10 خطوات لتنظيم الحياة

نشر في 25-09-2016
آخر تحديث 25-09-2016 | 00:04
No Image Caption
بالنسبة إلى عدد كبير من النساء، يتطلب تنظيم الوقت وتغيير نوعية الحياة وتحسينها براعة فائقة لإيجاد توازن سليم. إذا أردت أن تحددي أولوياتك وتزيدي فاعليتك في العمل وفي المنزل وتجيدي التوفيق بين الحياة المهنية والشخصية وتقرري مسار وجودك، فقد يكمن الحل في تغيير علاقتك مع الوقت!
لإيجاد التوازن المنشود في الحياة، يجب أن تخصصي الوقت للتفكير بحياتك ورغباتك وتقييم الإيجابيات والسلبيات في المرحلة الأولى. يعاني معظم النساء من قلة الوقت. لذا يكون إبطاء مسار الحياة وعيش الحاضر أفضل ما يمكن فعله لتحقيق السعادة والابتعاد عن مشاغل العالم وتعقيدات الحياة. اجلسي في منزلك واستمتعي باللحظات البسيطة وتنفّسي في الهواء الطلق... ماذا لو بدأتِ تتلذذين بهذا الهدوء والسلام الداخلي؟

للوقت مكانة أساسية

أصبح الوقت جزءاً أساسياً من المجتمعات المعاصرة وتتعدد مظاهره في حياتنا اليومية: هواتف ذكية، ساعات، جداول أعمال مكتظة... يصبح الوقت عنصراً ثميناً جداً عند تنظيمه بدقة ويمكن احتسابه وادخاره مثل المال! توقظ البيئة المهنية والمدرسية المشاغل الزمنية وتفرض علينا ضغوطاً عدة تتمثل بالدوام المشحون والمهل التي يجب احترامها وقد تجبرنا على خوض سباق مع الوقت! سيكون تجديد التناغم بين ساعتنا البيولوجية والوقت المدروس والزمن الذي نعيشه أساسياً للتمتع بصحة جيدة والشعور براحة حقيقية.

الرابط مع الوقت المتبدّل

غيّرت التكنولوجيا إيقاع حياتنا بطريقة جذرية. بعدما كانت العقود الماضية تفصل بين العمل والاسترخاء، تخلط الأدوات المعاصرة بين اللحظات المخصصة للحياة المهنية والشخصية لأنها تتحكم بكل بساطة بجوانب عدة من هويتنا (الأصدقاء، الزملاء، المعارف المهنية...) وهذا ما يجعل الخط الفاصل بين المجالَين مبهماً. يمكن أن تتداخل مختلف أوقات الحياة وقد يفرض هذا التداخل الدائم مجموعة من النشاطات اليومية غير المتجانسة. نتيجةً لذلك، قد نضطر في نهاية المطاف إلى الإصغاء إلى حاجاتنا الخارجية مقابل تجاهل متطلبات ساعتنا الداخلية، فنبدأ بمطاردة الوقت بلا توقف. سرعان ما يترسخ هذا الشعور بسبب الضغط النفسي لأن هرمون الكورتيزول الذي ينتجه الجسم بكمية مفرطة يفرض علينا ضغوطاً مُلِحّة كي نسرّع مسارنا.

تنظيم جوانب الحياة ممكن!

فيما يلي 10 خطوات يمكن أن تساعدك في تغيير نظرتك إلى الحياة وتنظيم وقتك والتوفيق بين أهداف حياتك الشخصية والمهنية.

1 تحسين طريقة التحكم بالوقت

يتعلق الهدف الأساسي بفهم مراحل الحياة الكبرى وتنظيم الوقت الثمين. ترتكز هذه العملية على محاور عدة: استعمال الوقت بطريقة سليمة والشعور بمنافع هذه المقاربة، الاستفادة من أوقات الفراغ لتحقيق رغباتنا الحقيقية، تجنب العوامل التي تُضيّع الوقت، إيجاد الإيقاع المناسب لعيش الأيام المتبقية من حياتنا! يجب أن يجد كل شخص الإيقاع الذي يعطي حياته معنىً قيّماً.

يكون التنظيم عاملاً مهماً بغض النظر عن الظروف، لكنه يزداد أهمية حين نغرق في مشاغلنا ويتخذ الضغط النفسي مساراً تصاعدياً. في مطلق الأحوال، يجب أن تضعي خطة دقيقة لتنظيم المهام الموكلة إليك، شرط ألا تكون مفرطة، وإلا قد تشعرين في نهاية كل يوم بأنك لم تبذلي ما يكفي من الجهود. يجب أن تخصصي بعض اللحظات لأي حالات طارئة وأن تجيدي اختيار أولوياتك.

2 رفض بعض المطالب

ينجم الإجهاد المفرط أيضاً عن استحالة رفض مطالب الآخرين (رب العمل، أولاد، أهل...). حين تعجزين عن رفض الطلب منذ البداية، يستحيل أن تتراجعي عن موقفك. لكن قد ينقذك موقف الرفض من إحراج كبير شرط أن يحصل في الوقت المناسب. يجب أن تعبّري عن رأيك بأسلوب غير عدائي. يمكنك أن ترفضي وتبرري موقفك عند الحاجة من دون أن يشعر الطرف الآخر بأنك تقدّمين الأعذار.

