خطر تنظيم القاعدة يتضاعف

نشر في 16-09-2016
آخر تحديث 16-09-2016 | 00:05
 ويكلي ستاندرد رغم مرور 15 سنة على اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ما زال خطر تنظيم القاعدة يتفاقم، فيتمتع هذا التنظيم اليوم بالقدرة على تنفيد اعتداء محتمل يوقع عدداً كبيراً من الضحايا داخل الولايات المتحدة وأوروبا.

ادعت إدارة أوباما مراراً أن ضربات الطائرات بدون طيار شلّت «أساس» تنظيم القاعدة، علماً أننا نجهل ماهية هذا الأساس بالتحديد، ويركّز الجزء الأكبر من التقارير التي تتناول القاعدة على هذه الطبقة العليا من الإدارة، التي يدعوها التنظيم «قيادته العامة».

لكن «القاعدة» اتخذ خطوات ليعيد بناء صفوف قيادته مع انتقال عدد من كبار شخصياته إلى مناطق آمنة داخل إيران، علاوة على ذلك، يضم هذا التنظيم اليوم أكبر عدد من الأعضاء، فضلاً عن أن انتشاره الجغرافي صار أوسع بكثير.

تُظهر الوثائق التي عُثر عليها خلال غارة أبوت آباد أن بن لادن وقادته أداروا شبكة عالمية متماسكة، فبحلول شهر مايو عام 2011، كان تنظيم القاعدة قد نما ليشمل مجموعات في كل مكان من غرب إفريقيا إلى جنوب آسيا، ورغم بروز «داعش»، الذي رفضه تنظيم القاعدة في مطلع عام 2014، يواصل هذا الأخير توسعه تحت قيادة خلف بن لادن أيمن الظواهري.

يعود السبب الرئيس وراء نمو «القاعدة» إلى فروعه الإقليمية التي يقودها مجاهدون أوفياء للظواهري، وتشمل هذه الفروع: القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والقاعدة في المغرب الإسلامي، والقاعدة في شبه القارة الهندية، وجبهة فتح الشام (التي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة)، وحركة الشباب في الصومال.

أُسس فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية في مطلع عام 2009، وشن حركة تمرد واسعة داخل اليمن، وما كان بوسع تنظيم القاعدة إلا أن يحلم بالسيطرة على مدن عربية بأكملها في التاسع من سبتمبر، لكن القاعدة في شبه الجزيرة العربية حقق هذا الحلم إلى أن أخرجه ائتلاف يقوده العرب من بعض هذه المواقع في مطلع السنة الحالية. إلا أن فرع القاعدة هذا تفرق بكل بساطة، محتفظاً بمعظم قواه ليقاتل في يوم آخر.

أما تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي تحوّل رسمياً إلى جزء من القاعدة عام 2006، فما زال عدواً خطيراً في شمال إفريقيا وغربها.

ضُمّنت جبهة النصرة كادراً تابعاً للقاعدة يُدعى «جماعة خراسان»، وأمر الظواهري هذه الجماعة بالبدء بالتخطيط لعمليات ضد الغرب، إلا أن مسؤولين أميركيين يؤكدون أن الظواهري لم يعطها الضوء الأخضر للتنفيذ، فلم يشأ تنظيم القاعدة أن تواجه جبهة النصرة الضغط الذي يترافق مع التخطيط لاعتداءات مباشرة ضد الغرب، كان هدف هذه الجبهة الرئيس الإطاحة ببشار الأسد ومن ثم بناء دولة إسلامية متطرفة على أنقاض النظام السابق، ويشكّل هذا في جزء منه أحد أسباب تبديل اسم الجبهة إلى جبهة فتح الشام، لكن عملاء القاعدة المخضرمين، الذين يعملون ضمن إطار كيان مختلف، يستطيعون بالتأكيد استخدام سورية كمنصة إطلاق لشن اعتداءات ضد الغرب.

بالإضافة إلى ذلك يحتفظ تنظيم القاعدة بوجود كبير داخل أفغانستان، ويبدو بعيداً كل البعد عن الاضمحلال،

بخلاف الاعتقاد السائد، لا يصب تنظيم القاعدة كل اهتمامه على توجيه الضربات إلى الغرب، فقد خصص الجزء الأكبر من موارده لشن حركات تمرد في العالم ذات الغالبية المسلمة، ولكن مع توسع تأثير القاعدة، تفاقم الخطر الذي تواجهه الولايات المتحدة وأوروبا، فيستطيع هذا التنظيم بسهولة استخدام أعضاء من أحد هذه الفروع الإقليمية لشن اعتداء ضد الغرب.

قبل بضعة أيام من الذكرى الخامسة عشرة لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، نشر أيمن الظواهري شريطاً مصوراً يهدد فيه الولايات المتحدة مرة أخرى، وادعى الظواهري أن عمليات الاختطاف التي حدثت في التاسع من سبتمبر قادت إلى «صحوة جهادية»، كذلك أثنى على بن لادن معتبراً إياه «الإمام المحيي»، ونسب إلى صديقه الذي سقط الفضل في المساهمة في إشعال الثورة الجهادية.

لا تشكّل هذه مجرد كلمات فارغة، وعلى الولايات المتحدة أن تأخذها على محمل الجد، فما زال تنظيم «القاعدة» يهدد الأميركيين بعد مرور 15 سنة على أسوأ اعتداء إرهابي في التاريخ.

* توماس جوسلين

back to top