الفنان السوري ناصيف زيتون: سورية أعطت الناس الأمل... و{طول اليوم» يشبهني

نشر في 24-08-2016
آخر تحديث 24-08-2016 | 00:00
منذ طرحه ألبومه الأخير «طول اليوم»، يحقّق الفنان السوري ناصيف زيتون نجاحاً واسعاً، مستنداً إلى اختيارات صحيحة في الأغاني ومضمونها الجميل والجديد الذي حمل الفرح والأمل لكل مستمع.
عن نجاحاته ومسيرته الفنية كانت معه الدردشة التالية:
يحقّق ألبومك الجديد «طول اليوم» نجاحاً كبيراً منذ طرحه في الأسواق.

سعيد جداً بأن أعمالي تصل إلى كثيرين مع مرور الأيام ويفرحون بها. عملت على الألبوم من قلبي واجتهدت وتعبت طيلة الفترة الماضية. كان بعض الأغاني جاهزاً عندي منذ ثلاث سنوات، لكني رفضت طرحها قبل تنفيذها بشكل جيد جداً، فأنا متأنٍ باختياراتي وأرفض القيام بأي خطوة ناقصة. من هنا، جاء الألبوم متكاملاً وجميلاً ومغايراً في آن، وأتوقع أن يحصد في الفترة المقبلة مزيداً من الانتشار بين الناس.

هل من أغنية محدّدة شعرت بأنها وصلت إلى الناس أكثر من غيرها؟

لم يمرّ وقت طويل على طرح العمل في الأسواق، وهو يتضمّن 13 أغنية لم يستطع الناس حفظها جميعها حتى الآن. لكنّ أغنيتي «بربّك» و{خلص استحي» تلقيان انتشاراً كبيراً، وأرددهما لأكثر من مرة في حفلات ومهرجانات أحييها.

ما الجديد الذي حمله الألبوم؟

يشبهني الألبوم إلى حدّ كبير، على صعيديّ الكلمة واللحن، كذلك بنوع الموسيقى، ولا أبالغ إن قلت إن «طول اليوم» رسم بشكل أوضح هويتي الفنية. أخذ مني هذا العمل تحضيراً كبيراً واجهتني خلاله مشاكل وعقبات في ظلّ ما نعيشه من تخبّط أمني وسياسي في العالم العربي، ما يؤثر مباشرة في الواقع الفنّي. لكني لم أستسلم، بل أخذت وقتي في اختيار ما يليق بي من أغانٍ، وما يشبه شخصيتي ويحمل أملاً وفرحاً إلى الناس.

أصريت على أن يسيطر الفرح على أجواء العمل.

صحيح. أردت أن يكون الأمل عنوان الألبوم العريض، فأنا من بلد يصدّر التفاؤل إلى العالم أجمع. تمرّ سورية بأزمة حقيقية منذ ست سنوات وعلى رغم ذلك ما زال الشعب السوري مع ثقافة الحياة ويرفض الاستسلام لسياسة الأمر الواقع. من جانب آخر، أنا من جيل الشباب وأعرف ماذا يريد هؤلاء، وأدرك أنهم ملّوا الحزن والدراما ويتوقون إلى الفرح والسلام.

أحييت حفلات ومهرجانات كثيرة هذا الصيف، إلى أي مدى لديك شغف دائم وكبير للقاء الجمهور السوري تحديداً؟

لدي واجب دائم تجاه بلدي وأبنائه، وأشعر دائماً بأنني مقصّر تجاههم. ولدت ونشأت في سورية وشربت من مياهها ووصلت إلى ما أنا عليه اليوم بفضل دعم أبناء بلدي. حين أغني على المسرح وألمس تفاعل الجمهور السوري معي والفرح الذي يغمره، لا أستطيع تمالك نفسي من التأثر وأغني بشكل أفضل وأكون بأحسن حالاتي الفنية.

