خاص

بلاغات الفساد تلاحق وزير التموين... والحكومة تمرر «الكنائس»

• حنفي لـ الجريدة•: لم أفشل والمواجهة نفس طويل
• القبض على أبرز كوادر «اللجان النوعية» للإخوان

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:04
حجاج مصريون في مطار القاهرة يستعدون للتوجه إلى الديار المقدسة فجر أمس	(أ ف ب)
حجاج مصريون في مطار القاهرة يستعدون للتوجه إلى الديار المقدسة فجر أمس (أ ف ب)
غداة إقالته، لاحقت وزير التموين المصري خالد حنفي بلاغات الفساد، وشرعت أجهزة رقابية والنيابة العامة تحقق معه في قضية توريد القمح المحلي، بالتزامن مع توقيف وزارة الداخلية أحد أبرز كوادر اللجان النوعية لجماعة «الإخوان» المحظورة.
تواصلت تداعيات إجبار وزير التموين والتجارة الداخلية المصري خالد حنفي على تقديم استقالته، إذ توالت البلاغات المقدمة ضده بتهم تتعلق بالفساد، بعدما دانه تقرير لجنة تقصي حقائق شكلها البرلمان في قضية فساد توريد القمح المحلي حجمه نحو مليار جنيه.

وبدا النظام المصري راغباً في التخلص من أي صلة تربطه بحنفي، فبعدما ضغطت مؤسسة الرئاسة والحكومة لاستقالته، قرر رئيس الحكومة شريف إسماعيل تكليف وزير التجارة والصناعة طارق قابيل بالقيام بأعمال وزير التموين بجانب مهام حقيبته الوزارية، وتم نشر القرار سريعاً في الجريدة الرسمية أمس الأول.

وحاول الوزير المستقيل تبرئة ساحته قائلا في تصريحات خاصة لـ»الجريدة»: «نعم هناك أخطاء، لكن لم أفشل في إدارة الوزارة، وحققت نجاحات كبيرة في الوقوف بجانب محدودي الدخل، لكن الفساد منتشر في كل مكان، وكنا نعمل على مقاومته، فمكافحته تحتاج إلى نفس طويل ووقت أكبر، لذلك لست نادماً على تولي الوزارة».

تحقيقات موسعة

وأخذت الحلقات تضيق على حنفي، إذ كشف مصدر رفيع المستوى لـ»الجريدة» أمس، أن جهاز الكسب غير المشروع بدأ تحقيقات موسعة حول قضية فساد صوامع القمح، وأن الجهاز أعد قائمة تضم 25 مسؤولا بوزارة التموين تضم مستشارين للوزير المستقيل، للتحقيق معهم، فيما تستعجل نيابة الأموال العامة تقارير الرقابة الإدارية التي تحمل عدة مفاجآت منها أن بعض مستشاري الوزير حصلوا على هدايا مختلفة من رجال أعمال، في مقابل التستر على فسادهم.

وبينما بدأت الرقابة الإدارية التحقيق مع حنفي، قرر النائب العام المستشار نبيل صادق، ضم البلاغ المقدم من النائب البرلماني مصطفى بكري ضد حنفي لملف الأخير بالنيابة العامة، كما تقرر إحالة البلاغات الأخرى المقدمة ضد حنفي إلى نيابة الأموال العامة العليا، لضمها إلى ملف التحقيقات التي تباشرها النيابة.

وفيما قال الفقيه القانوني جمال الصيفي لـ«الجريدة»، إن المسؤولية الجنائية لا تسقط عن وزير التموين باستقالته، وأنه سيحاكم حال ثبوت تورطه، وأكد رئيس المركز المصري للشفافية ومكافحة الفساد عاصم عبدالمعطي، أن استقالة وزير التموين خطوة متأخرة، وأضاف لـ»الجريدة»: «منظومة الفساد تتوغل داخل كل قطاعات الحكومة دون مقاومة حقيقية من المسؤولين، فليست هناك خطة لمحاربة الفساد».

