ابنة القيصر!

نشر في 30-08-2016
آخر تحديث 30-08-2016 | 00:09
 د.نجم عبدالكريم توفيت عام 1956 في مدينة سكرامينتو بكاليفورنيا الآنسة ألكساندرا نيشاليس عن عمر يناهز 73 عاماً.

من هي هذه الآنسة؟!

***

• لكي نتعرف عليها لننتقل من صفحات الكتاب، الذي بين يدي، إلى عام 1949، وفي مدينة لندن، حيث مقر جريدة الهارولد تريبيون، وحيث تجلس سيدة كبيرة في السن قبالة محرر الصحيفة:

- من الواضح يا سيدتي أنك لست إنكليزية

- أنا روسية يا سيدي

- حسناً أنا في خدمتك

- لقد قرأت مقالتك الأخيرة عن حوادث ليلتي السادس عشر والسابع عشر من عام 1918

- هل لديك نقد معين يا سيدتي؟

- إنه ليس نقداً، مجرد تصحيح لبعض الوقائع

- ألديك الدليل على ما ستقولين؟

- نعم أنا الدليل يا سيدي، أغلب ما قلته صحيح باستثناء شيء واحد بالغ الأهمية

- وما ذاك؟

- قلت في سلسلة مقالاتك إنهم قتلوا في ليلة السابع عشر من عام 1918 جميع أفراد عائلة القيصر نيقولا الثاني

- أجل القيصر والقيصرة وابنها وبناتها الأربع ماريا وتاتانيا وأنستاسيا وأولجا

- على أي شيء اعتمدت في هذا يا سيدي؟

- على تقرير اللجنة التي فحصت في المكان الذي دفنوا فيه فور وقوع الحادث

- ليس جميعهم يا سيدي!

- ماذا؟... هل نجا منهم أحد؟

- نعم، الأميرتان أولجا وتاتانيا

- سيدتي هل لديك دليل؟

- أنا الدليل!

- من أنت يا سيدتي؟

- صوفيا ايباتيف

- بنت صاحبة البيت الذي وقع فيه الحادث؟

- أجل يا سيدي

- إذاً أنت تؤكدين أن الأميرتين تاتانيا، أوسط بنات القيصر، وأولجا أصغرهن قد تمكنتا من النجاة من المصير الذي لقيه بقية أفراد الأسرة؟

- نعم

- كيف نتأكد من صحة هذه المعلومة؟

- تذهب لزيارة الأميرة تاتانيا نفسها!

- يا إلهي!... أتعرفين أين تقيم؟

- أجل وإليك العنوان والاسم الذي تعيش تحته الآن في لندن.

***

• أسرع محرر "الهارولد" يطرق باب المنزل رقم 16 بشارع سيدني في لندن في اليوم الثاني من هذا اللقاء:

- أود أن أقابل صاحبة السمو الأميرة تاتانيا

- لا أحد هنا بهذا الاسم يا سيدي

- حسناً لنقل إنني أريد أن أتحدث إلى الممرضة ألكساندرا نيشاليس

- تفضل يا سيدي

وجاءت الممرضة ألكساندرا نيشاليس، وما إن رآها المحرر جورج أليس حتى ظن أنه يواجه القيصر نيقولا الثاني باستثناء الشارب واللحية، نفس الجبين العريض، نفس الوجنات، نفس العيون اللامعة.

- نعم يا سيدي

- إنني أدعى جورج إليس محرر الـ...

- (مقاطعة) أعرفك يا سيدي

- إذاً أنت تتابعين مقالاتي

- إنني أقرأ الصحف

***

• بعد هذا اللقاء اختفت تاتانيا رومانوف، قيل إنها رحلت للبرازيل، حتى أعلنت وفاة الممرضة في كاليفورنيا التي جئنا عليها في أول المقال.

back to top