القوات الكردية توقف معركة الحسكة... وتأهُّب بالقامشلي

• الوساطة الروسية تخرج الأسد خالي الوفاض
• «قسد» تتحدى الأتراك وتطلب دعم التحالف
• واشنطن تحذر دمشق
• أنقرة تكثف قصف «داعش» والأكراد
• إسرائيل تدمر منصة صواريخ في القنيطرة

نشر في 24-08-2016
آخر تحديث 24-08-2016 | 00:05
عائلة سورية تترك الحسكة بعد تصاعد القتال فيها أمس الأول  (أ ف ب)
عائلة سورية تترك الحسكة بعد تصاعد القتال فيها أمس الأول (أ ف ب)
بعد تدخل وجهاء المنطقة، نجح الوسيط الروسي مرة جديدة في عقد اتفاق هدنة بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأمن الداخلي (الأسايش) وجيش الرئيس السوري بشار الأسد وميليشيا الدفاع الوطني الموالية له في مدينة الحسكة، التي بات الأكراد يسيطرون على نحو 90 في المئة من مساحتها.
بعد أسبوع من معارك دامية، تمكنت خلالها من فرض نفوذها على نحو 90 في المئة من المدينة المقسمة بينها وبين نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، أمس، وقف إطلاق النار في الحسكة، بعد وساطة روسية، وتدخل وجهاء المنطقة لعدة مرات متتالية خلال الأيام الماضية.

وأوضحت الوحدات، أن شروط وقف إطلاق النار، هي خروج النظام السوري ومن معه من الحسكة، وتولي قوات الأمن الداخلي (الأسايش) إدارة أمن المدينة، وعلى أساسه تم إعلان الاتفاق.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ فجر أمس، إثر اجتماع برعاية روسية في قاعدة حميميم الجوية، وفق مستشار رئاسة حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذراع السياسية لوحدات حماية الشعب الكردية، سيهانوك ديبو، الذي شدد على أنه "حتى الآن تم التوصل فقط إلى وقف إطلاق النار، واستمراره مرتبط بشروط التفاوض المطروحة" من الأكراد.

وأكد مصدر عسكري في قوات النظام بدوره "التوصل لوقف إطلاق نار خلال اجتماع حميميم، بدءا من الساعة الثالثة فجراً"، مشيرا إلى ان "المفاوضات مستمرة حول باقي النقاط المطروحة".

وعقد أمس الأول اجتماع في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، بحضور مسؤولين اكراد، في مسعى للتوصل إلى اتفاق ينهي المعارك المستمرة في مدينة الحسكة منذ الاربعاء الماضي بين "الاسايش" والميليشيات الموالية للنظام، وتدخلت فيها لاحقا كل من وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السوري.

وشدد ديبو على انه "لم يتم التوافق حتى الآن على النقاط العشر التي طرحتها وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الاسايش"، من دون ان يحدد ما اذا كانت المفاوضات مستمرة.

وتتضمن تلك النقاط، على حد قوله، "حل قوات الدفاع الوطني في كانتون الجزيرة (محافظة الحسكة وفق تعبير الادارة الذاتية الكردية)، فضلا عن حصر وجود قوات النظام في المؤسسات الحكومية، لتسيير شؤون المواطنين المدنية والخدماتية، وعدم سوق الشباب في المحافظة إلى التجنيد الالزامي".

مركز المدينة

وبدأت الحياة تعود بشكل جزئي أمس إلى مركز المدينة وبعض الأحياء الواقعة تحت سيطرة الطرفين، وفتحت المحال التجارية أبوابها، وبدأت باستقبال بعض الزبائن في سوق الهال بوسط المدينة، كما لمواطنين يحملون حقائبهم في طريق العودة إلى منازلهم التي كانوا نزحوا منها جراء المعارك.

وفي وقت سابق، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، أن الاكراد باتوا يسيطرون على نحو 90 في المئة من مدينة الحسكة، موضحا انهم "انتزعوا من قوات النظام شرق حي الغويران، الذي يعد اكبر احياء المدينة وحي النشوة الشرقي، اضافة إلى سجن المدينة المركزي وفرع المرور وكتيبة حفظ النظام"، وقبلها، سيطرت الوحدات على أحياء الزهور والنشوة الشرقية وكلية الاقتصاد ومعهد المراقبين.

