داريا تستسلم للجوع... وراية الأسد على أنقاضها

• الدفعة الأولى تشمل 300 مقاتل وعائلاتهم... وإدلب وحرجلة وِجهتهم
• تبادل مئات الأسرى في الحسكة... وكيري ولافروف لإحياء «جنيف»

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:12
جندي على مدفع يتابع حافلة تقل الدفعة الأولى من الخارجين من داريا أمس (أ ف ب)
جندي على مدفع يتابع حافلة تقل الدفعة الأولى من الخارجين من داريا أمس (أ ف ب)
بعد أربعة أعوام من الحصار والتجويع، نجح الرئيس السوري بشار الأسد في إجبار أهالي داريا، الواقعة في الغوطة الغربية لدمشق، على رفع راية الاستسلام وترك مدينتهم رمز الثورة ضد نظامه لتدخلها قواته غير منتصرة وتستولي على ما تبقى من أنقاضها، في إطار اتفاق مع فصائل المعارضة يقضي بخروج 700 مقاتل إلى إدلب وتسليم أسلحتهم و4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم إلى مراكز إيواء.

ووسط أجواء حزن عارمة، بدأ تنفيذ الاتفاق، الذي يشكل ضربة شديدة للمعارضة وجائزة طال انتظار الأسد لها، بإجلاء النساء والأطفال والمسنين في حافلات رافقتها سيارات عسكرية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري، بحسب ناشطين محليين وعضو في فريق التفاوض الحكومي، باتجاه العاصمة دمشق وتحديداً إلى منطقة عدرا حيث سيقيمون هناك في مراكز إيواء.

ووفق مصادر عسكرية في داريا، فإن الدفعة الأولى تضمنت أيضاً خروج «300 مقاتل مع عائلاتهم» على أن تستكمل باقي العملية اليوم، موضحاً أن «الذي لا يريد المصالحة سيذهب باتجاه مدينة إدلب (الواقعة تحت سيطرة فصائل جيش الفتح)، والذي يريد البقاء سيذهب الى منطقة حرجلة» في الغوطة الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأكد مجلس داريا المحلي أن «المدنيين سيتوجهون إلى بلدة حرجلة، ومن هناك يتوزعون على المناطق التي يرغبون في التوجه إليها».

اقرأ أيضا

يذكر أن لداريا رمزية خاصة لدى المعارضة، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد الأسد في مارس 2011، كما أنها خارجة عن سلطته منذ أربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وهي من أولى البلدات التي فرض عليها الحصار.

ونبه نشطاء داريا إلى أن المدينة «تعيش أصعب اللحظات، وأهاليها في قهر كبير»، موضحين أن «الأمهات ذهبت الخميس إلى المقابر لتوديع شهدائهن، وبكين على داريا أكثر مما بكين حين سقط ذويهن، حتى الأطفال ذهبوا لتوديع مدارسهم».

وفي الحسكة، التي سلمها الأسد إلى الأكراد، بدأت أمس عملية تبادل لمئات الأسرى بين النظام وميليشيا الأمن الداخلي «الأسايش»، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته روسيا بعد اجتماعات استمرت يومين في قاعدة حميمم الجوية باللاذقية.

واكتفى مصدر أمني رفيع، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، بالقول إن «عناصر القوات الحكومية بالعشرات ونفس الأرقام لعناصر الأسايش على أن تتبعها أعداد أخرى خلال الأيام المقبلة».

ومع دخول عملية «درع الفرات» التركية يومها الثالث في سورية، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي اجتماعاً مطولاً في جنيف لبحث الوضع في سورية ومحاولة إحياء محادثات السلام وإعادة أطراف النزاع إلى طاولة التفاوض بحلول نهاية الشهر.

ولم يشأ كيري ولافروف الإدلاء بأي تعليق قبل الاجتماع، الذي انضم إليه فترة وجيزة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، واكتفيا بمصافحة ودية.

back to top