المساحة الرقمية... هل تهدّد شاشات التلفزيون؟

بعد إطلاق قناة على الإنترنت

نشر في 01-09-2016
آخر تحديث 01-09-2016 | 00:03
تزداد المنافسة القوية بين التلفزيون والمنصات الإلكترونية التي تتربع شبكة الإنترنت على عرشها. انطلقت أخيراً قناة فضائية رقمية جديدة، من خلال ICU، وهو أكبر موقع يضم أعمالاً درامية وبرامج تعرض لأول مرة رقمياً فحسب. كذلك يضمّ وجوهاً شابة عدة شاركت في محتوى الموقع، الذي أعلن انطلاقته بخريطة برامج ومسلسلات ترفيهية على مدار 24 ساعة.
قناة جديدة تنضم إلى غيرها من المحطات على الشبكة العنكبوتية بجمهور عريض يلجأ إلى متابعة المسلسلات والأفلام عليها بسبب غياب الفواصل الإعلانية.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل يشكل توافر وسائط إلكترونية متعددة تهديداً للوسائط التقليدية، التي تخضع دوماً للرقابة وتحكمها رؤية معينة وتتعرض لضغوط، في مقابل وسائط أخرى أكثر رحابة في الروئ والأفكار، ومن دون توجهات؟ هل يمكن اعتبارها تهديداً صريحاً أم أنها مجرد منافس قوي؟

حول بقاء الفضائيات، سواء الرسمية أو الخاصة، بوصفها المنصة الأساسية لمختلف المواد المرئية من برامج ومسلسلات وأفلام، ومدى منافسة المحطات الرقمية لها، تقول الناقدة الفنية ماجد موريس لـ «الجريدة»: «اتجاه الجمهور وقليل من المنتجين إلى الإنترنت تطوّر طبيعي يعكس العلاقة التي تزداد يوماً بعد يوم بهذا الوسيط الجديد».

وتضيف سبباً آخر يدفع الجمهور إلى هذه المنصة الرحبة، وهو كثرة المساحة الإعلانية في المحتوى المعروض بشكل أغضب الجمهور الفترة الأخيرة، خصوصاً في مسلسلات وبرامج رمضان الماضي، مؤكدة أن علينا خوض التجربة مع الإنترنت، و»أعتقد أنها ستنجح الفترة المقبلة، لأنها منصة أكثر ذكاءً وأوسع انتشاراً من التلفزيون وقنواته التقليدية».

وبين المحتوى وسرعة الانتشار، يؤكد المنتج نصر محروس أن الإنترنت لا يلغي التلفزيون وأهميته الإعلامية للجهة الإنتاجية وللجمهور العادي الذي لا يزال بعيداً عن تلك الوسائط الإلكترونية، مضيفاً لـ«الجريدة» أن لا مانع لديه في إنتاج أعمال تقدم على الإنترنت فحسب مع الحفاظ على مساحة إعلانية معينة داخل المحتوى، وإلا لن تجد الإقبال المطلوب، خصوصاً أن التنافسية على الشبكة لا حدود لها.

في السياق نفسه، يرى المنتج عصام شعبان أن من الصعوبة بيع أي عمل درامي على الإنترنت، نظراً إلى التنوع الكبير في تلك الساحة الإلكترونية، مع عدم تفعيل ما يضمن حقوق المنتجين من سرقة الأعمال وطرحها على مواقع أخرى، معتبراً أن استقطاب الشبكة يكون دوماً لفئة محددة من الجمهور لم يتم تجاوزها إلا في حدود. ويؤكد أن القنوات الرقمية حتى إن زادت مع مرور الوقت، فإنها لن تحلّ محل التلفزيون ولن تكون المنبر الأكثر جاذبية للإنتاج.

يتابع: «رغم سرعة انتشار المحتوى على الإنترنت، فإن المادة المنشورة بحاجة دوماً إلى تمويل، وهو يأتي بشكل أساسي من الإعلانات، سواء في القنوات الفضائية المفتوحة أو المشفرة. ومع أن الإعلانات كانت وستظل تمثل مصدر إزعاج للجمهور، فإنها دوماً مطلوبة لأنها الممول. حتى على الإنترنت، ثمة كثير من المحتوى الفني يعرض متضمناً فواصل إعلانية، سواء قبل أو بعد، وبعضها لا يمكن تجاوزه، إلا بعد ثوان من العرض، بما يحقق الهدف منه».

على الجانب الآخر، تقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله لـ «الجريدة» إن الوسائط الجديدة وانتشار وسائل الاتصال والمواقع، استطاعت بشكل ملحوظ سحب البساط من الفضائيات بتقديم محتوى مختلف وبمواد متنوعة، ما جذب فئات عدة من الجماهير، خصوصاً الشباب الذين ابتعدوا بشكل ملحوظ عن البرامج والدراما التلفزيونية بسبب المساحات الإعلانية الكبيرة، ووجدوا ما يبحثون عنه في عالم أوسع أكثر تنوعاً واختلافاً، والأهم من دون إزعاج.

وتتابع ماجدة أنه رغم نجاح الإنترنت، فإنها تستبعد أن تكون الشبكة بديلاً أساسياً للتلفزيون، مشيرة إلى أن الإنتاج الرقمي يستلزم جهات إعلانية للإنفاق على المواد المعروضة، لذا استقطاب المنتجين له سيكون بالطريقة نفسها التي تعمل بها القنوات التلفزيونية، وهو ما نشهده راهناً في أي محتوى على الإنترنت، ذلك لتغطية تكلفة المادة إما من خلال مشاهدة إعلان بداية عرض المحتوى، أو في منتصفه، أو من خلال تفعيل اشتراكك في المحطة أو الموقع الإلكتروني (صاحب المادة المعروضة)، تماماً كما القنوات التلفزيوينة المشفرة التي تحتاج إلى اشتراك، لذلك فإن الوسيلتين تتشابهان، وبقاؤهما يشعل التنافسية بين جهات العرض المختلفة ليس إلا.

نصر محروس: الإنترنت لا يلغي التلفزيون وأهميته الإعلامية
back to top