3 إبطاء المسار لتحسين الحياة

منذ عشرين سنة، يدعو بعض الحركات إلى إبطاء مسار الحياة في مجالات العمل والأكل والتنقل. لكن يمكن أن يرتبط إبطاء المسار أيضاً بالسلوك العام (تخفيف المهام تزامناً مع زيادة الإنتاجية، تجنب الحالات الطارئة المزيفة لتفادي الضغوط التي ترافقها...). يمكن أن ترتبط هذه النزعة الإيجابية بتحسين نوعية الحياة اليومية وتقدير قيمتها.

4 نسيان الشعور بالذنب

يجب أن تتجاوزي شعور الذنب بأي طريقة! في بعض الحالات، يكون الذنب مجرّد عادة راسخة، إذ يشعر البعض بالذنب إذا لم ينجحوا في إتمام جميع المهام. ستكون هذه المسيرة شاقة وطويلة وتتطلب بعض التمارين المتكررة ضمن علاج سلوكي متخصص.

5 مقاربة الوضع بموضوعية

أمام الأحداث التي تشغلك وتقلقك وتدفعك للتفكير بحلّ المشاكل التي تعذبك، قد تميلين إلى تأجيل المسائل السلبية بدل محاولة حلّها في أسرع وقت ممكن. يجب أن تتعلّمي كيفية تحليل الخلافات كي تستخلصي منها الجوانب الإيجابية ويجب أن تثقي بنفسك وتقيّمي الوضع بموضوعية وتتخذي القرار الذي يناسبك وتتعلّمي الدروس من التجارب الفاشلة لإحراز تقدم حقيقي!

6 ممارسة الاسترخاء

تمددي أو اجلسي وأرخي عضلاتك. اشهقي وازفري بعمق وهدوء وأغلقي عينيك وأطلقي العنان لمخيلتك. حاولي أن تتخيلي صوراً جميلة: حقل زهور، شاطئ، جبل... ركزي على تلك الصورة واحذفي أي فكرة أخرى.

7 ممارسة الرياضة

يعني الإجهاد التام أنك لا تملكين الوقت الكافي للقيام بنشاطات خارج إطار حياتك المهنية والشخصية. إذا كنت تتحركين كثيراً في يومياتك، لا داعي لإضافة النشاطات. لكن إذا كان إجهادك فكرياً وكنت تمضين معظم اليوم جالسة، يجب أن تجدي الوقت لتحريك جسمك! إنها خطوة ضرورية بالنسبة إلى الصحة والنوم. قد تساعدك الرياضة على تفريغ الضغوط والطاقة السلبية المكبوتة. يعطي النشاط الجسدي أيضاً أثراً مهدئاً بفضل عناصر الأندورفين التي ينتجها الدماغ. يكون أي نشاط مفيداً كما أنه أساسي لتقليص مضاعفات الضغط النفسي.

8 النوم والراحة

يجب أن تنامي لمدة كافية ومنتظمة كل يوم وتتجنبي جميع المواد المنشِّطة (تبغ، قهوة، شاي...). لا تترددي في أخذ قيلولات قصيرة لشحن طاقتك على مر اليوم. لكن يسهل أن يضطرب النوم إذا كنت تفكرين بهمومك أو تقلقين من التأخّر أو تستبقين المشاكل وتقلقين على أحد أفراد عائلتك. إذا تجدد هذا الوضع ليلاً، سيزداد شعورك بالتعب. بغض النظر عن مستوى عملك، يمكنك أخذ استراحات متكررة سواء كنت في المنزل أو في مكان العمل: انهضي عن الكرسي كل ساعة كي ترخي ساقيك وتنشّطي جسمك واشربي الماء أو مارسي المشي وخذي قيلولات قصيرة. يكمن السر في الاعتدال!

9 طلب المساعدة

لا يسهل أن تطلبي المساعدة من الآخرين لكن يجب أن تتحلي بالشجاعة لطلب الدعم. قد تعجزين عن إيجاد الحلول بسبب غرورك أو خوفاً من ردة فعل الطرف الآخر. لن يغفل المحيطون بك عما يصيبك لكنهم لن يتحركوا لمساعدتك عفوياً. يجب أن تأخذي المبادرة بنفسك. تتعدد وسائل المساعدة والجهات التي تقدم خدماتها اليوم.

10. الاستمتاع بالوقت والتفكير في الذات

لتفريغ الضغط النفسي واستعادة التوازن والسلام الداخلي، لا شيء أفضل من الاستمتاع بالوقت! تكثر الأفكار في هذا المجال: يجب أن يسمح لك النشاط الذي تختارينه بالانفصال عن أفكارك اليومية وأي تلوث خارجي. ستستفيدين من {تغيير الهواء} عملياً ورمزياً. تمطّطي، غيّري وضعية جسمك، تنزهي في الخارج! يجب أن تأخذي إجازة متكررة أيضاً وتنقطعي عن روتينك اليومي الذي يعج بالنشاطات والانشغالات.

مسار يومك

باختصار، يجب أن تحترمي وتحبّي نفسك في المقام الأول. قبل النوم، اعتادي على تقييم مسار يومك وتهنئة نفسك على كل إنجاز حقّقتِه. وحين تستيقظين، ابتكري فكرة ممتعة كل يوم. ستنعكس هذه الخطوات على أدائك في العمل ولن تفارق الابتسامة وجهك!

بعدما كانت العقود الماضية تفصل بين العمل والاسترخاء تخلط الأدوات المعاصرة بين اللحظات المخصصة للحياة المهنية والشخصية
back to top