العمى الثلجي... حين يهدّد التلحيم سلامة عينيك!

القوس الكهربائي

تقضي إحدى وسائل التلحيم بجمع قطعتين معدنيتين بطريقة حرارية. وراء الحروق الجلدية المرتبطة بسوء استعمال المعدات، قد يتطور العمى الثلجي الناجم عن غياب الحماية المناسبة للعينين. لكن تتعدد المقاربات المستعملة وقد تقتصر العملية أحياناً على تلحيم سلكَين كهربائيين بمسدس بسيط أو بأداة معدنية تبث حرارة 300 درجة مئوية، لكنها لا تؤثر على العين رغم احتمال تطاير معدن التلحيم باتجاه العينين. يشكّل التلحيم بالقوس الكهربائي مصدر الخطر الأساسي، علماً أن هذه الوسيلة تسمح بتلحيم قطعتين معدنيتين بطريقة صلبة جداً. تكون هذه الوسيلة شائعة في مجال السمكرة وعلم المعادن، وتستعمل القوس الكهربائي لزيادة حرارة المعادن إلى حدّ الانصهار.

إصابة القرنية

يبث هذا النوع من التلحيم ضوءاً مرئياً وأشعة تحت حمراء وأشعة فوق بنفسجية، لذا قد تتضرر العين فور تشغيل القوس الكهربائي، كما تفعل أشعة الشمس. هذا هو معنى “العمى الثلجي” الذي يشير إلى التهاب القرنية كما يحصل عند التعرّض للشمس في مساحات ثلجية. إنه شكل حاد من التهاب الملتحمة.

ألم ليلي حاد

لا يظهر العمى الثلجي خلال الدقائق التي تلي التلحيم بل بعد ساعات، وتحديداً في فترة الليل، فيترافق حينها مع ألم شديد في العين، ما يؤدي إلى اضطراب النوم وتعزيز الأرق وظهور حساسية تجاه الضوء وذرف الدموع أو الشعور بوجود تراب في العين. ومثل أي شكل من التهاب الملتحمة، ستحمرّ العينان طبعاً.

مسكّنات الألم... والبطاطا!

تسمح مسكّنات الألم مثل الباراسيتامول بتخفيف الأوجاع. لكن يكون الألم حاداً لدرجة أنّ المريض قد يلجأ إلى قسم الطوارئ في المستشفى لتخفيف العمى الثلجي عبر استعمال غسول مخدّر للعين. إذا لم تلجأ إلى هذا الخيار، ضع شرائح بطاطا باردة على الجفنين لتخفيف الألم شرط تغييرها بشكل متكرر. أخيراً يجب أن تتجنب التعرّض لضوء قوي وتغطّي عينيك بقماش داكن. عموماً، تزول الأوجاع بالكامل خلال 24 أو 48 ساعة.

تدابير وقائية

تسمح التدابير الوقائية بتجنب العمى الثلجي والحروق المرتبطة بأي تطاير عشوائي للمعادن. من الضروري أن تضع نظارات تلحيم أو قناعاً لحماية الوجه. في مطلق الأحوال، يجب أن تكون وسيلة الحماية مزوّدة بزجاج لتصفية الأشعة ولا بد من عزل العينين بالكامل. أخيراً، يجب أن تتجنب جلسات التلحيم الطويلة، حتى لو كنت تستعمل وسائل الحماية اللازمة، وتحديداً إذا كان الوجه قريباً جداً من منطقة التلحيم.