الأكراد إلى نهر الساجور... وتركيا تتهمهم بالتطهير العرقي

• المجلس العسكري يحشد في منبج
• واشنطن تحذر من الاقتتال: لسنا طرفاً
• أنقرة لا تخطط للبقاء في سورية
• مدمرة بريطانية تنضم للتحالف
• حي الوعر تحت النار... وغاز على حلب
• هجوم واسع على النظام في حماة

نشر في 30-08-2016
آخر تحديث 30-08-2016 | 00:04
أسرة سورية فارة من المعارك تصل إلى قرية خلفتلي أمس       (أ ف ب)
أسرة سورية فارة من المعارك تصل إلى قرية خلفتلي أمس (أ ف ب)
على وقع تصاعد حدة التوتر في الشمال السوري، اتهمت تركيا الأكراد بتنفيذ عمليات تطهير عرقية في منطقة يستولون عليها، مؤكدة أن استهدافهم لن يتوقف ما لم ينسحبوا إلى شرق نهر الفرات.
مع دخول عملية «درع الفرات» يومها السادس بحشد الكرد قواتهم في مدينة منبج الواقعة غرب الفرات، اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، وحدات حماية الشعب الكردي بالقيام بعمليات «تطهير إتني» في سورية، مؤكدا أنه «في الأماكن التي تحل فيها ترغم الجميع على النزوح بمن فيهم الأكراد الذين لا يفكرون مثلها».

وحذر أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهولندي بيرت كويندرز، من أن القوات التركية ستظل تستهدف عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة شمال سورية حتى تنسحب إلى شرق نهر الفرات، قائلا إنهم «بحاجة إلى الانتقال إلى الجانب الآخر من نهر الفرات في أسرع وقت ممكن، كما أعلنوا وكما وعدت الولايات المتحدة بذلك، وطالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفاً».

وبعد تأكيد المكتب الإعلامي لمنطقة الحكم الذاتي الكردية (روج أفا) أنه يجري تعزيز قوات عسكرية محلية في مدينتي منبج وجرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات من دون مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، أصدر المجلس العسكري الموالي للأكراد بيانا على الإنترنت أعلن فيه «انسحاب قواته إلى الخط الجنوبي لنهر الساجور لحماية أرواح المدنيين، وحتى لا تكون هناك حجة لمواصلة الضربات على القرى والمدنيين».

لا تنسيق ولا دعم

ووسط تأكيدات بشأن قيام إدارة الحكم الذاتي الكردية في سورية بتعزيز قواتها في منبج بالجند والعتاد، انتقدت الولايات المتحدة، أمس، الاشتباكات بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب في جرابلس، واصفة إياها بأنها «غير مقبولة ومصدر قلق بالغ».

وإذ دعا كل الأطراف المسلحة في الاشتباكات إلى الامتناع عنها والتركيز على قتال تنظيم «داعش»، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) بيتر كوك أن «الولايات المتحدة غير متورطة في هذه النشاطات، ولا تتم بالتنسيق مع القوات الأميركية، ولا تدعمها».

وقال: «ندعو جميع الأطراف المسلحة إلى التوقف واتخاذ التدابير المناسبة لوقف العنف وفتح قنوات للاتصال»، محذرا من أن الاقتتال سيتيح لتنظيم داعش فرصة للتصدي للضربات».

وفي تصريحات لوكالة «رويترز»، أكد رئيس المكتب الإعلامي لمنطقة «روج أفا» إبراهيم إبراهيم، أنه يجري تعزيز قوات عسكرية محلية في مدينتي منبج وجرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات، موضحا أن ذلك ليس من قبل وحدات حماية الشعب الكردية.

ولم يحدد إبراهيم القوات التي أرسلت إلى منبج وجرابلس، لكنه قال إن المجالس العسكرية في المدينتين مشكلة من مقاتلين محليين وبعض جماعات جيش سورية الحر المعارضة المتحالفة مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة.

ولاحقاً، اعتبر المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل «المزاعم التركية بقتال الوحدات غربي الفرات غير صحيحة»، واصفا إياها بأنها «حجج لتوسيع احتلالها لأراض سورية».

وأكد خليل أن الوحدات لا تقوم بأي تعزيزات عسكرية تجاه منبج نهائيا، مشددا على أن «الادعاءات التركية» بمحاربة الوحدات غرب الفرات لا أساس لها من الصحة.

«درع الفرات»

وبدعم الجيش التركي، واصلت فصائل المعارضة المشاركة في عملية «درع الفرات» تقدمها في ريف جرابلس واشتبكت مع «قسد» في جنوبها وعلى الضفة الغربية لنهر الفرات، بعد سيطرتها على قرى عين البيضا والعمارنة ودابس وبلابان وبئر كوسا ونزل حسين والمغاير والحجاج والخربة.

ويبدو أن الجيش الحر ينوي استعادة مدينة منبج، كبرى مدن الريف الحلبي، لوصل مناطق سيطرته في ريف أعزاز بمناطق سيطرته بريف جرابلس وضم كلا من منبج والباب لطرد «داعش».

وخارج نطاق «درع الفرات»، قام الجيش الحر غرباً بتحصين مواقعه في مدينة الراعي وتأمين محيطها بتحرير قرى كرسنلي والشيخ يعقوب وعياشة والأثرية من تنظيم «داعش» الذي يتخذ من هذه القرى، إضافة إلى قرية الوقف مركزا لانطلاق عملياته لاستعادة الراعي من جديد.

