الطرف مرتبط بنظرتنا إلى الوقت

نشر في 26-08-2016
آخر تحديث 26-08-2016 | 00:03
No Image Caption
بعدما تفوّق الولد العبقري جوش واتزكين (عُرضت قصة حياته في الفيلم Searching for Bobby Fischer) في لعبة الشطرنج، أصبح بطل مباراة التاي تشي Tai Chi Push Hands. ويروي قصته هذه في كتابه The Art of Learning. يناقش واتزكين في هذا الكتاب مراقبته الدقيقة لخصومه واستغلاله لحظات ضعفهم العابرة، كما عندما يطرفون. فاستغل، في غفلة منه على ما يبدو، إحدى خاصيات علم الأحياء العصبي.
يرتبط الناقل العصبي الدوبامين (الذي يشتهر بارتباطه {بنظام المكافأة} في الدماغ) بمعدل طرف العينين ونظرتنا إلى الوقت، علماً أن هاتين المسألتين تشهدان تقلبات مستمرة. وبما أننا نجهل الكثير عن تأثير تقلبات الدوبامين الطبيعية في نظرتنا إلى الوقت، سعى فريق من الباحثين إلى اكتشاف الرابط المحتمل بين طرف العينين (المرتبط بنشاط الدوبامين) ونظرتنا إلى الوقت. وقد نُشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Current Biology.

درّب العلماء مجموعة من الناس على تمييز الفواصل الزمنية الطويلة والقصيرة بالاعتماد على حوافز بصرية (ضوء وامض) أو حوافز سمعية (أصوات عالية). على سبيل المثال، تدرّب المشاركون على أن ومضتَي ضوء تفصل بينهما 300 جزء من الثانية تمثلان فترة {قصيرة}، في حين أن ومضتَي ضوء تفصل بينهما 700 جزء من الثانية تمثلان فترة طويلة.

عرض الباحثون بعد ذلك على هؤلاء المتطوعين ومضات ضوء (أو أصواتاً) تفصل بينها فترات متفاوتة. وطلبوا منهم تحديد ما إذا كانت هذه الفواصل أقرب إلى الفترات الزمنية الطويلة أو القصيرة. في الوقت عينه، تتبع الباحثون عملية طرف عيني المشاركين خلال التجربة السابقة. فاكتشف الفريق أن نظرة المشاركين إلى الوقت تبدلت في التجربة التالية، إن طرفوا خلال التجربة الأولى.

ولكن لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الطرف بحد ذاته لا يؤثر في نظرتنا إلى الوقت. إلا أن الطرف يشكّل على الأرجح إشارة إلى التبدلات في معدلات الدوبامين، الذي يرتبط بنظرتنا إلى الوقت.

يكتب الباحثون: {لا شك في أن تحديد الوقت بفواصل... يؤثر في تفاوت الأداء في عدد من الأطر التي تتطلب توقيتاً دقيقاً للبيئة المحيطة، فضلاً عن أنه يتداخل بقوة مع التقلبات العابرة في حالات الوعي}. ومن المؤكد أن هذا لم يفاجئ وتزكين.

أميل إلى التفكير في أجزاء جهاز البصر الميكانيكية قبل الانتقال إلى مواضيع أكثر تعقيداً مثل {ما هو الوقت؟}.

تُقاس مدة نبضة الضوء أو الصوت بالعد. وتتابع الخلايا العصبية، التي تطلق النبضات، إرسال نبضات مماثلة عندما تكون ناشطة، في حين تبني الخلايا العصبية المكمِّلة نواقل عصبية من كل نبضة إلى أن تبلغ عتبة محددة عندما تطلق الإشارات العصبية. أما طرف العينين، فيوقف بكل بساطة عمل مرسل النبضات لفترة من الوقت.

back to top