هولاند ينشئ حرساً وطنياً... وضغوط «اليمين» تحاصره

• مجموعة كورسيكية تهدد بالرد على هجمات «المتطرفين»
• ميركل تتمسك بـ «الباب المفتوح»

نشر في 29-07-2016
آخر تحديث 29-07-2016 | 00:04
امرأة تضع زهوراً امام كنيسة سانت اتيان دو روفريه أمس (رويترز)
امرأة تضع زهوراً امام كنيسة سانت اتيان دو روفريه أمس (رويترز)
يوما بعد يوم تنزلق فرنسا إلى أزمة سياسية قوية، مع تصاعد ضغوط اليمين على الإدارة الاشتراكية للرئيس فرانسوا هولاند، خصوصا على وزرائه الأمنيين، لاسيما أنه تبين أن الشرطة أدرجت مهاجمي كنيسة روان على لائحة التطرف وأخضعتها للمراقبة، وإن بدرجات متفاوتة.
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس أنه يريد أن يشكل قريبا حرسا وطنيا في فرنسا، لمساعدة القوات الفرنسية على التصدي للهجمات الإرهابية في هذا البلد، حيث تضاعفت هذه الاعتداءات مؤخرا.

وقال الإليزيه، في بيان بعد لقاء بين هولاند وبرلمانيين متخصصين في هذه المسألة، إن "رئيس الجمهورية قرر ان ينشئ الحرس الوطني انطلاقا من الاحتياطات العملانية الحالية". وستقدم آراء مطلع أغسطس قبل بدء تطبيق القرار المتوقع مطلع الخريف.

واوضح البيان ان "مجلس دفاع" سيعقد مطلع أغسطس للبحث في هذه القوة، وتحديد عدد عناصرها، متابعا ان الهدف هو "جعل تشكيل هذه القوة عملانيا في أسرع وقت ممكن في خدمة حماية الفرنسيين".

جاء ذلك فيما حقق التحقيق في قتل كاهن ذبحا في كنيسة بفرنسا، تقدما مع الكشف رسميا عن القاتل الثاني الذي ادرج أخيرا على قائمة التطرف، بينما تصعد المعارضة اليمينية انتقاداتها للحكومة المتهمة بالتساهل.

وقالت نيابة باريس إن المحققين كشفوا رسميا أن عبد المالك نبيل بوتيجان (19 عاما) هو الشخص الثاني المتورط في قتل الاب جاك هاميل (86 عاما) ذبحا، بينما كان يترأس قداسا في كنيسته في سانت اتيان دي روفريه شمال غرب فرنسا.

وبث تنظيم داعش مساء أمس الأول تسجيل فيديو يتضمن اعلان المنفذين ولاءهما للتنظيم. ودعت المعارضة اليمينية وقضاة ومحامون الى تعديل قانون العقوبات لتكييفه مع التحدي الإرهابي.

وبعد تضامنها لفترة قصيرة مع مسؤولي الديانات في قداس مساء أمس الاول في كاتدرائية نوتردام بباريس عن نفس الكاهن الذي قتل في الكنيسة، استأنفت الطبقة السياسية الجدل امس حول التقصير في مجال الامن.

وبعد اعتداء نيس في 14 يوليو، الذي سقط فيه 84 قتيلا، دانت المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة التقصير في مجال الامن. وردت السلطة التنفيذية بالقول إنه ليس هناك "اي ثغرة" يمكن أن تؤخذ على قوات الامن.

وفي الاعتداء الذي قتل فيه الكاهن، يترتب على السلطات أن توضح سبب عدم مراقبة منفذي الهجوم بشكل كاف، مع أنهما كانا معروفين من قبل أجهزة الاستخبارات.

وقالت صحيفة لوفيغارو اليمينية إن لوران فوكييه، الرجل الثاني في قيادة حزب الجمهوريين، الذي يتزعمه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، طالب باستقالة رئيس الوزراء فانويل فالس، ووزير الداخلية برنار كازنوف، وذكر فوكييه ان "فالس وكازنوف يجب أن يرحلا"، معتبرا ان "ثقافة العجز حلت محل ثقافة التساهل".

من جهته، أفاد الرجل الثاني في قيادة حزب الجبهة الوطنية اليمين المتطرف فلوريان فيليبو "ارى ان فرانسوا هولاند يستحق كل شيء الا الاشادات"، مضيفا ان "وحدة الشعب الفرنسي قائمة (...) لكن الرد يجب أن يكون عمليا، ويجب ان نخرج من الشموع والشعارات والورود".

ويعقد تراجع شعبية الرئيس الفرنسي الدعوات إلى "تلاحم" المجتمع، مع تشدد مواقف كل الأطراف مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017. وقتل الكاهن هو سابقة في مكان عبادة للكاثوليك في أوروبا. لكن هذا الاعتداء شكل صدمة لكل الفرنسيين. وفي سانت اتيان دي روفريه، التي ينتمي رئيس بلديتها الى الحزب الشيوعي، وضعت الورود والشموع أمام مدخل مبنى البلدية قبل تجمع كبير.

مجموعة كورسيكية

إلى ذلك، حذرت حركة قومية كورسيكية سرية أمس "الإسلاميين المتطرفين في كورسيكا" من أي اعتداء يرتكبونه في الجزيرة سيؤدي إلى "رد حازم بلا تردد".

وأوردت جبهة التحرير الوطنية لكورسيكا، المعروفة باسم مجموعة "22 أكتوبر"، هذا التحذير في بيان سلمته لصحيفة كورس ماتان المحلية. وقالت المجموعة إن "إرادة الأصوليين الإسلاميين هي بشكل واضح فرض سياسة داعش على أرضنا ونحن تهيأنا لذلك".

وأضافت المجموعة السرية متوجهة الى المتطرفين الإسلاميين الذين يحملون السلاح ان "فلسفتكم التي تعود الى القرون الوسطى لا تخيفنا"، وتابعت: "عليكم ان تعرفوا ان اي هجوم على شعبنا سيؤدي الى رد حازم من قبلنا بلا تردد".

وتوجهت بعد ذلك الى "مسلمي كورسيكا" بشكل عام، لتدعوهم الى "اتخاذ موقف" بإدانة التيار الإسلامي المتطرف، كما طلبت منهم الابلاغ عن "التصرفات المنحرفة للشبان العاطلين عن العمل الذين يغريهم التطرف" وعدم "اظهار اشارات دينية بارزة".

ميركل

في غضون ذلك، رفضت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "بشدة" أمس الدعوات إلى إعادة النظر في سياسة "الباب المفتوح" لاستقبال اللاجئين في بلدها، بعد هجومين نفذهما مهاجران في الأيام الأخيرة.

وقالت الزعيمة المحافظة، في مؤتمر صحافي في برلين، إن "الإرهابيين يريدون تقويض انفتاحنا واستعدادنا لاستقبال أشخاص في حالة يأس، ونحن نعارض ذلك بشدة".

ورأت أن "الخوف لا يمكن ان يشكل اساسا للعمل السياسي"، لكنها اعلنت في الوقت نفسه بعض الإجراءات لتسهيل إبعاد طالبي اللجوء، ولرصد التطرف الإسلامي لديهم.

كما تحدثت عن امكانية تدخل الجيش الالماني للامن الداخلي في حال وقوع اعتداءات كبيرة، وأيدت الرأي القائل إن "الإرهاب الإسلامي" وصل إلى ألمانيا، ولكنها شددت على "اننا لسنا في حرب مع الإسلام".

back to top