حلمي بكر: فن اليوم «بلطجة»...

وأكثر من 25 مليوناً يسمعون أغاني سوقيّة

نشر في 31-08-2016
آخر تحديث 31-08-2016 | 00:05
No Image Caption
 لحن أكثر من 1500 أغنية لكبار المطربين، وقدّم نحو 48 مسرحية غنائية. واكتشف مواهب كثيرة في مجال الغناء وحصل على جوائز عدة وتكريمات، من بينها جائزة أفضل ملحن عربي.
إنه الملحن الكبير حلمي بكر الذي يخشاه البعض بسبب صراحته المتناهية .
كيف ترى الفن اليوم مقارنة بالماضي؟  

لا يرى الفن اليوم ولا يسمع. نحن إزاء «بلطجة غنائية»، صوتاً ولحناً وطرباً، لذلك يغيب نجوم الفن أمثال عمرو دياب وحماقي وتامر حسني؟ البارز أصوات لا تسمع مطلقاً، وللأسف ثمة من يسمع هذا الكلام العشوائي البيئي. من المؤكد أن أي نجم محترم لن يغني «آه لو لعبت يا زهر»، أو أغاني المهرجانات بوصفها المسيطرة الآن. حتى بعض الأصوات الشعبية التي كان لها مستقبل تقدم اليوم أغاني شديدة السوء. باختصار، لم يعد فناً ولكن «خيبة».

لماذا يخشاك البعض؟

دوري تقييم الأصوات، وعليه لا أهاجم المحترم منها. بحكم عملي على مدار 56 عاماً، وبصفتي رئيس لجنة الاستماع ولجان تحكيم في الدول العربية جميعها، لا أتعامل مع أحد بتكبر ولكني أهاجم كل من لا يصلح للعمل في الحقل الفني 

مّن لديهم الصوت الجميل مِن وجهة نظرك؟ 

أمال ماهر لا مثل لها في العالم العربي، كارمن سليمان، نادية مصطفى. ومن الأصوات الشابة الجيدة أحمد جمال، محمـد شاهين، مصطفى حجاج. أما عن الجيل الوسط، فعمرو دياب الأول في جيله، وتامر حسني جيد ولكنه بدأ يُصاب بالغرور. وثمة أيضاً أصوات كثيرة جميلة أبرزها محمـد الحلو، ومحمـد ثروت، وهاني شاكر... وكلها أصوات فوق الرائعة. لكن ثمة نجوم ضلّوا الطريق لأنهم كانوا مقتنعين بأن عبدالحليم لم يمت، وعندما أدركوا رحيله بحثوا عن ترتيبهم فاكتشفوا أنهم في مرتبة متأخرة.

هل ما زال عمرو دياب رقم واحد في مصر؟ 

إذا حسبت عمرو دياب من جيل عبدالحليم يبقى صفراً. لكن في مرحلة ما بعد عبد الحليم، يصبح عمرو دياب هو الرقم الواحد في جيله، ولأنه ذكي جداً فهو الأول على جيله. هو يتمتع بكاريزما خاصة تصنع منه نجماً كبيراً فعلاً، وهذه الكاريزما تصنع حضوره لأنه قادر على رسم شخصيته. يليه تامر حسني لأنه يغني بطريقة جيدة ويلحن أيضاً، لكن كما أشرت بدأ يفقد الأرض من تحته، ولا بد من أن يتدارك ذلك.

من الشخص الذي تريد أن تلحن له؟

عبدالحليم حافظ عندما نبعث في الآخرة. هو آخر الأصوات الرائعة وما زلنا بعد رحيله بـ 25 سنة نحبه ونستمع إليه. وبصدق، لو كان حياً حتى الآن لمات مصدوماً من قبح ما يسمع.

ما حقيقة هجومك على المطربة لطيفة وخلافك معها؟ 

لا هجوم ولا خلاف ولا تعنيني في شيء. لن أرد على هذه المهاترات. كل ما في الأمر أنني رفضتها عندما سمعتها ذات يوم وكنت رئيس لجنة استماع، لعيب في صوتها يزيد ولم يُعالج.

