وأكد إسماعيل أنه ليس اختيارا في أن يكتب عمل كبير أو صغير، ولكنه يعتمد على طبيعة الفكرة والعمل، مثل "حضرة العنقاء والخل الوفي"، و"الظهور الثاني لابن لعبون"، وأعمال أخرى إذا كانت تتمحور نحو شخص واحد مثل "أم قاسم" في "السبيليات"، فكل شخصيات العمل حقيقية.

إسماعيل فهد: كتابة القصة القصيرة أصعب من الرواية
back to top