خاص

عريقات لـ الجريدة•: الكويت رائدة في محاربة الإتجار بالبشر

• قدمت عبر «المنظمة الدولية للهجرة» مساعدات إغاثية لأكثر من مليون نازح سوري في الداخل
• المنظمة تنقل يومياً 6000 طالب سوري من المخيمات في تركيا إلى المدارس

نشر في 28-08-2016
آخر تحديث 28-08-2016 | 00:06
استعرضت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الكويت إيمان عريقات بعض الحالات الإنسانية، التي تلقت المساعدة الطبية الطارئة بين عامي 2004 و2005، من خلال برنامج طبي موّلته الكويت عبر مكتب المنظمة في بغداد، واستفاد منه 320 شخصا من أصحاب الحالات الصعبة الذين نقلوا إلى خارج العراق، نظراً لاستحالة توافر العلاج لهم محليا، ومن بينهم أطفال مصابون بأمراض القلب، وآخرون تم تركيب أطراف صناعية لهم.
وقالت عريقات، في حوار مع «الجريدة»، إنه لا يمكن إدخال أي شخص إلى الكويت عن طريق التهريب لأغراض الاستغلال والاتجار بالبشر، كما هو حاصل في بعض الدول.
ولفتت إلى أن معظم قضايا الاتجار تحدث بسبب التغرير، وتزوير عقود العمل في البلدان المصدرة للعمالة، وأيضا حالات استغلال العمالة في الكويت من قبل البعض، أو ما يسمى بتجارة الإقامات، لأنه يمثل استغلالا، مؤكدة أن الكويت تعد رائدة في محاربة الاتجار بالبشر على مستوى الخليج والوطن العربي.
وأضافت أن المنظمة، عبر التمويل الكويتي، أعادت تأهيل ما يزيد على 14 مركز إيواء في الداخل السوري، لاستضافة المهجرين والنازحين من خلال تحصينها من التقلبات المناخية، وتقسيم الغرف الكبيرة وا

* كيف تقدمون العون للمناطق المحاصرة؟

- الوضع صعب جداً في المناطق المحاصرة، ولكن بفضل الله استطعنا خلال اتفاق وقف اطلاق النار على إجلاء 2316 شخصا من المدنيين المحاصرين المعرضين للخطر في المناطق المحاصرة، بما في ذلك محافظات ادلب وريف دمشق وحمص، ومن أهم المشاريع الإنسانية مشروع دعم سبل كسب العيش، الذي استهدف الأسر التي تعيلها نساء فقدن عائلها، حيث قمنا بعقد العديد من دورات الحياكة لتلك السيدات وشراء مكائن خياطة لهن، إضافة الى المواد الأولية، وبمبادرة من المنظمة قمنا بشراء ما انتجوا من بطانيات وملابس بعد الانتهاء منها ليتم توزيعها على النازحين الآخرين.

ومن المشاريع التي تم تمويلها من المنحة الكويتية ورشة السجاد اليدوي، التي استفادت منها نحو 200 امرأة، وأسر مجموع أفرادها يتجاوز 1000 مستفيد، ونعمل على استيراد تلك الأعمال من السجاد وبيعها لمصلحة الأسر النازحة والمهجرة داخليا.

ولم نغفل أهمية اشغال الشباب بما يفيدهم ويستثمر طاقتهم بالشكل الأمثل، حتى لا يتم استقطابهم من قبل المنظمات الإرهابية او الإجرامية، لذا فقد تم عمل برنامج لتعليمهم حرفا يدويا تساعدهم على كسب العيش، مثل الحلاقة والمهن الحرفية، وتزويدهم بالمواد الأولية، وكذلك مساعدة النازحين ممن فقدوا ورشهم بسبب الحرب من خلال دعمهم بإقامة ورش حرفية في المجتمعات المضيفة. وقمنا بعمل دورات توعية للعائلات النازحة لتجنب وقوعها ضحية لعصابات الاتجار بالبشر، لأن هنالك مناطق في الداخل السوري لا تتبع اي سلطة، مما يجعل من السهل خطف وتهريب الاطفال حديثي الولادة ممن لم يتم تسجيلهم رسميا، لغرض بيع الأعضاء او التبني، او حتى لا يقعوا ضحية عصابات تستهدف تزويج الفتيات الصغيرات ومن ثم استغلالهن جنسيا. وقام مكتب المنظمة في سورية بإعداد دراسة لإزالة الأنقاض واعادة التدوير لتسهيل التنفيذ المنهجي لإدارة الأنقاض.

