وإلى غد مشرق عزيز (2)

نشر في 16-08-2016
آخر تحديث 16-08-2016 | 00:06
 يوسف عبدالله العنيزي قبل سنتين من الآن كتبت مقالا يحمل العنوان المقتبس نفسه من أقوال الإعلامي المصري المبدع "أحمد سعيد" من خلال أثير صوت العرب من القاهرة، والذي كان يهدر يصوته الثائر لتمجيد الوحدة والقومية العربية وتحرير الوطن العربي ومحاربة الاستعمار وأعوانه والرجعية والرأسمالية.

عادت هذه الصورة إلى الأذهان وسط هدير المدافع وأزيز الطائرات وانفجار الصواريخ والقنابل وارتفاع التكبير والتهليل وزغاريد النساء، فقد تمكنت قوات المعارضة السورية من تحرير مدينة حلب السورية، وتم طرد القوات السورية التابعة للنظام السوري، وتم قتل العشرات من الطرفين، وتم إنزال علم النظام ورفع علم المعارضة، كما تم تدمير عدد من الجسور والأنفاق والمباني العامة والمدارس والمستشفيات، وفرت الناس من أوطانها وحملت الأمهات أطفالها وغدا بعضها طعاما لحيتان البحار.

ثم ماذا؟ هل يحدث كل ذلك من أجل إسقاط أشخاص أو نظام لإقامة نظام آخر؟ وما يدرينا أنه سيكون أفضل؟ ومن سيتولى الحكم في النظام القادم في ظل وجود العشرات من التنظيمات والجماعات والأحزاب؟ ثم هل سيتغير شيء في سورية؟ ترى من سيعيد الآلاف من العائلات إلى أوطانهم؟ ومن سيقوم بإحلال الأمن والأمان لهم؟ ومن سيحقق التنمية لبلادهم؟ وهل سيكون التغيير إلى الأفضل أم إلى الأسوأ كما حدث في بعض البلاد حولنا؟

ثم تنتقل الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة من سورية إلى اليمن السعيد، بعد أن هجرت السعادة أرضه، ولفّ رداء الحزن أطرافه، ودخل في دوامة عنيفة من القتال بين إخوة تجمعهم رابطة الأصل والدين والوطن وحضارة ضاربة في أعماق التاريخ، فأين دولة حِمْيَر وتبّع؟ وأين الملكة بلقيس وعرشها؟ وأين الملكة أروى وجبروتها؟ وأين سد مأرب مصدر الغنى والثراء؟ وأين مدينة شبام وناطحاب السحاب التي تم بناؤها منذ آلاف السنين؟ ترى هل يخطر على بال من يتقاتل الآن على أرض اليمن هذا التاريخ؟ وهل يخطر على بال من يجلس على طاولة محادثات السلام اليمنية ذلك التاريخ وتلك الشخصيات؛ لإدخال البلاد والعباد في دوامة من القتال من أجل أن يتولى هذا النظام أو ذلك حكم ما تبقى من أطلال وخراب؟

وتستمر مسيرة التدمير تجوب الأوطان العربية، وتلتقي المصالح بين الدول الكبرى، ونأخذ- نحن العرب- مقاعدنا على مدرجات الملعب الدولي، بعضنا يشجع هذا الطرف، وبعضنا الآخر يشجع ذاك الطرف، وما زلنا ننتظر الغد المشرق العزيز.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

دمعة حرّى

ارتفعت الرايات وصدحت الموسيقى وعمت الاحتفالات الدنيا، وتنافس العالم للحصول على الميداليات والمراكز المتقدمة، ووسط هذه الاحتفالات سالت دمعة حرى على وجنات أبناء الكويت، فقد تم تنكيس راية الوطن وسط تساؤل أطفالنا وأحفادنا: لماذا؟ ألا يخجل أعضاء مجلس الأمة من الجلوس على مقاعدهم لتمثيل الأمة التي خذلوها؟

كلمة شكر وتهنئة من القلب للأخ العزيز فهيد الديحاني الذي أثبت أن عزيمة الرجال لا تنثني أمام الخذلان، استطاع ذلك البطل في الوقت الذي عجز فيه الآخرون أن يمسح بعض ذلك الدمع الذي انهمل من عيون أهل الديرة عندما شاهد الجميع رايات بلاد الدنيا كلها ترتفع في السماء في الوقت الذي ينكس فيه "بيرق الكويت".

back to top