صورة لها تاريخ : يومية عمال التلغراف 3 ربيات... والماي والنقل والذرى على الحكومة

نشر في 26-08-2016
آخر تحديث 26-08-2016 | 00:05
المرحوم عبداللطيف عيسى العبدالجليل وابناه خالد (واقفاً) وعيسى في عام 1915 تقريبا
المرحوم عبداللطيف عيسى العبدالجليل وابناه خالد (واقفاً) وعيسى في عام 1915 تقريبا
ذكرنا في المقال السابق أن مد خط التلغراف (البرقية) الذي أشرف عليه الإنكليز من الكويت إلى البصرة تم في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح، رحمه الله، ونشرنا وثيقة يعود تاريخها إلى 19 أكتوبر 1916م تشير إلى بعض التفاصيل المرتبطة بهذا المشروع.

واليوم ننشر وثيقة أخرى تتعلق بالمشروع نفسه، وهي رسالة من مدير الجمارك آنذاك عبداللطيف العبدالجليل، رحمه الله، إلى المهندس البريطاني المسؤول عن تنفيذ مد خط البرقية واسمه مستر دميلو. والوثيقة التي كتبت على ورقة رسمية ظهر فيها اسم دائرة الجمارك باللغة الإنكليزية، وتحته اسم الكويت تشير إلى النوخذة إبراهيم بن عبدالله الذي ورد اسمه في الوثيقة السابقة تقول:

"حضرة محبنا مستر دميلو المحترم

بعد السلام،

واصلكم حاملها ابراهيم ابن عبدالله نرجوكم تراجعون عند حضرة الميجر وتسلمون له ثلاثماية (300) ربية مقدما ويمضي في مقاولته على حسب العادة هذا ودمتم.

المحب عبداللطيف".

وقد ذكرنا في المقال السابق أن النوخذة إبراهيم بن عبدالله تعاقد مع البريطانيين على جلب مياه الشرب لهم في أم قصر أثناء عملهم في مد خط التلغراف، وتم الاتفاق على كمية المياه وعدد مرات جلبها بالبوم من شط العرب.

وفي رسالة أخرى للعبدالجليل تتعلق بالمشروع نفسه، يوضح العبدالجليل للمهندس دميلو أن العمال الذين تم التعاقد معهم للعمل في مشروع التلغراف قد تم الاتفاق معهم على أجرة قدرها ثلاث ربيات في اليوم لكل واحد منهم، على أن توفر لهم الحكومة الكويتية الماء والنقل والظل، أما الأكل فيجب عليهم توفيره بأنفسهم. تقول الوثيقة:

"191 كويت في 27 ذي الحجة 334 و25 اكتوبر 916 KOWEIT

حضرة الاجل الامجد محبنا العزيز المستر دمليو المحترم ..

غب سؤال خاطركم، بعد اوصانا حضرة الشيخ جابر انه من جهة الاوادم الذي استأجرناهم لاجل شغل التلغراف قد آمرهم انه اجارهم ثلاث ربيات يومية والاكل فقط عليهم. وفي ام قصر الماي ونقليتهم وذرى لهم (اي توفير ظل) هو عائد على الحكومة. ولا بد حضرته عرف الميجر بذلك. وقد آمرنا ان نعرفكم تسلمون لهم مائة وخمسين (150) ربية لاجل مصرف. فيكون مقدار الذي ياصلهم مع الاول تسعمائة (900) ربية تكون عندهم مقدما.

وبعد مراجعتكم الميجر تسلمون ذلك ودمتم".

ويتضح من هاتين الوثيقتين أن عبداللطيف العبدالجليل (الملقب بالمدير) كان يلعب دوراً مهماً في متابعة وتسهيل مهمة المهندسين البريطانيين المكلفين بمد خط التلغراف، حيث كان، كما شاهدنا في الوثيقتين، يبرم العقود مع المقاولين الكويتيين، ويبلغ الوكالة السياسية البريطانية بالتفاصيل، ويحدد الأجور، ويطلب من البريطانيين بعض الطلبات بناء على طلب أمير البلاد.

وللعلم، فإن المرحوم العبدالجليل من مواليد الكويت عام 1875م وتوفي في عام 1965م، ومن أبنائه المرحوم عيسى العبدالجليل، أول سفير بعد الاستقلال في تاريخ الكويت. وقد تولى إدارة ميناء الكويت وجمركها منذ عام 1902 وحتى عام 1923، كما استدعاه الملك عبدالعزيز بن سعود لتنظيم موانئ المملكة العربية السعودية مدة 10 سنوات، إضافة إلى حصوله على وسام ولقب "خان بهادر" من نائب الملك البريطاني في الهند.

back to top