مخيمات اللاجئين بتركيا

* ماذا عن مخيمات اللاجئين في تركيا؟ وكيف تقيمون الوضع الإنساني هناك؟

- من المعلوم أن المخيمات هناك تتبع مباشرة الحكومة التركية، لكننا قمنا من خلال التمويل الكويتي بتقديم 7 منصات بحرية لمساعدة خفر السواحل التركي في إنقاذ المهاجرين واللاجئين في البحر، حيث يمكن للمنصة الواحدة تحمل 10 اشخاص في وقت واحد، كما قدمنا للاجهزة الحكومية في محافظة سروج على الحدود السورية التركية، اجهزة تعريف للبصمة، وأجهزة حاسب آلي، لتسهيل حركة عمل المنظمات الإنسانية السورية من خلال تنظيم ومتابعة حركة تلك المنظمات الانسانية والتي تقدم مساعدات على الجانبين.

وللقضاء على التحدي الذي كان يواجه الأهالي بالمخيمات، ويؤدي إلى عدم ارسال الأطفال للمدارس، لعدم توفر المواصلات، فقد استطعنا بالتمويل الكويتي تسيير حافلات دراسية خلال العامين الماضيين نقلت ما يزيد على 6000 طفل سوري يومياً من المخيمات إلى المدارس.

وفي الأردن قامت المنظمة الدولية للهجرة بنقل 639,859 الف لاجئ سوري من الحدود إلى المخيمات، وكذلك قدمت الفرق الطبية التابعة للمنظمة طعوما صحية لما يقارب 250 ألف طفل ضد شلل الأطفال، والحصبة، والتهاب الكبد الوبائي، والتيتانوس، إضافة الى توفير المكملات الغذائية للاطفال، وتطعيم لقاح ضد التيتانوس لما يزيد على 7000 سيدة في سن الإنجاب.

وفي لبنان قدمنا منحا نقدية لما يزيد على 150 أسرة سورية، بهدف دفع الإيجار مدة 5 اشهر، ومنحت الأولوية للاسر الأشد ضعفا، إضافة الى بناء وتجهيز معبر العبودية الحدودي لاستقبال آلاف النازحين، وهو ثاني أكبر معبر بين سورية ولبنان، وبسبب تردي الأوضاع كان مهددا بالإغلاق. لولا أن قامت المنظمة ببنائه وتجهيزه حسب المعايير الدولية لمراكز الحدود. كما ساهم جزء من التمويل الكويتي في تحليل البيانات واعداد تقرير حول مشروع تسجيل العائدين اللبنانيين، وتحديد خصائصهم بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة اللبنانية، ويلقي التقرير الضوء على الظروف المعيشية الصعبة للعائدين اللبنانين وتقديم توصيات بهذا الخصوص. وكجزء من خطة المنظمة الدولية للهجرة بتعزيز القدرات، وليس فقط تقديم المساعدات، فقد زاد عدد مشاريع كسب العيش ودعم البلديات المضيفة للاجئين السوريين من خلال اجراء التقيييم لتحديد احتياجات تلك البلديات وسبل تحسين اوضاعها، لتقديم فرص عمل طارئة للاجئين السوريين في المشاريع المجتمعية مثل تنظيف الطرق، وادارة النفايات، وإعادة تأهيل المباني أو الفضاءات العامة.

تجنيس اللاجئين

* كيف تستطيع منظمة الهجرة توطين اللاجئين السوريين، خصوصا أن هناك دعوات من الحكومة التركية لمنح الجنسية للاجئين على أراضيها؟

- علمنا من الأخبار الصادرة من وكالة الأنباء الرسمية ان عملية التجنيس ستكون ضمن منهجية تستهدف من يكون له دور فاعل وايجابي في المجتمع، علما بأننا دائما على استعداد لتقديم الاستشارات وخبرتنا الدولية بهذا الخصوص، والتي اكتسبناها من خلال مكاتبنا الـ480 الموجودة في اكثر من 150 بلدا حول العالم.

الاتجار بالبشر

* كيف تجدون تعاون مؤسسات الكويت مع ظاهرة الاتجار بالبشر؟

- لا توجد دولة حول العالم لا تعاني تلك الآفة، فإما هي دول مصدرة لضحايا الاتجار بالبشر، واما دول عبور، واما دول مستقبلة، وهناك صنف رابع من الدول التي تستهلك بضائع تم تصنيعها في مصانع تعرض عمالها للاستغلال والعبودية، ومن ثم اصبحوا ضحايا الاتجار بالبشر.

وبالنسبة للكويت، كما نعلم جميعا أن كل شخص يدخلها بأوراق رسمية، مما يحد من ظاهرة تهريب الأشخاص للاتجار بهم، كما يحصل في بعض الدول، لكن ما يجري بالفعل هو التغرير بالعمالة من خلال خداعهم وتزوير عقود العمل في البلدان المصدرة لهم، بحيث يتم الاتفاق مع الأشخاص على أعمال وحرف مختلفة، وبعد الوصول إلى الكويت يفاجأ الشخص بأن المهنة في العقد الأصلي تخالف حقيقة عمله، لذا يعتبر هؤلاء ضحايا اتجار بالبشر، أو كما في بعض الحالات استغلال العمالة من خلال الزامهم بأوقات عمل طويلة، أو عدم دفع الرواتب، أو عدم منحهم اجازة اسبوعية، أو إساءة معاملتهم لفظيا او جسديا، أو في بعض الحالات استغلال حالة الضعف والحاجة لطبع الإقامة بما يعرف تجارة الإقامات.

