وثيقة لها تاريخ : ونكهاوس وشركاه للشيخ مبارك: «المرجو لفت أنظاركم وعدم منع تجارتنا»

نشر في 29-07-2016
آخر تحديث 29-07-2016 | 00:05
شركة بريطانية تطلب ممارسة التجارة مع الكويت ايام الشيخ مبارك الكبير
شركة بريطانية تطلب ممارسة التجارة مع الكويت ايام الشيخ مبارك الكبير
كانت الأمور في الماضي بسيطة في إجراءاتها، وحتى لو كانت أموراً مهمة أو حساسة، فالأمير يقوم بمتابعتها مباشرة ويكتب الرسائل إلى الجهات المعنية للتنسيق معها، والناس تكتب للأمير مباشرة وتطلب منه ما تريد، أو تقدم شكوى بخصوص أي موضوع. ومن الجميل أن نجد مكاتبات عديدة تعكس تلك الفترة التأسيسية للكويت، وتوضح لنا سير الأعمال والأمور بين حاكم الكويت وأهاليها ومن يتعامل معهم.

واليوم أقدم لكم رسالتين من الأرشيف البريطاني عثرت عليهما قبل عدة سنوات، وأجد من المفيد أن أنشرهما كمثال على مراسلات أمير البلاد في تلك الأيام: الرسالة الأولى أرسلتها شركة أجنبية في عام 1330هجري (الموافق 1911م) لها مقر في مدينة البصرة، وتريد أن تمارس العمل التجاري في الكويت... وإليكم نص الرسالة:

"بصرة في 24 محرم 1330 الكويت،،

جناب حضرة الأجلّ الأمجد، حضرة شيخ مشايخ، سعادة الشيخ مبارك الصباح المحترم دام مجدَه الباري بخير، آمين.. غب إهداء واجبات الاحترام إلى ذاتكم الكريمة، وغب سؤال خاطركم، نعرض حسب مناظرتنا هذه بواسطة الأمطار تصير خيرية على عموم العالم، ومقصدنا نفتح شغل تجاري بطرفكم، والأشغال تكون مسواق أطعمة مع جلب أموال فاتورة التي يعرضها علينا، وتحصل الموافقة عليها مع تجار طرفكم، فقط المرجو من جنابكم أن تلفتوا أنظاركم السامية علينا، ولا تجعلو على تجارتنا اسم المنع وعدم التحميل، ومن قبلنا وكّلنا بطرفكم حامل تحريرنا هذا، وهو شخص عربي المسمى عبدالله، ونرجو من جنابكم إذا صدر منه وإلا عليه تعدي أن تباشروا الخَصمان في مجلسكم العامر، وتحكمون على المعتدي بموجب نظركم ورأيكم بالذي هو موافق. هذا ما لزم بيانه لحضرتكم، ومهما يبدي لسعادتكم من اللوازم والمهام فهي رهينة الإعلام والإخبار... ودمتم مؤيدين بحفظه تعالى، والسلام.

محبكم روبرت ونكهاوس وشركاه – بصرة".

هذه كانت الرسالة الأولى والتي تناولت رغبة شركة روبرت ونكهاوس وشركاه ممارسة التجارة في الكويت، وذلك بتصدير المواد الغذائية من البصرة، ونلاحظ أن الشركة أبدت موافقتها واحترامها لنظام القضاء في الكويت وأنها ستقبل بأي قرار لأمير البلاد في أية شكوى أو مخالفة تتعلق بها.

أما الرسالة الثانية، فهي من الشيخ جابر المبارك الصباح إلى وكيله في كراتشي مرزوق بن محمد المرزوق، وإليكم نصها:

"بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعده، في أبرك ساعة وردنا كتابكم، سرنا سلامتكم وما ذكرتم صار معلوم خشب الجماعة إن شاء الله جميعهم يوافقون في تمرهم اقيام طيبة، الأخ الشيخ صالح الإبراهيم ذكر لنا أنه معرفكم تقبضون من لالجي عشرين ألف روبية من طرفنا من قيمة التمر الذي لنا إذا سلم لكم حولوا المبلغ إلى محمد السالم السديراوي في بمبي، وعرفونا، ثم بلغنا أن صاير شركة جديدة باسم الشيرازي، منها مركب آسيا مارو توجه الخليج، ونحن ما نقبل دخول هذه الشركة إلى بلدنا، وأنتم لا تحملون فيها أموال الكويت أبداً، لأننا لم نعرف شروط هذه الشركة، وعلى أي قاعدة تجي لطرفنا، هذا ما لزم، ودم سالماً.

15 ذي الحجة 1334".

وتوضح الرسالة متابعة الشيخ سالم المبارك الصباح للأمور التجارية الخاصة به وبالكويت، ففي بداية الرسالة يتحدث عن بيع تمور بمبلغ عشرين ألف روبية وتحويل المبلغ إلى حسابه في بومباي، ثم يتناول موضوع شركة جديدة تريد أن تتعامل مع الكويت، ويطلب من وكيله ألا يتعامل معها لحين معرفة تفاصيل الشركة وحقيقتها.

back to top