بغداد تستعيد القيارة... والانسحابات تؤجل سحب ثقة العبيدي

• واشنطن تحذر «الحشد» من التحرك خارج المنظومة
• «ائتلاف المالكي» يجدد هجومه على السبهان

نشر في 24-08-2016
آخر تحديث 24-08-2016 | 00:04
كردي يحصد محصوله من زهرة عباد الشمس غرب مدينة أربيل أمس	(أ ف ب)
كردي يحصد محصوله من زهرة عباد الشمس غرب مدينة أربيل أمس (أ ف ب)
لم تمر ساعات على بدء القوات العراقية عمليتها العسكرية الواسعة لتحرير ناحية القيارة جنوب الموصل إلا وحررتها تماماً من عناصر تنظيم "داعش"، في حين أجّل البرلمان العراقي جلسته لسحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي إلى الغد.
دخلت القوات الخاصة العراقية أمس، ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل شمال البلاد، بعد ساعات من بدء انطلاق العملية العسكرية الواسعة لاستعادتها من سيطرة تنظيم «داعش». وتشكل هذه الناحية، على الضفة الغربية لنهر دجلة، آخر أكبر معاقل «داعش» قرب الموصل.

وأعلن محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان بعد ظهر أمس، سيطرة قوات الجيش العراقي على ناحية القيارة تماماً، مؤكداً أنها «تحررت بسواعد الأبطال من الأجهزة الأمنية متمثلة بمكافحة الإرهاب والفرقة الذهبية والعمليات الخاصة وأبناء العشائر»، وتعهد السلطان في الوقت نفسه «بأن تتوالى هذه الانتصارات بتحرير جميع أراضي نينوى».

في السياق ذاته، قالت خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع في بيان أمس، إن العمليات العسكرية انطلقت بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة وبإسناد القوة الجوية وطيران التحالف الدولي، موضحاً أن «قوات الجيش قطعت الطريق الرئيسي، الذي يربط القيارة بناحية حمام العليل جنوب الموصل».

وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي، من تأمين محيط القيارة جنوب الموصل بالكامل بعد استعادة العشرات من القرى الواقعة على أطراف الناحية ذات الأهمية الاستراتيجية من الناحية التكتيكية والدعم اللوجيستي في المعركة العسكرية المرتقبة.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى العميد فراس بشار، «انطلقت العملية فجراً بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب وقوات الجيش بمساندة طيران التحالف الدولي بعد إكمال الاستعدادات لاقتحام ناحية القيارة»، مضيفاً، أن»العملية حققت تقدماً كبيراً لاقتحام الناحية، وأعطت أهمية كبيرة للحفاظ على أرواح المدنيين، الذين يتخذهم التنظيم دروعاً بشرية».

وحول دعم الأهالي، قال بشار: «هناك تنسيق تام جرى مع الأهالي»، رافضاً الكشف عن تفاصل أكثر «لدواع أمنية».

من جانبه، أكد مدير ناحية القيارة صالح الجبوري، أنه «تم توزيع المساعدات على أهالي الناحية فور تحريرها»، مشدداً على أن «قوات مكافحة الإرهاب حققت تقدماً سريعاً وقتل وهرب غالبية عناصر داعش، ومنهم المحليون على وجه الخصوص».

جزيرة الخالدية

في السياق، أعلن مجلس قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار أمس، تكليف فوجين من مقاتلي العشائر لإمساك الأرض المحررة في جزيرة الخالدية شرقي الرمادي مركز المحافظة.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في المجلس إبراهيم الفهداوي، إن «القوات الأمنية وبعد تطهير مناطق جزيرة الخالدية، تم تكليف فوجين من الحشد العشائري للامساك بالمناطق المحررة من تنظيم داعش ونشر نقاط تفتيش بمشاركة قوات الجيش والشرطة».

وأضاف الفهداوي، أن «مهام مقاتلي العشائر ستتضمن إضافة إلى الامساك بالأرض، معالجة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة»، مشيراً إلى أن «القوات المشتركة تستعد حالياً لتطهير جزيرة الرمادي».

الحشد الشعبي

إلى ذلك، أعلن السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز أمس، أن بلاده ستدعم كل القوات العراقية، بما فيها قوات الحشد، إذا ما التزمت بالتنسيق ضمن القوات الأمنية.

وقال جونز، في لقاء مع عدد من وسائل الإعلام في مبنى السفارة الأميركية ببغداد: «قلنا سابقاً أن واشنطن ستدعم كل القوات الأمنية العراقية حتى لو كانت قوات الحشد الشعبي»، مضيفاً، أن «قوات الحشد يجب أن تتحرك ضمن تنسيق القوات الأمنية العراقية».

ولفت السفير إلى «إمكانية إصابة عناصر الحشد بضربات جوية عن طريق الخطأ، إذا لم يتحركوا ضمن تنسيق القوات الأمنية العراقية».

وتابع جونز: أننا «فخورون بأن نكون الداعمين الأكبر للعراق في مسألة المساعدات، والولايات المتحدة ساندة للعراق»، مبينا أن «من ضمن المساعدات، التي قدمناها للقوات الأمنية العراقية، هو تهيئة جسر لعبور القوات الأمنية العراقية على النهر غربي القيارة وكان سبباً في تحرير هذه المناطق».

وبيّن جونز أن «تكلفة هذا الجسر كانت مرتفعة»، مبينا أن «تحرير مناطق غربي القيارة سيسهم في توفير الدعم اللوجستي للقوات الأمنية لتحرير مناطق أخرى».

تأجيل سحب الثقة

على صعيد آخر، أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس، أن البرلمان أجل التصويت على سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي إلى الغد.

وقال مصدر برلماني، طالباً عدم ذكر اسمه، إن «التأجيل جاء نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، بعد انسحاب كتلتي المواطن والأحرار».

إلى ذلك، جدد ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أمس، مطالبته باستبدال السفير السعودي في العراق ثامر السبهان.

وقال النائب عن الائتلاف خلف عبدالصمد في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان أمس، «نطالب وزارة الخارجية العراقية باستبدال السفير السعوودي في العراق ثامر السبهان»، مضيفاً، أن «السبهان يحاول زرع الفتنة بين العراقيين».

وشدد عبدالصمد على القول: «سنضطر إلى تغيير المتربعين على وزارة الخارجية العراقية إذا استمر الحال».

قضاء الخالدية يكلف فوجين من مقاتلي العشائر للإمساك بالأرض المحررة في الجزيرة
back to top