حشد في القامشلي

في تطور لافت، أفادت موقع "النشرة" أمس، بأن القوات الكردية في القامشلي بدأت حشد قواتها في المدينة الواقعة عند الحدود السورية – التركية، ونصبت مدفع هاون، واستقدمت راجمة صواريخ، كما حشدوا قوات في محيط المجمع الأمني الذي يسيطر عليه الجيش السوري.

وأشارت المصادر إلى وجود حركة نزوح لعوائل القيادات الكردية من محيط المجمع الأمني، ويسري بين القادة الاكراد الميدانيين حديث عن انه حان الوقت للهجوم على المجمع الامني.

إلى ذلك، حذرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس الأول النظام السوري من أنها مستعدة لإسقاط اي طائرة تهدد قوات التحالف في الحسكة، لكنها امتنعت عن اعلان حظر طيران في هذه المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك للصحافيين: "نواصل نصح النظام السوري بالبقاء بعيدا عن هذه المناطق". وأضاف: "سندافع عن عناصرنا على الارض، وسنفعل ما يلزم للدفاع عنهم".

جبهة جرابلس

في موازاة ذلك، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف أمس، عزمها التصدي لأي هجمات يشنها الجيش التركي أو فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة للسيطرة على بلدة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي يسيطر عليها حاليا تنظيم "داعش".

وبعد أربع ساعات فقط من إعلان "قسد" تشكيل المجلس العسكري لمدينة جرابلس، اغتال مجهولون أمس الأول القائد العام للمجلس عبدالستار الجادر في ظروف غامضة أثناء وجوده في قرية تتبع كوباني.

واتهمت هذه القوات أمس الجيش التركي بقصف مواقع لهم قرب الحدود، كما اتهموا تركيا باغتيال الجادر. وقالت في بيان: "تابعنا البيان الذي نُشر باسم فصائل مدينة جرابلس ضد المساعي التركية الهادفة إلى فرض نفوذها على هذه المدينة، ونحن على استعداد للدفاع عن البلاد ضد أي مخططات تدخل في خانة الاحتلال المباشر وغير المباشر، وندعو التحالف الدولي إلى الالتزام بتعهداته القانونية، بتوفير الحماية الدولية لبلادنا، جراء التحديات الخطيرة التي تنسجها قوى إقليمية".

في المقابل، أعلن تنظيم داعش تمكنه من السيطرة على قريتي كشكش جبور وتلة صفية ونصف قرية العزاوي في ريف بلدة الشدادي الخاضعة لسيطرة "قسد". ووفق وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، فإنه "تم أسر عنصرين من القوة الكردية".

تمهيد تركي

ولليوم الثاني على التوالي، قصفت المدفعية التركية أمس مواقع "داعش"، رداً على سقوط قذائف هاون على أراضيها، فيما يستعد مئات من المعارضين السوريين المسلحين المدعومين من أنقرة لشن هجوم على جرابلس، آخر معبر يسيطر عليه "داعش" على الحدود السورية - التركية.

وفي وقت سابق، أعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أن سلاح الجو ردَّ أمس الأول على "قذيفة طائشة" اطلقت من سورية، وسقطت في هضبة الجولان السورية التي تحلتها اسرائيل من دون وقوع إصابات، موضحا انها استهدفت بطارية للجيش النظامي في القنيطرة.

وفي اللاذقية، قتل قائد عمليات قوات النظام وعدد من العناصر خلال محاولتهم أمس الأول التقدم على محور قرية كبانة في جبل الأكراد بريف المحافظة.

إيران وتركيا

سياسياً، وصل مساعد وزارة الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أنصاري، أمس، إلى أنقرة على رأس وفد رسمي، لبحث آخر تطورات الأزمة السورية.

وأكد السفير الإيراني في تركيا، محمد ابراهيم طاهريان فرد، ان "طهران وانقرة عازمتان بقوة على مكافحة الارهاب والتطرف، من اجل ارساء السلام والاستقرار والامن في المنطقة".

مقتل قائد عمليات النظام في جبل الأكراد... ومساعد وزير الخارجية الإيراني يبحث الأزمة بأنقرة
back to top