صدمة وتدنٍ

ما رأيك في ما يتردد عن منح شعبان عبد الرحيم شهادة دكتوراه؟ 

(يضحك) «حلاق الصحة» معه دكتوراه. لدي ذهول من أعماله. لا أسميه مطرباً، لكنه صيحة ذكية جداً، وقد نجح في أن يضحك على الشباب وتفوق عليهم. أرادوا أن يضحكوا عليه فضحك عليهم، والسؤال هل أغانيه حلّت مشاكلنا السياسية والغنائية؟

من المسؤول عن الأصوات المتدنية في مصر خلال هذه الفترة ؟

تجار الألبومات الذين دخلوا مجال الإنتاج الفني وهم لا يفهمون قيمة الفن، تعاملوا مع المسألة على اعتبار أنها تجارة فحسب، مكسب وربح بغض النظر عن القيمة.

ما الفرق بين الأغنية الشعبية في الوقت الحالي والماضي؟

سؤال مهم جداً. كانت الأغنية الشعبية في الماضي أرقى. كان لها نجوم مثل محمـد رشدي، أحمد عدوية، وعبد المطلب وقنديل، وشفيق جلال. فصاغت مفردات الشعب المصري. لكن للأسف، المرادف للشعبي هو «البيئة» أي التدني، والمؤكد أننا افتقدنا المعاني المحترمة في كل شيء، تماماً مثلما افتقدت الأغنية الشعبية قيمتها.

 ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب؟ 

كنت أول من دخل هذه البرامج في «ستار ميكر»، والجمهور يقرر لمن يمنح اللقب. إحدى النسخ التي أعجبتني «فويس كيدز»، رغم تحفظي على فكرة تنجيم الطفل، فليست تلك مهمتنا. لتنمية موهبة الطفل وتوجيهه لا بد من أن ننصحه ولا نحبطه لأن تلك جريمة.

يطلقون عليك «بكريار» التلحين، فمن صاحب الاسم ولماذا؟

برامج في التلفزيونات اللبنانية أطلقت عليّ هذا المسمى، وذلك يتعلق بتعدد زيجاتي وليس بالتلحين. عموماً، لم تعد تشغلني هذه المهاترات أيضاً، ولا حتى الإشاعات التي يطلقونها بين الحين والآخر. تزوجت 12 مرة، ست منها تستحق أن أتحدث عنها والبقية مسحتها من ذاكرتي.

ما سر زواجك أكثر من مرة؟ 

لأنني لا أحب العلاقات غير الشرعية. أحب أن تكون لي شريكة حياة، لكن للأسف لم تنجح أية واحدة في الحفاظ على ذلك. راهناً، ليست لدي شريكة حياة. كانت سهير رمزي أول زوجة لي، وأم ابني هي أخت الفنانة شويكار. أما راندا فهي أكثر إنسانة افتقدتها، وهي ابنة خالة أصالة، ومع ذلك ما زلت على تواصل عائلي معهن وبشكل مستمر.

هل لديك أولاد؟

لدي ابن في الولايات المتحدة الأميركية. حصل على ماجستير ويعمل في تخطيط المدن ولديه ابنتان وولد، جانا وتلين وعز الإسلام (3 سنين). نجلي أول عربي حاصل على جائزة الأمير تشارلز من أميركا.

اعتذار... وآخر الأعمال

يؤكد حلمي بكر أنه لا يتردد في الاعتذار في حال أخطأ، موضحاً أنه نادراً ما يقوم بذلك لأنه، كما يقول، لا يقع في الخطأ من الأساس، ويتابع: «إذا كان ثمة 25 مليون مستمع يستمعون بأرجلهم وليس بأذنهم فمهمتي أن أصحح لهم ذلك».

أما عن أعماله الفنية المقبلة، فيقول: كان آخر عمل «عشت يا بلادي» لكارمن سليمان، ومجموعة من الأطفال في مهرجان الموسيقى العربية، ولكن الشريط كان فاسداً هندسياً فلم تقدم الأغنية بشكل جيد».

لو كان عبدالحليم حافظ حياً حتى الآن لمات مصدوماً من قبح ما يسمع

عمرو دياب الأول بين أبناء جيله وتامر حسني أصابه الغرور

تزوجت 12 مرة و٦ منها فقط تستحق أن أتحدث عنها
back to top