مدمرة بريطانية

في موازاة ذلك، أعلنت بريطانيا أمس إرسال سفينة حربية ثانية الى الخليج العربي لدعم جهود التحالف الدولي ضد «داعش» في الشرق الأوسط.

وذكر وزير الدفاع مايكل فالون، في بيان، أن المدمرة «إيتش إم إس دارينغ» وطاقمها المكون من 190 فردا ستغادر ميناء بورتسموث يوم الجمعة المقبل، وستقوم بنفس دور السفينة البريطانية «إتش إم إس ديفندر»، والتي عادت الى بريطانيا الشهر الماضي.

وأكد فالون أن مهمتها الرئيسة هي توفير التغطية الجوية لحاملات الطائرات الأميركية التي تشن طائراتها غارات جوية على مواقع «داعش» في العراق وسورية، ومراقبة حركة الملاحة البحرية وإرسال المعلومات الى القيادة المركزية المسؤولة عن إدارة العمليات. وبين أن السفينة لديها قدرة على توفير الحماية لأسطول كامل من خطر الهجمات الجوية وصدها من على بعد 75 ميلا، مشيرا إلى تزويدها بصواريخ متطورة من طراز «سي فايبر».

وفي آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في ثالث أكبر مدن سورية، واصل طيران النظام غاراته الأولى من نوعها منذ نحو عام على حي الوعر المحاصر في حمص لليوم الثالث على التوالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن 12 غارة جوية أسفرت، أمس، عن مقتل سبعة وإصابة عشرات المدنيين.

وفي وقت، أظهرت شرائط مصورة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي أطفالا مصابين بحروق بسبب ما وصفه ناشطون بقنابل حارقة، في تصعيد حذر ناشطون من أنه يهدف لإجبار مقاتلى المعارضة على الاستسلام وتكرار سيناريو إخلاء بلدة داريا بعد قصف عنيف وحصار خانق.

كلور حلب

وفي حلب، استهدفت طائرات الأسد، أمس الأول، منطقة القبر الإنكليزي بالقرب من مدينة حريتان بالريف الشمالي بالبراميل المتفجرة التي تحتوي على غاز الكلور السام، ما أسفر عن حالات اختناق في صفوف المدنيين، وذلك بعد ساعات من مطالبة فرنسا بالضغط على مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، لإدانة نظام الأسد باستخدامه غاز الكلور.

معركة وأسماء

وفي حماة سيطرت كتائب المعارضة، أمس، على ثلاثة حواجز عسكرية في محيط مزرعة معركبة شمال طيبة الإمام في الريف الشمالي، بعد ساعات من الإعلان عن معركة مشتركة سماها فصيل «جند الأقصى» (غزوة مروان حديد) و«جيش العزة» (في سبيل الله نمضي)، بينما أطلق عليها «جيش النصر» (حمم الغضب نصرة لحلب)، بهدف واحد هو استهداف خط انتشار واسع لقوات النظام وقطاعاته العسكرية في ريف المحافظة.

دمشق تلاحق 46 ألفاً للتجنيد

أصدرت سلطات النظام مؤخراً قوائم جديدة تحمل أسماء 46 ألف شاب من دمشق وريفها، لإلحاقهم بقوات النظام عبر الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، تمهيداً لإرسال معظمهم إلى جبهات مدينة حلب، لمحاولة استعادة المناطق التي سيطرت عليها كتائب المعارضة.

وبحسب تسريبات حصلت عليها شبكة «صوت العاصمة»، التي يديرها ناشطو دمشق، فإن هذه القائمة صدرت خلال النصف الأول من أغسطس الجاري وشملت مواليد عام 1978 والذين قاربوا الأربعين من العمر، وأيضاً الكثير من الشبان الذين تطوعوا في الميليشيات الموالية كالدفاع الوطني واللجان الشعبية.

وأشارت الشبكة إلى أن الحملة التي تشنها القوى الأمنية قد تستمر شهراً كاملاً.

الأسد أبلغ بـ «درع الفرات»

كشف نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش أمس عن قيام أنقرة بإبلاغ جميع الأطراف بعملية «درع الفرات» التي بدأتها في سورية يوم الأربعاء، بما في ذلك عدوها اللدود نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال لشبكة «ان تي في» التركية، «تم إبلاغ جميع الأطراف المعنية بما فيها الإدارة السورية التي تم اطلاعها من خلال روسيا. نحن متأكدون من ذلك»، نافياً أن تكون تركيا في حالة حرب داخل سورية وليست دولة غازية، موضحاً أن «هدف العملية تطهير المنطقة من جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من إقامة ممر متصل يقسم سورية».

رياضيون روس في حميميم

قامت مجموعة من الرياضيين الروس نهاية الأسبوع الماضي بزيارة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سورية، بهدف «دعم القوات» التي تنفذ ضربات لمساندة الجيش السوري.

وتدرب 7 رياضيين بينهم البطلة الأولمبية في أثينا (2004) وبكين (2008) في مسابقة القفز بالزانة وحاملة الرقم القياسي يلينا ايسينباييفا مع القوات الروسية الموجودة في القاعدة، وغرسوا زرعا في المكان الواقع بمحافظة اللاذقية، حسب صور بثها التلفزيون الرسمي.

وضمت المجموعة لاعبي المبارزة صوفيا فيليكايا، وتيمور سافين، وارتور أحمد حسين، وأليكسي تشيريميسينوف، وجميعهم من المتوجين بالميداليات الذهبية في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو.

وحدات الحماية تنفي المشاركة في معارك جرابلس وتتهم الأتراك بالسعي للتوسع في سورية
back to top