الصحافة... والحروب

سهلّت مواقع التواصل على الفنان التواصل مع الجمهور ومعرفة ذوقه، حتى أن ثمة نجوماً يستعينون بمواهب شابة ويأخذون منها ألحاناً وكلمات لأعمالهم الجديدة. كيف تنظر إلى ذلك؟

كسرت مواقع التواصل الحاجز بين الفنان وجمهوره وأصبحا على تواصل وتفاعل دائمين، وهي إحدى إيجابيات هذه المواقع. بالنسبة إلى التعاون بين الطرفين فهو جميل جداً وأنا لست بعيداً عنه، لا سيما أن جمهوري يتمتّع بذوق فني راقٍ وألمس ذلك من خلال قراءة تعليقاته حول كل جديد أطرحه. سعدت جداً بشخص كتب لي منذ أيام قليلة: «برافو ناصيف، أنت تقدم نوعية موسيقى تشبهنا». شعرت بأنني وصلت إلى الهدف المرجوّ، وهو أن أكون صورة الشباب العربي وصوته.

تربطك علاقة طيبة بأهل الصحافة، ما يجعلك بعيداً عن الحروب في هذا المجال.

أنا شخص مسالم بطبعي، وكل ما أريده النجاح في عملي. لا أهوى «القيل والقال»، وأبتعد عن الزواريب والحروب في الساحة الفنية. أشكر الصحافة التي دعمتني منذ انطلاقتي، وكانت دائماً جاهزة للإشادة بأعمالي بعين موضوعية وبنقد إيجابي، ما يحملني مسؤولية أكبر ويجعلني دائماً أمام تحديات جديدة.

يقول البعض إن الفن تغيّر بين الأمس واليوم، ما رأيك؟

إلى حدّ كبير. لم يعد يكفي الفنان أن يتمتّع بصوت لافت وموهبة، بل هو بحاجة إلى فريق عمل متكامل وشركة إنتاج تدعمه وصحافة تقف إلى جانبه وحضور فاعل على مواقع التواصل، وتحقيق أرقام معينة عبر التطبيقات الموسيقية كـ{أنغامي» و{يوتيوب»... وغيرها من عناصر لا يمكن لأي فنان الاستمرار من دونها. يتطلّب هذا الواقع اجتهاداً وذكاء، خصوصاً في ظلّ المنافسة الفنية الحاصلة.

انطلاقاً من هذا الواقع، إلى أي مدى ساهمت شركة «ميوزك إز ماي لايف» في تحقيق طموحاتك الفنية؟

سعيد جداً بوجودي مع هذه الشركة واستمراريتي معها لأجل غير مسمّى. أشكر القيمين عليها فرداً فرداً، فما كنت لأنجح من دونهم. بدوري، أثبت عن جدارة واجتهاد جعلا فريق عمل الشركة يؤمن بي وبموهبتي.

تتضمّن الشركة أكثر من فنان لكن يُقال أنك الأكثر دلالاً.

فريق عمل الشركة ذكي ومحترف إلى أبعد الحدود، وأنا جدّي في عملي، وهذا سبب نجاحنا سوياً لا أكثر. يحاول البعض أحياناً وضع العصي في الدواليب أو تبرير فشله في أي شركة فنية باتهام زميله الناجح بأنه مدلل فيها. فهل تدلّل شركة فنية ذكية فناناً كسولاً ولا يملك الموهبة؟ «ميوزك إز ماي لايف» أعطتني حقي، وأعطيتها بدوري حقّها، وهذا كل ما في الأمر.

هل أنت مع مقولة «عدوّك عدوّ كارك»؟

لا أتردد في التعبير عن إعجابي بأي عمل فني لأي زميل كان، ففي النهاية «ما حدا بياخذ شي من حدا»، ولكل فنان هوية خاصّة تجعله مميزاً عن غيره. الحمد لله، أنا متصالح مع نفسي إلى أبعد الحدود وأملك ثقة بموهبتي وحضوري، وهو أحد أحد أسباب نجاحي.

برامج المواهب

أشار ناصيف زيتون إلى أنه يشاهد برامج المواهب، خصوصاً أنها تعود به إلى الماضي حين كان يملك الطموح لدخول عالم الفن، فشارك في {ستار أكاديمي} واستطاع من خلاله البدء بمسيرته الفنية والوصول إلى أكبر شريحة من الناس. وشدّد على أنه اجتهد وتعب وصعد السلّم تدريجياً بعد تخرجه في البرنامج، لا سيما أن طريق الفن صعب، موضحاً أنه أمر طبيعي، لأن أي إنسان في أي مجال كان لا بد له من الإصرار لتحقيق ما يصبو إليه.

متصالح مع نفسي إلى أبعد الحدود وأثق بموهبتي

أنا من جيل الشباب وأعرف ماذا يريد هؤلاء
back to top