الزمن الجميل

نشر في 24-09-2016
آخر تحديث 24-09-2016 | 00:10
 يوسف سليمان شعيب بدعوة كريمة من الأستاذ الفنان عبدالله التركماني، حضرت عرض مسرحية "صدى الصمت"، خلال افتتاح مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية" الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الفترة من ٢٠ إلى ٢٨ من الشهر الحالي.

وحقيقة، كانت المسرحية رائعة جداً جداً، فهي تروي حكاية "النص المسرحي" وكيف تكتب أحداثه، وكيف تكون المؤثرات الضوئية والصوتية والحركية والتعبيرية داخله، وكان ذلك من خلال حوار بين شخصيتين، أشبه ما يكون بحوار عميان أو طرشان، حيث إن طبيعة الحوار الذي يدور بين الشخصيتين غير مفهوم لكليهما، فكل منهما يتكلم بلغة لا يفهمها الآخر، ولكن الجمهور يعلم ما يدور بينهما، كان لابد أن يتحدث كلاهما باللغة العربية.

وهنا يظهر إبداع الكاتب في صياغة الحوار ليفهم كل منهما بصورة مغايرة للمقصود، مما وضع الشخصيتين في حوار داخلي أيضاً لا يخرج عن التساؤلات بشأن فهم الآخر.

التعايش بينهما استمر زمناً على الرغم من عدم فهم أحدهما الآخر بالشكل الصحيح، إلا أنهما استطاعا أن يتعايشا معاً، وحاول كل منهما أن يفهم الآخر، وهذه رسالة للجمهور الذي حضر وكذلك الذي لم يحضر... علينا أن نتعايش معا حتى لو كنا مختلفين مع بعض، حتى لو لم يفهم بعضنا بعضا، لابد أن نتعايش بسلام.

شكراً لكل من عمل في مسرحية "صدى الصمت"، الممثلين والفنيين المبدعين وكاتب المسرحية الرائع والمخرج العبقري.

المسرحية أرجعتني إلى زمن المسرحيات الجميل، الذي كانت المسرحية فيه تحمل فكراً وقيماً ورسالة، ليس كما هو الحال الآن، حيث باتت بعض مسرحيات هذا الوقت مبنية على الإسفاف والغمز واللمز، إلى جانب السخرية "التافهة والماصخة".

المجتمع بحاجة إلى مسرحيات تحمل فكراً ورسالة، فيا حبذا لو يقدم مجلس الثقافة ووزارة الاعلام على إبعاد تلك المسرحيات التافهة، وإرجاع مسرحيات الزمن الجميل.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top