التعديل الوزاري

خروج حنفي من الحكومة أكد المعلومات المتداولة حول التعديل الوزاري المرتقب، إذ أعدت الجهات الرقابية قائمة بأسماء الشخصيات التي يمكن أن تتولى حقيبة التموين والتجارة الداخلية، وقال مصدر حكومي إن التعديل قد يتأخر إلى ما بعد الانتهاء من إجازة عيد الأضحى المبارك، أي إلى منتصف الشهر المقبل، بسبب إعادة تقييم أعضاء حكومة شريف إسماعيل، لتحديد من سيستمر ومن سيغادر في التعديل.

وأشار المصدر إلى أن التعديل الذي يشمل حقيبة التموين بطبيعة الحال، يضم حقائب الصحة، والتربية والتعليم، والاستثمار، والصناعة، وربما حقائب أخرى، لكن المشكلة التي تواجه إسماعيل تتمثل في عزوف شخصيات عامة عن تولي مناصب وزارية في المرحلة الحالية، في ظل أزمة عنيفة تضرب الاقتصاد المصري، ومن المتوقع أن يتم إعلان حركة المحافظين، التي تم تأجيلها أكثر من مرة، في الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل.

موافقة الحكومة

في غضون ذلك، لم تنه موافقة مجلس الوزراء المصري على مشروع قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس أمس الأول، باب الجدل حول المشروع، إذ تعالت أصوات قبطية رافضة للتوافق المعلن بين الكنائس والحكومة حول مواد القانون، وسترسل الحكومة مسودة القانون إلى مجلس الدولة خلال الأسبوع الجاري لمراجعته، تمهيداً لإرساله إلى البرلمان لمناقشته واعتماده بشكل نهائي.

وقال مصدر حكومي مسؤول لـ»الجريدة» أمس، إن مجلس الوزراء أخذ بمطلب الكنائس، وخفض صلاحيات الأجهزة الأمنية وجهات الدولة المختلفة في مسألة حق إعطاء تراخيص بناء الكنائس، والذي سيصبح من حق المحافظين خلال أربعة أشهر بحد أقصى، على أن يقتصر دور الأجهزة الأمنية على التحريات الأمنية فقط، كما تم الاتفاق على إعطاء تراخيص لدور العبادة المسيحية غير المرخصة، والتي تمت ممارسة الشعائر فيها مدة سنة كاملة.

من جهته، قال المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية الأب رفيق جريش لـ»الجريدة»، إن التوافق الكنسي الحكومي جاء بعد حل النقاط المتنازع عليها الخاصة، بما فيها السور حول الكنيسة، نافيا ما أشيع حول خلافات بسبب وجود الصلبان فوق منارات الكنائس، إلا أن تنسيقية المواطنة والقوى المدنية القبطية دشنت مبادرة لجمع توقيعات من الأقباط في مختلف المحافظات لرفض مشروع القانون، وقال المفكر القبطي كمال زاخر لـ»الجريدة» إن سبب تدشين المبادرة هو «منطق السرية في مناقشة القانون بين الحكومة والكنائس».

سقوط كادر

أمنياً، أعلنت وزارة الداخلية، أمس، القبض على أحد كوادر لجان العمليات النوعية لجماعة «الإخوان» الإرهابية بمحافظة القليوبية «شمال القاهرة»، لكن قوات الأمن فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، ما دفعها إلى التعامل مع مصدرها، وأسفر عن إصابة شخص بعدة أعيرة نارية، وتم إلقاء القبض عليه، حيث تبين أنه أبرز كوادر ما يسمى بلجان العمليات النوعية التابعة لجماعة «الإخوان» المحظورة بالقليوبية، ومطلوب ضبطه في قضيتين، كما تم العثور في مكان وجوده على عبوات تفجيرية وأدوات تستخدم في تصنيعها، ومواد شديدة الانفجار.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن قوات الأمن هاجمت شقة في عين شمس بالقاهرة بناء على معلومات أمنية.

ميدانياً، شنّت مجموعة من العناصر التكفيرية هجوماً مسلحاً على كمين أمني برفح في سيناء، وبعد اشتباكات متبادلة تمكنت قوات الجيش والشرطة من صد الهجوم وقتل 6 من تلك العناصر، فيما أصيب 3 من قوات الجيش وفرد شرطة أمس الأول.

مقتل 6 تكفيريين إثر إحباط هجوم إرهابي في رفح
back to top