ايطاليا.. حداد وطني وسط مقاطعة أهالي الضحايا للجنازة الرسمية

نشر في 27-08-2016 | 11:38
آخر تحديث 27-08-2016 | 11:38
No Image Caption
تُشيع ايطاليا السبت في يوم حداد وطني، عدداً من ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط شبه الجزيرة حيث ما زال مئات من رجال الانقاذ يبحثون بين الأنقاض من دون آمال كبيرة في العثور على ناجين محتملين.

ونكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد بمناسبة تشييع عدد من ضحايا اركاتا وبيسكارا ديل ترونتو إحدى البلدات الثلاث الأكثر تضرراً في المنطقة.

وستنظم الجنازة قبيل ظهر السبت في قاعة رياضية في بلدة اسكولي بيسينو على سفح الجبل الذي ضربه الزلزال، بحضور رئيس الجمهورية سيرجيو سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي.

وتحولت هذه القاعة الجمعة إلى كنيسة حضر إليها أقرباء الضحايا للصلاة أمام حوالي ثلاثين نعشاً، وبين الضحايا الذين سيتم تشييعهم جوليا (تسع سنوات) التي حمى جسدها شقيتهتا الصغرى جورجيا (خمس سنوات) احدى آخر الناجين الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض في بيسكارا ديل ترونتو.

لكن عدداً من العائلات اختار عدم المشاركة في الجنازة الرسمية وتشييع أقربائهم بمفردهم، وقد تم تسليمهم جثامينهم.

ونقلت وكالة الأنباء «آجي» عن سيدة «لماذا ننتظر؟ لنصغي إلى السياسيين؟ إنهم يكررون الأمور نفسها وأنهم قريبون منا وأن هذا الأمر يجب ألا يتكرر.. الأمر نفسه دائماً».

وستجري مراسم أخرى بدون جثامين الأسبوع المقبل لضحايا اكومولي وخصوصاً اماتريتشي الواقعة على الطرف المقابل من سفح الجبل.

وبانتظار هذه المراسم، قامت بعض العائلات بتشييع قتلاها، ففي بوميزيا جنوب روما، ترأس أسقف الابرشية بعد ظهر الجمعة بحضور مئات الأشخاص جنازة ستة من الضحايا بينهم صبي في الثامنة من العمر وفتاتان.

وتُفيد آخر حصيلة للضحايا صادرة عن الدفاع المدني أن عدد القتلى بلغ 281 شخصاً بينهم 221 في اماتريتشي وحدها، وعدد الجرحى 388 أدخلوا إلى المستشفيات، ولم يتم العثور على أي ناجٍ منذ الخميس.

بحث متواصل

وتتواصل جهود البحث ليلاً في البرد وتحت أضواء كاشفة أو الحر الخانق في النهار وخصوصاً في اماتريتشي من قبل فرق الانقاذ وبمساعدة كلاب مدربة في أكوام الأنقاض.

وقال المسؤول المحلي للدفاع المدني لويجي دانجيلو «سنواصل البحث والحفر إلى أن نتأكد بأنه لم يبق شخص».

لكن رجال الانقاذ بدأوا إزالة الركام بجرافات في إشارة إلى تضاؤل الأمل في العثور على ناجين.

وفي القرية، تشكل صف طويل من السيارات التي نقلت عائلات ضحايا جاءت للتعرف على جثامينهم ليسمح القضاء بنقلها.

وما يزيد من تعقيد مهمة رجال الانقاذ الهزات الارتدادية التي سجل أكثر من ألف منها منذ الأربعاء وخصوصاً هزة بلغت شدتها 4,8 درجات فجر الجمعة.

وعند وقوع كل هزة ينهار جدار أو يتشقق آخر، وبذلك أصبح جسر يؤدي إلى اماتريتشي غير قابل للاستعمال مما اضطر فرق الانقاذ للعمل على تأمين معبر آخر.

وقال ماركو باربا الذي وصل صباحاً إلى روما لجلب البسة ومواد تموين إلى عائلته أن «فرق الانقاذ موجودة كلها في اماتريتشي».

خيام ايواء

وظهرت في لقطات صورت من الجو للمنطقة قرى وبلدات مدمرة على سفح الجبل بالقرب من خيام زرقاء نصبت لايواء ناجين.

وعدد كبير من المنكوبين كانوا يزورون المنطقة للسياحة أو لقضاء عطلة لدى أقرباء لهم وعادوا إلى بيوتهم، لكن الدفاع المدني أحصى حوالي 2500 شخص باتوا بلا مأوى وأمضوا ليل الجمعة السبت في واحد من 42 مخيماً أقيمت على عجل.

وأعلنت الحكومة مساء الخميس حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة وأفرجت عن خمسين مليون يورو لتقديم مساعدات.

كما أعلنت عن خطة جديدة للوقاية من الزلازل بعد التساؤلات عن سبب عدد الضحايا المرتفع في هذه المنطقة التي كانت تعتبر أصلاً مهددة بالهزات الأرضية.

ومنذ وقوع الزلزال نظمت مبادرات في جميع أنحاء ايطاليا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي لمساعدة المنكوبين.

وفي مراكز جمع التبرعات التابعة للصليب الأحمر أو منظمة كاريتاس قدمت ألعاب للأطفال الذين تضرروا بهذا الزلزال ويبدو أن عددهم كبير، واكتظت مراكز التبرع بالدم بالمتبرعين.

وفي تكريم للضحايا، أضاف حوالي 700 مطعم في جميع ايطاليا وفي الخارج طبق معكرونة (ال اماتريتشيانا) عرفت به قرية اماتريتشي التي يُفترض أن تستقبل في نهاية الأسبوع المهرجان الخمسين لهذا النوع من المأكولات.

وكان زلزال أسفر في 2009 عن سقوط أكثر من 300 قتيل في اكويلا التي تبعد حوالي خمسين كيلومتراً، لكنها مدينة كبيرة تضم عشرات الآلاف من السكان.

back to top