السعيد إدريس لـ الجريدة•: المشهد السياسي في مصر مُحبط وقوى الثورة أُقصيت

القيادي بمركز الدراسات في «الأهرام»: الأنظمة العربية تواجه تحديات وجودية... وقرارات «نواكشوط» بلا فاعلية
• إسرائيل الفاعل الإقليمي الأول بالمنطقة... وأوباما لا يريد معاداة إيران لمصلحة الخليج

نشر في 30-07-2016
آخر تحديث 30-07-2016 | 00:04
مدير وحدة الشؤون العربية بمركز الدراسات السياسية في «الأهرام»، محمد السعيد إدريس
مدير وحدة الشؤون العربية بمركز الدراسات السياسية في «الأهرام»، محمد السعيد إدريس
أكد مدير وحدة الشؤون العربية بمركز الدراسات السياسية في «الأهرام»، محمد السعيد إدريس، أن المشهد السياسي في مصر محبط، معتبراً أن قوى الثورة تعرضت للإقصاء. وفي الشأن الخارجي أشار في حوار مع «الجريدة» إلى أن قرارات قمة «نواكشوط» جاءت تقليدية وبلا فاعلية، موضحاً أن غياب الدور المصري بدّد الآمال نحو مستقبل عربي أفضل... وإلى نص الحوار:

• كيف ترى المشهد السياسي الداخلي في مصر؟

- محبط للغاية، وكل قوى ثورة 25 يناير التي تواجدت بقوة في ثورة 30 يونيو تم إقصاؤها كما أن المشاركة السياسية تراجعت بدرجة كبيرة ومجلس النواب أكبر دليل.

• قرارات القمة العربية نواكشوط. كيف تقرأها؟

- قرارات نواكشوط جاءت تقليدية وبلا فاعلية، ولا تختلف كثيراً عن قرارات القمة السابقة في «شرم الشيخ»، وهي قرارات لا تقدم ولا تؤخر، بل تُبقي على الجامعة العربية كحد أدنى من أشكال الترابط العربي.

• برأيك ما أبرز التحديات التي تواجه النظام العربي راهناً؟

- الأنظمة العربية تواجه تحديات وجودية هائلة، أولها أن كثيرا من الدول العربية مُعرضة بشكل فعلي إلى التفكك، مثل العراق وسورية واليمن وليبيا، والتحدي الثاني هو عجز النظام العربي عن حل أزماته، بخلاف أن العلاقات «العربية - العربية» تشهد صراعات وتشرذماً، وكذلك الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تواجه العديد من دول المنطقة، وللأسف أيضاً الدول العربية فقدت البوصلة، وأكبر دليل على ذلك ضياع قضية فلسطين، وانصراف دول عربية عن القضية والاتجاه إلى التعامل مع إسرائيل كصديقة أو حليفة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.

• وما الحل من وجهة نظرك؟

- نحن بحاجة لإعادة انبعاث عربي من جديد، وبلورة موقف عربي حقيقي موحد، وفي ظل غياب دول الدور، وفي مقدمتها مصر، عن تولي المسؤولية فلا أمل في مستقبل الجامعة العربية، ولا أمل في قمم عربية لها دور حقيقي.

• كيف ترى الدور الإسرائيلي في المنطقة؟

- إسرائيل هي اللاعب الأبرز والفاعل الأول في المنطقة العربية، في ظل تراجع دور الدول العربية الفاعلة في المنطقة مثل مصر والسعودية، والنشاط الإسرائيلي في المنطقة يقابله نشاط إيراني، في ظل التراجع التركي خاصة بعد محاولة انقلاب الجيش التركي الفاشلة، وإسرائيل وإيران وإثيوبيا أصبحت أكثر اللاعبين الدوليين في المنطقة العربية والإفريقية، واستمرار تراجع دور الدول العربية البارزة سيُعقد الأمور أكثر من ذلك.

• ماذا عن حديث السلام الدافئ مع إسرائيل؟

- حديث السلام الدافئ مع إسرائيل، إيذان ببدء علاقات عربية إسرائيلية جديدة، وموقف القمة العربية من دعوة السلام الدافئ لا جديد فيه.

• كيف ترى تحولات المشهد الإقليمي بعد انقلاب تركيا الفاشل؟

- قبل هذا الانقلاب الفاشل اتجهت تركيا نحو إسرائيل وروسيا، بسبب تحالف واشنطن مع أكراد سورية، الأمر الذي ترفضه تركيا، خاصة ما له صلة بوعود أميركا للأكراد بإقامة فدرالية لهم في شمال سورية، لأن الأمر يعطي لأكراد تركيا الحق في إقامة فدرالية كردية مماثلة داخل تركيا، وهو ما ترفضه تركيا بشكل قاطع. والنظام التركي سيواجه أزمة عدم استقرار سياسي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وسيتجه لإعادة ترتيب أوراقه الداخلية وتأسيس نظام قمعي جديد، ما يعني دخول تركيا في مستنقع صراعات داخلية، وبالتالي سيتراجع دورها الإقليمي، وربما تتجه للتصعيد مع واشنطن وسيزداد التقارب التركي الروسي، والتركي الإيراني.

• هل خفت حدة المخاطر الإيرانية بعد توقيعها الاتفاق النووي مع واشنطن؟

- البرنامج النووي الإيراني بلا مخاطر، والغرب يقف وراء ذلك الترويج للحفاظ على الدور الأميركي في المنطقة من جهة، وضمان أمن إسرائيل من جهة أخرى، فالغرب يدرك أن إيران لا تريد استخدام البرنامج النووي لأغراض عسكرية، والرئيس الأميركي باراك أوباما ليس مع التصعيد ضد إيران، والدخول معها في صراع من أجل الدول الخليجية، لكن الأمور بين إيران وأميركا تتصاعد بسبب تباطؤ واشنطن في رفع الحظر المفروض على إيران، لذلك بدأت إيران في التهديد بإنهاء الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى.

back to top