«الوسط الديمقراطي»... على العهد

نشر في 24-09-2016
آخر تحديث 24-09-2016 | 00:12
وجود قائمة الوسط الديمقراطي ليس ترفاً فكرياً، ولا تنوعاً لا يسمن ولا يغني من جوع، لكنه جاء بسبب الحاجة إلى صوت العقل والمنطق، وإلى من يضع مبادئه الوطنية فوق أي اعتبارات مذهبية، قبلية أو عنصرية، فلن يَصلح حال البلد إذا لم يصطلح حال طلبة الجامعة، وهنا المسؤولية الكبرى.
 علي عبدالعزيز أشكناني منذ بدأت الكتابة قبل خمس أو ست سنوات، تدفعني قوة مجهولة في نفس الوقت من كل عام للكتابة عن قائمة الوسط الديمقراطي، عشر سنوات مرت سريعا منذ انضممت إلى هذه المدرسة العريقة، وحتى بعد تخرجي بسنوات ما زلت أشعر بالانتماء والامتنان لتلك التجربة بحلوها ومرها، لذلك أكتب هذا المقال.

كأنه الأمس وأنا طالب مستجد جالس في صف الرياضيات، حيث يقف د. علي صالح بأسلوبه الحاد يشرح ما وَجِب شرحه. يدخل طلبة القوائم تباعاً يتحدثون عن إنجازاتهم وسواد غيرهم أحيانا وأنا باقٍ على فكرتي لا أحيد عنها "جذب وخرابيط". حتى تلك اللحظة التي دخل بها محمد بوحمد من قائمة الوسط الديمقراطي وتحدث بحديث تعدى حدود الجامعة مبيناً عمقاً ملحوظاً لنهج قائمة الوسط الديمقراطي عن غيرها من القوائم، ومنذ تلك اللحظة بدأت الحكاية.

ليست من القوائم التي تفوز بنتائج الانتخابات بشكل دوري، ولا تمتلك عددا يضاهي أعداد المنافسين، لكن المؤكد أنها تنتصر في قضايا أهم تنادي بها معلنة أن الانتصار لا يكون بالضرورة في صناديق الانتخابات. فكانت تغرد خارج السرب وحيدة في قضايا المرأة حتى نالت حقوقها السياسية. وهي الوحيدة التي نادت بالتعليم المشترك وقالت إن القانون لا ينص على منع الاختلاط حتى أكدت هذا المبدأ المحكمة الدستورية. ونادت بمساواة نسب الطلاب والطالبات، وهو ما أقره القضاء في الفترة الماضية. ورغم ذلك، فالوضع الآن أصعب مما كان عليه قبل ١٠ سنوات، والأعداد ازدادت قلة، وتوجهات طلبة الجامعة والمستجدين تغيرت كما اهتماماتهم. ويظل أعضاء الوسط الديمقراطي كما الجبل الراسخ، يعطوننا درسا في التمسك بالمبادئ، صارخين بأنهم الضحكة في فم الزمن وأنهم المعطون من غير ثمن، مؤكدين أن للإخوان من يتصدى لهم بالحجة والمنطق، ولمن يسطح الانتخابات ويختزلها في الخدمات الطلابية من يعري سطحيتهم.

وجود قائمة الوسط الديمقراطي ليس ترفا فكريا، وليس تنوعا لا يسمن ولا يغني من جوع، لكنه حاجة إلى صوت عقل ومنطق وحاجة لمن يضع مبادئه الوطنية فوق أي اعتبارات مذهبية، قبلية أو عنصرية. فلن يصلح حال البلد إذا لم يصطلح حال طلبة الجامعة، وهنا المسؤولية الكبرى. محزن هو مظهر القوائم (الائتلافية والمستقلة) وهي تتفاخر بمرشحي فرعيات القبائل دون حياء أو خوف، ومحزن هو مظهر "مستقلة" جامعة الخليج، وهي تنشر أسماء مرشحيها الطلبة دون الطالبات، مكتفية بذكر "جناح الطالبات". وفي ظل كل هذه الممارسات المخزية للعمل الطلابي، يظل الوسط الديمقراطي نوراً لا يموت، رافضاً ركوعه رغم كل الصعوبات، صارخاً أنه على العهد دائماً مهما تغيرت الظروف.

back to top