كيري: «الهدنة» فرصة أخيرة للإبقاء على سورية موحدة

• موسكو: الهدف الرئيسي هو فصل المعتدلين عن الإرهابيين
• النظام يواصل عرقلة المساعدات

نشر في 15-09-2016
آخر تحديث 15-09-2016 | 00:04
بعد انتقادات لاذعة داخل الولايات المتحدة، للاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس باراك أوباما مع موسكو بشأن سورية، والذي قد يؤدي إلى قيام الدولتين بعملية عسكرية مشتركة في سورية ضد المتشددين، حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري الدفاع عن الاتفاق، معتبراً إياه الفرصة الأخيرة للحؤول دون تفكك سورية.
حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، الدفاع عن الاتفاق الموقع بين إدارة الرئيس باراك أوباما وروسيا بشأن سورية، والذي ينص على وقف إطلاق النار لسبعة أيام، يجري خلالها توزيع المساعدات على المناطق المحاصرة، معتبرا أنه الفرصة الأخيرة لـ«الإبقاء على سورية موحدة».

وكان مسؤولون كبار في الجيش والمخابرات بالولايات المتحدة انتقدوا الاتفاق، قائلين إنه لا يمكن الوثوق بموسكو التي ستقدم لها الولايات المتحدة بمقتضى الاتفاق معلومات عن ضرباتها الجوية لمواقع المتشددين.

وقال كيري إن الاتفاق يحظى بتأييد أوباما، الذي اجتمع معه أمس الأول، مضيفا: «حسنا. رئيس الولايات المتحدة جاهز، وأعتقد أن الجيش سيكون جاهزا بالتالي»، وأضاف: «لا أحد يطلب من الناس أن تتخلى عن مبادئنا، لكنه شيء مهم بالنسبة لنا أن نفي بتعهداتنا في هذا الأمر».

وشدد وزير الخارجية في مقابلة مع برنامج «مورنينغ إيديشن» في الإذاعة الوطنية العامة على أنه «إذا فشلنا في إيقاف النار الآن ولم نتمكن من الجلوس إلى الطاولة، فسيزيد القتال بدرجة كبيرة».

وتابع: «ما البديل؟ أن يتم اكتساح حلب بالكامل؟ أن يوجه الروس و(الرئيس السوري بشار) الأسد ببساطة قصفا عشوائيا لأيام مقبلة، وأن نجلس هناك ولا نفعل شيئاً؟».

ولفت كيري إلى أن المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الخليج كانت في الجانب الخاسر أمام القوات الحكومية التي تتلقى المساندة من روسيا.

وقال: «معادلة أن الأسد يسحقهم، وأن روسيا تسحقهم كانت ستلقي بهم في أيدي (جبهة) النصرة وداعش»، وأضاف: «ستكون عندك درجة أكبر من التطرف بكثافة متزايدة».

صمود

وصمدت الهدنة أمس لليوم الثالث، باستثناء خروقات بسيطة، خصوصا في حماة، التي شهدت أعنف معارك ليل الثلاثاء ـ الأربعاء بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وقوات من الجيش الحر، وأخرى تنتمي إلى فصائل إسلامية متشددة.

وإذا صمدت الهدنة أسبوعا كاملا، فسيبدأ الجيشان؛ الأميركي والروسي، تنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة وتنظيم داعش في منطقة متفق عليها من سورية.

وتهدف الخطة إلى جمع الأطراف السورية المتحاربة في محادثات حول فترة انتقالية يتنحى خلالها الرئيس بشار الأسد.

والاتفاق أكبر اختبار إلى الآن من جانب واشنطن، لإمكانية أن تعمل مع موسكو لإنهاء حرب أحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحولا فيها قبل عام عندما أرسل طائراته الحربية لدخولها إلى جانب الأسد.

موسكو

من ناحيته، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الهدنة في سورية «هشة»، لكنها «تمنح الأمل في الوصول إلى حل سلمي للصراع»، مبينا أن الهدف الرئيسي من الهدنة، هو فصل المعارضة المعتدلة عن «الجماعات الإرهابية».

صبرا

من جهته، قال السياسي السوري المعارض جورج صبرا، أمس، إنه لا يثق كثيرا بأن الهدنة التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة ستصمد لفترة أطول من هدنة سابقة حدت من القتال مؤقتا هذا العام. وأضاف أن إصرار النظام على التحكم في مسألة المساعدات يعرقل إدخالها إلى حلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ورأى أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي استئناف لمحادثات السلام، وأن الأمر يتوقف على تنفيذ البنود الإنسانية في قرار وافقت عليه الأمم المتحدة العام الماضي.

قوافل المساعدات

وتنتظر قافلتان من المساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سورية في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين، للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب.

وعبرت القافلتان، اللتان تضم كل منهما نحو 20 شاحنة محملة بالأغذية والطحين، إلى الأراضي السورية أمس، قادمتين من قرية تركية تبعد نحو 40 كيلومترا غربي حلب، لكنهما لم تتمكنا من التقدم كثيرا بعد تجاوزهما النقطة الحدودية التركية.

ومنذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الاثنين الماضي، برعاية أميركية ـ روسية، كان الهدف الأول للمجتمع الدولي، هو إيصال المساعدات إلى حلب.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق شؤون المساعدات الإنسانية ديفيد سوانسون: «الأمور تستغرق وقتا أطول مما كنا نرجوه»، لافتا إلى أن شاحنات الأمم المتحدة العشرين الموجودة على الحدود مستعدة للتحرك.

وأكدت الحكومة السورية، أنها سترفض تسليم أي مساعدات للمدينة لا يتم التنسيق فيها معها، خصوصا المساعدات القادمة من تركيا.

وبيَّن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان ديميستورا، أمس، أن الأمم المتحدة ما زالت تنتظر أن تصدر دمشق رسائل تسمح بتسليم المساعدات، وطالب بـ «ضمانات أمنية بعدم التعرض للسائقين وللقوافل».

الكاستيلو

وبهدف إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في حلب، حيث ينتظر السكان المواد الغذائية بشكل يائس، أقام جنود روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات من تركيا إلى أحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. لكن وفق مصدر أمني سوري، فإن النظام لم ينسحب بعد من هذا المحور. ولاقى انتشار الروس في حلب اعتراضا من المعارضة السورية.

back to top