ونحن من خلال تعاوننا مع كل من وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ممثلة بالهيئة العامة للقوى العاملة ومركز الإيواء، قمنا بالعديد من المشاريع الرائدة في بناء القدرات للموظفين الحكوميين، للمساهمة في تأهيل كوادر حكومية وتزويدها بالخبرة الدولية في كيفية التعرف على الحالات التي تعرضت للاتجار بالبشر وفق معايير معينة. وكيفية تقديم المساعدة الطبية والنفسية والقانونية وايضا كيفية ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة.

* هل تشكل عملية ترحيل ضحايا الاتجار خطراً على أرواحهم، خصوصا ان هناك عصابات أرسلتهم ببيانات مزورة؟

- للمنظمة الدولية للهجرة مشروع رائد حول العالم يسمى بالعودة الطوعية واعادة الدمج يتم تنفيذه بالشراكة مع الحكومات المضيفة وبعثاتنا في الدول المرسلة، حيث نقوم أولا بمقابلة الضحية للتأكد من انها تنطبق عليها المعايير والتأكد من الرغبة في العودة إلى بلدها، ثم مخاطبة الجهات المعنية في البلد المضيف وايضا مكتبنا في البلد الأم، لبحث طرق العودة، والحرص على ان تكون عودة آمنة، ثم نقدم للضحية بعد عودتها مبلغا ماليا يساعدها لخلق فرصة عمل، وتقديم برامج توعية للتأكد من عدم وقوعها ضحية مرة اخرى مع متابعتها خلال عام من عودتها.

تعاوني حكومي

* ماذا عن تعاون مؤسسات الدولة مع منظمة الهجرة؟

- منذ تأسيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة بالكويت عام 1991، وتوقيع اتفاقية التعاون مع الحكومة الكويتية في يونيو 1994، نفذت المنظمة العديد من المشاريع بالتعاون مع الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة، مثل تنظيم وبناء قدرات الحكومة في مجال العمالة الوافدة، ومساعدة ضحايا الاتجار بالبشر، وتقديم المشورة التقنية حسب الحاجة، إضافة الى عقد ورش عمل في مجال قانون الهجرة الدولي وحقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر، والعديد من مجالات التعاون مع الحكومة الكويتية، وهناك شراكة استراتيجية تمثل نموذجا يحتذى به تربطنا مع وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

وأثبت تعاون المنظمة مع حكومة الكويت على مدى السنوات الماضية أنه يساهم بشكل مباشر في دفع عجلة التطور ايجابيا في كل مجالات العمل الإنساني، وكانت استجابة الكويت الإنسانية لنداء المنظمة لإغاثة ضحايا النزاع المسلح في سورية ودول الجوار مثالا انسانيا رائعا على مستوى التعاون المثمر والبنّاء بين المنظمة والكويت.

برنامج العودة الطواعية وإعادة الإدماج

قالت عريقات إن الكويت تعتبر رائدة على مستوى دول الخليج في برنامج العودة الطوعية، واعادة الإدماج لضحايا الاتجار بالبشر، حيث تمت مساعدة 30 ضحية من خلال برنامج العودة الطوعية واعادة الإدماج.

العمليات عبر الخطوط والحدود أهم التحديات
عن أبرز التحديات التي تواجه عمل المنظمة في سورية، قالت عريقات، إن أهمها العمليات عبر الخطوط والحدود، بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به، إذ لاتزال إمكانية الوصول إلى السكان المتضررين في الداخل السوري لتقديم المساعدة الإنسانية صعبة وخطيرة، بسبب الحصار وحظر التجول والقتال المستمر، والاضرار بالبنية التحتية الناتج عن الصراع، إضافة إلى العوائق الإدارية.

وكذلك من اهم العوامل التي تؤرق هاجس المسؤولين عن العمليات الإنسانية شح الموارد والدعم المادي لتمويلها، ونثمن عاليا دعم الرأي العام في الدول المانحة للعمليات الإنسانية التي تزداد الحاجة لها بسبب اشتداد النزاعات وتعددها في دول المنطقة العربية.

عدم تحديد أوقات عمل للعمالة المنزلية وإلزامهم بالعمل أوقاتاً طويلة يعدان من مظاهر الإتجار بالبشر

استمرار النزاعات وشح الموارد أكبر التحديات التي تواجه المنظمة

إجلاء 2316 مدنياً من المناطق المحاصرة خلال وقف إطلاق النار

بناء معبر العبودية الحدودي في شمال لبنان ساهم كثيراً في تسهيل حركة عبور اللاجئين

جميع دول العالم تعاني مظاهر الاتجار بالبشر

قدمنا 7 منصات بحرية لإنقاذ حياة اللاجئين والمهاجرين في عرض البحر المتوسط
back to top