الملحم: سياسة بريطانيا المالية امتصت صدمة الخروج من الاتحاد الأوروبي

مؤشر الراصد يراقب اتجاهات أسعار العقارات السكنية في 20 مدينة بريطانية

نشر في 30-08-2016
آخر تحديث 30-08-2016 | 00:04
مشعل الملحم
مشعل الملحم
قال الملحم إنه بعد مرور شهرين على التصويت بخروج بريطانيا اتضح جزء غير بسيط من الصورة، وان الحكومة استخدمت أدواتها المالية بعناية للحفاظ على تماسك الاقتصاد، مما أدى إلى تماسك أسواق المال والعقار.
ذكر الرئيس التنفيذي لشركة بلوبرينت القابضة المهندس مشعل الملحم أن أول التقارير الراصدة لحركة أسعار العقارات البريطانية، بعد الاستفتاء التاريخي بالخروج من الاتحاد الاوروبي، ظهرت مؤخرا بنتيجة إيجابية.

وكشف التقرير، الذي يصدر عن مؤسسة الراصد العقاري، عن نمو معدل الأسعار في 20 مدينة بريطانية بنسبة 3.25 في المئة، في الربع الأخير المنتهي في نهاية يوليو المنصرم، وبنسبة 9.5 في المئة عن الـ12 شهرا المنتهية في يوليو ذاته.

وكشف المؤشر تباطؤ النمو في أسعار عقارات العاصمة لندن إلى أدنى مستوياتها خلال السنة ونصف الأخيرة، إلا أنها حافظت على نمو إيجابي بمعدل 2 في المئة في الربع الأخير.

المساكن الفاخرة

وقال الملحم، في تصريح صحافي، إن مؤشر الراصد يصدر عن مؤسسة الراصد العقاري، ويراقب اتجاهات اسعار العقارات السكنية في 20 مدينة بريطانية في أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية وانكلترا، وهي الدول التي التزمت بنتيجة التصويت الذي يلزمهم بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وكشف أن على المستثمر التمييز بين مجموعتين من القطاعات العقارية في لندن، فهناك شريحتان شهدتا انخفاضا، هما شريحة المساكن النخبوية الفاخرة في مناطق المي فير وكينسينجتون، وشريحة المشاريع التي تحت التطوير التي بادر بعض مطوريها إلى عرض خصومات كبيرة تصل إلى 10 في المئة للمشترين الجدد.

وزاد: "أما المجموعة العقارية الثانية فهي العقارات القائمة وعقارت المناطق الواقعة خارج الويست إيند، والتي استطاعت الحفاظ على تماسك أسعارها وثقة ملاكها والمستثمرين فيها، بل إنها شهدت ارتفاعا في الأسعار".

واضاف أن مدن الشمال البريطاني، وعلى رأسها ليفربول ومانشستر، لم تتأثر بقرار الانفصال، إذ شهدت ليفربول ارتفاعا بلغ 4.5 في المئة خلال الربع الأخير، تلتها مانشستر بمعدل نمو بلغ 3.5 في المئة عن الفتره ذاتها.

ارتباط كبير

وأكد الملحم أن هذا يؤكد ارتباط لندن بشكل كبير بثقة ومزاج المستثمر الدولي، وارتباط المدن الانكليزية الأخرى بشكل كبير بثقة وتوجهات المستثمر المحلي، إضافة إلى الطلب المحلي المتنامي على المساكن في تلك المدن الشمالية.

وكشف التقرير أن 19 مدينة من أصل 20 ارتفعت أسعار العقارات فيها في الـ12 شهرا الماضية بمعدل نمو بلغ 9.5 في المئة، وخرجت من هذا التوجه الإيجابي مدينة أدنبرة، أما بالنسبة لنتائج الربع الأخير فقد ارتفعت أسعار العقارات في 19 مدينة أيضا، وتخلفت مدينة واحدة أيضا هي المدينة الجامعية التاريخية كامبريدج التي انخفضت فيها اسعار العقارات بنسبة 1 في المئة.

واوضح أن مدينة بريستول، التي تبعد عن لندن مسافة ساعتين تقريبا إلى جهة الغرب، تصدرت القائمة بنمو بلغ 14 في المئة حتى نهاية الـ12 شهرا المنصرمة، تلتها لندن بنسبة نمو بلغت 11 في المئة عن الفترة ذاتها.

وأكد الملحم أنه بعد مرور شهرين على التصويت بالخروج اتضح جزء غير بسيط من الصورة، وأن الحكومة البريطانية استخدمت أدواتها المالية بعناية للحفاظ على تماسك الاقتصاد، وهذا بلا شك أدى إلى تماسك أسواق المال والعقار، بل إن جزءا كبيرا من المؤسسات المالية العالمية وجدت فرصة للدخول في الأسواق العقارية البريطانية، في ظل انخفاض سعر صرف الجنيه الإسترليني وانخفاض أسعار التمويل العقاري.

ملاحظة هامة
كشف التقرير عن ملاحظة هامة تتمثل في أن عقارات مدينتي أدنبرة وغلاسغو الأسكتلنديتين ارتفعتا بشكل مفاجئ في الربع الاخير المنتهي في يوليو الماضي، بعد ان كان نموهما في الأشهر التسعة السابقة للربع الأخير صفرا في المئة.

وبين انه من المعروف ان أسعار العقارات الأسكتلندية بطيئة الحركة، ولا تضاهي جارتها الإنكليزية، الا ان القفزة الاخيرة في اسعار عقار عاصمتي أسكتلندا السياسية والتجارية قد يرتبط بتسارع وتيرة التوجه الشعبي للانفصال الاسكتلندي عن بريطانيا، والبقاء في اوروبا، وجاءت غلاسغو في صدارة المدن العشرين الأكثر ارتفاعا بنمو بلغ 5 في المئة في الربع الأخير، وهي المرة الأولى التي تتصدر فيها مدينة اسكتلندية صدارة المدن الاكثر نموا.

back to top