هل يفوز ترامب؟

نشر في 23-09-2016
آخر تحديث 23-09-2016 | 00:11
 أمريكان بروسبكت هل يُعقل أن ترامب يكاد يتفوق على هيلاري كلينتون؟ رغم كل التساؤلات التي أثارها ترامب حول مؤهلاته لقيادة الولايات المتحدة، يبدو أن نحو نصف الناخبين الأميركيين مستعدون للتساهل في التعاطي معه، حتى إنهم قد ينتخبونه.

تشمل العوامل التي تساهم في ذلك واقع أن النخب السياسية استخفت بالاستياء العميق الذي يشعر به البيض في الطبقة الوسطى والعاملة الذين يزدادون فقراً. صحيح أن البيض في الطبقة العاملة يبدون أكثر وفرة مقارنة بمعظم السود، المهاجرين، والمتحدرين من أصول لاتينية، لكنهم لا ينظرون إلى هذه المسألة من هذا المنظار، ولهذا سبب وجيه.

طوال عقود، كان تياران يتلاقيان: تنامي عدم الاستقرار الاقتصادي وتراجع مدخول الرجال البيض من جهة، ومطالب المجموعات المهمشة المحقة بالكامل رغم الاستخفاف بها من جهة أخرى.

تبنى الحزب الديمقراطي هذه المطالب (مطالب النساء، والسود، ومثليي الجنس رجالاً ونساءً، والمتحولين جنسياً، والمهاجرين، واللاجئين). ولا شك في أن هذا عاد على هذا الحزب بفائدة كبيرة.

من المؤكد أن هذه الانتخابات ستختلف تماماً إن دعم الحزب الديمقراطي أيضاً الطبقة العاملة في مواجهة النخب الاقتصادية، غير أن الديمقراطيين أقدموا على هذه الخطوة بتردد أكبر، إذ يبدو أن المصرفيين يتحكمون في الديمقراطيين الذين يولون اهتماماً كبيراً للطبقة العاملة البيضاء، بقدر تحكمهم في الجمهوريين.

ثمة مجموعة واحدة من الضروري الترويج لهذه المطالب المتعددة على حسابها: كبار رجال الأعمال وغيرهم من أعضاء نسبة الواحد في المئة، لكن توحد الجميع في مواجهة نسبة الواحد في المئة هذه لم يتحقق، إذ تتعارض سياسات الهوية مع السياسات الطبقية. وفي المقابل، نجح ترامب في الإعراب عن السخط دفاعاً عن المواطن الأميركي العادي، رغم سجله الحافل بالدوس على كل مَن اعترض طريقه.

يواجه الشبان من كل الأعراق مستقبلاً حالكاً، ولا يؤيدون أياً من المرشحين بحماسة، وتذهب أصوات هذه الشريحة من المجتمع عادةً إلى الديمقراطيين، إلا أنها مالت بقوة إلى بيرني ساندرز وباراك أوباما على حد سواء، لكن هذين السياسيين كانا يمثلان التغيير.

وهنا نصل إلى العامل الثاني الذي ساهم في بروز ترامب، ألا وهو: هيلاري كلينتون، فصحيح أنها ليبرالية في معظم المسائل الاجتماعية، إلا أنه من الصعب تصويرها كمرشحة التغيير، في وقت يتبنى الناخبون اليوم مزاجاً شعبوياً ويميلون إلى اختيار سياسي خارج عن المألوف، ما يعلل جاذبية ترامب ونجاح بيرني ساندرز في تحدي هيلاري بقوة، وإن لم يحقق الفوز.

لنواجه الواقع: لا يمكننا أن نعثر بين الديمقراطيين على مرشح أقل شعبويةً من كلينتون وأكثر تقيّداً بالمسار السياسي المتبع، حتى واقع أنها امرأة أخفق إلى حد كبير في توليد الحماسة التي نتوقع عادةً أن ترافق إنجازاً مماثلاً.

ستقتصر المناظرات على بضع مسائل محددة: هل يرى الناخب في عادة ترامب الهيمنة على المسرح مهارةً أم تنمراً؟ وهل يعتبر خبرة كلينتون الكبيرة في مجال خوض المناظرات دليلاً على مهاراتها المتفوقة أم أن هذه الخبرة ستجعلها تبدو كمرشح يفتقر إلى الأصالة والتميز؟

لاشك أن تطورات الأسابيع الأخيرة ستعتمد على الحظ بالكامل، فهل نشهد عملاً إرهابياً كبيراً آخر؟ هل تواجه هيلاري نكسة صحية إضافية؟ أو هل تُنشر معلومات جديدة بالغة الأهمية بشأن فضيحة رسائلها الإلكترونية أو مؤسسة كلينتون؟

اقترح أحد أصدقائي إقامة حفل لمراقبة مجريات ليلة الانتخابات في مونريال، ويردد كنديون كثر في الآونة الأخيرة مازحين أنهم سيشيدون سوراً ويرغمون الأميركيين على دفع كلفته، إن فاز ترامب... هذا ليس مضحكاً البتة.

* روبرت كاتنر

back to top