النظام وموسكو يدكان «حلب الشرقية»... ومليونا شخص بلا ماء

• مقتل أكثر من 100 وشوارع كاملة اختفت والطيران يستخدم صواريخ جديدة فتاكة
• المعارضة تخسر مخيم حندرات
• لافروف: واشنطن اعتذرت للأسد عن غارات دير الزور

نشر في 25-09-2016
آخر تحديث 25-09-2016 | 00:05
سوريون داخل مستشفى ميداني في شرق حلب أمس (أ ف ب)
سوريون داخل مستشفى ميداني في شرق حلب أمس (أ ف ب)
واصل النظام السوري، مدعوماً بالجيش الروسي، غاراته الوحشية على شرق حلب أمس لليوم الثالث على التوالي، في محاولة على ما يبدو لدفع المدنيين إلى مغادرة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتدميرها تماماً.
لليوم الثالث على التوالي، واصلت القوات الجوية السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد مدعومة بالطيران الحربي الروسي، دك أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة، في إطار هجوم قالت دمشق إنه يتضمن تدخلاً برياً.

وبحسب تقارير أولية، فقد قتل أمس أكثر من 100 شخص في غارات على "حلب الشرقية"، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارات عنيفة شنها الطيران الروسي، وسقوط براميل متفجرة من مروحيات النظام السوري على مناطق عدة في حلب الشرقية.

وذكرت مصادر بالدفاع المدني أن 323 مدنيا قتلوا من جراء الغارات، خلال الأيام الستة الماضية، أي منذ انهيار الهدنة التي كانت سارية بموجب الاتفاق الروسي - الأميركي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "النظام يقصف بشدة هذه المنطقة، لأنه يريد إرغام سكانها على المغادرة، واستعادة السيطرة عليها".

وأوضح مراسل لوكالة "فرانس برس" في الاحياء الشرقية من حلب أن حجم الدمار كبير، خصوصا في أحياء الكلاسة وبستان القصر التي اختفى عدد من شوارعها تقريبا بسبب انهيار الابنية.

وبات متطوعو "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في حلب الشرقية، مع كثافة الغارات عاجزين عن التحرك، خصوصا بعدما استهدفت الغارات صباحا مركزين تابعين لهم، ولم يتبق لهم سوى سيارتين للاسعاف.

وتجد سيارات الاسعاف صعوبة في التحرك بسبب نقص المحروقات والركام المتناثر على الارض الذي فصل الاحياء عن بعضها البعض، وجعل بعض الطرق غير سالكة.

وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "الجرحى والمرضى في عدد من الأحياء ليس لديهم أي مأوى، وهم عرضة للموت".

صواريخ جديدة

وبينما تمكن النظام من السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين شمال حلب، تحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن "صواريخ جديدة" تسقط على حلب وتتسبب فيما يشبه "الهزة الارضية".

وقال مراسل "فرانس برس" إن تأثيرها مدمر، إذ تتسبب في تسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة "بعمق خمسة أمتار تقريبا" شاهدها في بعض أماكن سقوط الصواريخ.

عطش

وفي جنيف، أعلنت الأمم المتحدة أن مليوني شخص تقريبا يعانون انقطاع المياه في حلب، ثاني كبرى مدن سورية، بعدما قصفت قوات النظام احدى محطات الضخ وقامت الفصائل المقاتلة بتوقيف العمل في محطة أخرى تضخ نحو الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، انتقاما.

وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة في المنطقة المحيطة بأحياء العامرية والشيخ سعيد في جنوب حلب.

فشل جديد

ولم تتمكن روسيا والولايات المتحدة، رغم سلسلة اجتماعات عقدها وزيرا خارجيتيهما سيرغي لافروف وجون كيري، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، من التفاهم حول إحياء هدنة انهارت الاثنين بعد سبعة ايام من بدء تطبيقها، وتبادلتا الاتهامات حول هذا الفشل الدبلوماسي.

وأمس الأول، فشل اجتماع بين كيري ولافروف في التوصل الى انعاش الهدنة، واتفق الطرفان على مواصلة الحوار، والتقي وزير الخارجية الاميركي في بوسطن بالولايات المتحدة، نظراءه الايطالي والبريطاني والفرنسي والألماني من اجل بحث الوضع في سورية.

وعقب اللقاء، قال لافروف إنه ليس هناك مجال لاستئناف العمل بنظام وقف إطلاق النار إلا على "أساس جماعي"، مضيفا: "إذا كان الأمر سيتلخص مجددا في طلب خطوات أحادية الجانب من القوات الجوية الروسية والقوات الجوية السورية للتوقف 4 أيام لإقناع المعارضة بالابتعاد عن جبهة النصرة، فلن نأخذ هذه الأحاديث على محمل الجد".

وأضاف لافروف: "أبدينا خلال الأشهر الماضية بضع مرات تعاوناً، وأعلنا هدنة منسقة مع الأميركيين حول حلب، وكل مرة كنا نتأكد أن هذه الهدنة استخدمت لتموين المسلحين بالأفراد والغذاء والسلاح".

وكشف أن الولايات المتحدة اعتذرت للرئيس السوري بشار الأسد عن شنّها ضربة على الجيش السوري في دير الزور ادت الى مقتل نحو 90 من عناصره.

ونقلت قناة "الميادين" الفضائية الموالية لنظام الأسد والممولة من ايران عن مصدر سوري تأكيده أن "الأميركين اعتذروا للرئيس السوري بشار الأسد عن استهداف الجيش السوري في دير الزور"، مشيرة إلى أن "الاعتذار الأميركي للرئيس الأسد تمّ عبر قنوات غير رسمية".

وكانت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، قالت إن بلادها تأسف لحصول الغارة.

إيران خائفة على «حصتها»

عبر المستشار العسكري للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، قائد الحرس الثوري السابق اللواء رحيم الصفوي، أمس الأول، عن مخاوف إيران من اتفاق أميركي – روسي يجري تحت الطاولة بشأن سورية يتجاهل مصالح طهران.

وقال صفوي: "لا نقبل بأن تكون الولايات المتحدة الأميركية هي المستفيد الأكبر من هذه اللعبة السياسية في سورية، ونرفض أن تكون الحصة الإيرانية أقل من الحصة الأميركية في سورية"، مضيفا: "في الوقت الحاضر هناك تعاون وعمل مشترك بين الأميركيين والروس يتم في سورية، ونأمل ألا يتم خداع الروس".

وتابع:" في ظل الصفقات والمفاوضات التي تتم بين الولايات المتحدة وروسيا، يجب أن ينتبه الدبلوماسيون الإيرانيون لئلا يتم تهميش وتجاهل حصة إيران".

«شرعي حلب» لـ «فتح الشام»: القتال إلى جانب تركيا «جهاد»

في رد على تحريم جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة) سابقاً القتال الى جانب تركيا، قال المجلس الشرعي في محافظة حلب إن "المشاركة في معركة درع الفرات مع تركيا المسلمة هو جهاد شرعي"، مضيفا ان من يقتل ضد "داعش" أو "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) "شهيد".

واعتبر المجلس ان "مشاركة تركيا بالجنود والعتاد مباشرة في القتال هو لإفشال مشروع دولة كردية على غرار إسرائيل، ذات تبعية غربية، تفصل الأتراك المسلمين عن اخوتهم العرب".

back to top