كيف تتعاملين مع قلق الانفصال؟

نشر في 24-08-2016
آخر تحديث 24-08-2016 | 00:00
No Image Caption
هل سبق أن تركت طفلك مع جليسة الأطفال أو مع جدّيه؟ سؤال غريب أليس كذلك؟ ولكن يرفض بعض الأهل فكرة ترك الطفل مع شخص آخر، ولست متأكدة من صحّة ذلك بالنسبة إليهم وإلى الطفل.
قابلت أخيراً والدين لطفل عمره ثلاث سنوات، وكان يعاني قلق الانفصال بشكل فظيع. يمرّ كثير من الأولاد في مراحل قلق الانفصال، ولكنهم يتخطوّنها غالباً في عمر الثلاث أو الأربع سنوات. حين كنت أتكلّم إلى هذه العائلة، قال لي الوالدان إنهما لم يتركا طفلهما مع أي شخص على الإطلاق. كوني أمّاً عاملة، لم أقو على تصديق ذلك. ماذا؟ لم يذهبا يوماً لتناول العشاء؟ لم يحضرا أي حفلة أو محاضرة معاً؟ لم يذهبا بتاتاً للاجتماع مع بعض الأزواج الآخرين؟ قالا لي إنهما كانا يطلبان مجيء الجد والجدّة بين الحين والآخر إنما كانا يأخذان طفلهما معهما أينما ذهبا. (أظن أن ثمّة أماكن كثيرة مثل السينما ومطاعم الكبار ومواقع أخرى لا يُحبّذ وجود الأطفال فيها). ربما يعتبر البعض أن هذا الطفل محظوظ، أما بالنسبة إلي، فأعتقد أنه حين يبلغ الطفل عمر السنتين

لابدّ من أن يتعلّم الانفصال عن والديه. ليس لأيام أو أسابيع، ولكن حين يذهب للعب مع مجموعة أطفال أو أثناء برنامج ما قبل الدراسة أو نادي الحضانة أو أي مكان يتعلّم فيه قليلاً من الاستقلالية.

بينما يُعتبر بعض الأهل محظوظين لأنه لا يتحتّم عليهم ترك أطفالهم للذهاب إلى العمل كل يوم، لا يجب أن يسبّب مفهوم ترك الطفل لساعة أو ساعتين مع جليسة أطفال تثقين بها قلقاً لك ولا حتى لطفلك. فالانفصال مرحلة شديدة الأهمية، إذ يتعلّم ولدك أنك حتى إن غبت عنه لساعة أو ساعتين، لا بدّ من أن تعودي. تحمل هذه الفكرة كماً من الشعور بالأمان. سيتعلم أيضاً كيفية التفاعل مع البالغين الآخرين والأطفال، العلاقة التي تختلف عن علاقة الطفل بوالديه.

الحكم الذاتي والاستقلالية سمتان يرغب الوالدان في أن يتمتّع بهما أطفالهما. ويحتاج الأهل أيضاً إلى الاستقلالية. وأظنّ أن ذلك يوطّد العلاقة بين الوالدين وطفلهما على المدى البعيد. وتُصبح الخطوات الصغيرة في مرحلة الانفصال أكبر فيما يكبر الطفل. البدء مع جليسة أطفال أو حضانة لساعة أو ساعتين بين الحين والآخر هو بداية زرع الاستقلالية في الولد.

حين يبلغ الطفل السنتين لا بدّ من أن يتعلّم الانفصال عن والديه
back to top