وجع الظهر... علاجات جديدة

نشر في 28-07-2016
آخر تحديث 28-07-2016 | 00:02
No Image Caption
لا بد من الحفاظ على سلامة أقراص العمود الفقري والمفاصل والعضلات ووضعية الجسم والوضع العاطفي لتجنب المعاناة في منطقة الظهر. يكفي أن يضعف عنصر منها كي يبدأ الوجع الذي يمكن أن يدوم طويلاً في بعض الحالات. لكن تبرز حلول متعددة لتخفيف حدة الوجع.
يؤكد مختلف الأطباء الذين يعالجون أوجاع الظهر (خبراء في وضعية الجسم والروماتيزم والعلاج بالحركة وتقويم العظم وعلاج الأمراض يدوياً وتطبيب الأرجل) على عدم وجود علاج سحري، وتبرز الحاجة أحياناً إلى علاجات مختلطة. لا تزال البحوث مستمرة لكن بدأ الخبراء بدأوا يستعملون وسائل مبتكرة.
يتألف العمود الفقري من 33 فقرة متراصة يفصل بينها قرص غضروفي يحمي المساحات العظمية ويليّن العمود الفقري. يشمل هذا العمود منحنيَين نحو الداخل (على مستوى العنق وأسفل الظهر) ومنحنى نحو الخارج (في أعلى الظهر). يجب أن تتماشى وضعية الجسم السليمة مع هذه المنحنيات الطبيعية لتجنب التشنجات والأوجاع على مستويات مختلفة. لكن ثمة أسباب أخرى للوجع، منها عوامل نفسية.

الأوجاع الشائعة

• أوجاع العنق: إصابة صادمة، التواء، صعر، فصال عظمي، اختلال توازن الأسنان.

• أوجاع الظهر: ضعف عضلات الظهر، إصابة صادمة، جنف، انزلاق غضروفي.

• وجع أسفل الظهر: ألم قطني (وجع عضلي)، ألم عرق النسا (وجع عصبي)، انزلاق غضروفي، فصال عظمي.

«الضغط العميق المستمر»

يشكّل «الضغط العميق المستمر» تقنية حديثة للتدليك العصبي والعضلي ويستهدف مناطق عميقة ويسمح بإرخاء العضلات المستهدفة سريعاً.

إرخاء عضلي عميق

يمكن التخلص من أوجاع عدة في الظهر، رغم اشتداد النوبات في بعض الحالات. يستهدف الضغط نقاطاً محددة لإرخاء العضلات والأوتار. يعمل المعالِج في البداية على مسافة بعيدة من موقع الوجع ثم يقترب منه تدريجاً على مر الجلسات.

تكون قوة الضغط ضعيفة في البداية ثم تزداد بوتيرة تدريجية لكنها تبقى تحت عتبة الوجع المحتمل. حين تصبح الضغوط قوية، قد يظهر بعض البقع الحمراء على الجلد لكنها تختفي خلال 48 ساعة.

تحسين وضعية الظهر

يوصي الخبراء بالخضوع لجلسة أسبوعية في البداية ثم تتحدد الفترات الفاصلة بين الجلسات بحسب النتائج. يشعر البعض بتحسّن الألم منذ الجلسة الأولى. لكن تبرز الحاجة عموماً إلى جلسات عدة لتحقيق نتائج دائمة. يتوقف مسار العلاج على أصل المشكلة ومدتها. يجب أن يجري المعالج فحصاً عيادياً دقيقاً للتأكد من إمكان ممارسة تلك الضغوط العميقة.

أثبتت هذه التقنية فاعليتها في دراسات عدة تتمحور حول أوجاع أسفل الظهر والعنق. يساهم علاج «الضغط العميق المستمر» في الحد من الأوجاع وتحسين حركة المفاصل والشعور براحة عامة وتخفيف متلازمة الاكتئاب والقلق المرتبطة بأوجاع مزمنة. أمام النتائج المتراكمة، تتابع الدراسات تحديد الظروف التي تستفيد منها هذه التقنية.

تدخّل بلا جراحة

حين تعجز الأدوية وجلسات العلاج بالحركة والحقن عن تخفيف أوجاع الانزلاق الغضروفي، لا تكون الجراحة الملجأ الوحيد بل يمكن التوجه إلى علاج عن طريق الجلد مع أنه ليس معروفاً بعد على نطاق واسع.

حَقْن هلام في القرص الفقري

يستعمل العلاج الحديث منتجاً مصنوعاً من الإيثانول الذي يعطي مفعولاً مخدّراً ومضاداً للالتهاب. يجب تحويله إلى هلام لرؤيته في الصورة، فيشاهد الطبيب الهلام حين يتسلل إلى المناطق الضعيفة في القرص. يمكن أن يتبع مسار شقوق صغيرة، فيتراجع الضغط داخل القرص وتختفي الأوجاع لدى 70 إلى 90% من الحالات.

لا يختفي الانزلاق إلا في مرحلة لاحقة. في بعض الحالات، تترافق الجلسة مع حَقن ستيرويدات قشرية في المفاصل الخلفية. تحصل الحقنة في القرص تحت تخدير موضعي تزامناً مع مراقبة العملية عبر التصوير بالأشعة. قد يشعر المريض بالوجع في البداية لكنه يستعيد الراحة سريعاً ويغادر العيادة سيراً على قدميه.

حصلت أكثر من 2100 حقنة في أقراص العمود الفقري في العالم كله خلال السنة الماضية. لا تسبّب هذه العملية أي تدمير موضعي وقد تتجدد الأقراص خلال السنوات اللاحقة وفق نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي. يؤكد بعض الخبراء عدم رصد أي آثار جانبية. لذا يجب التأكد من إمكان اللجوء إلى هذه المقاربة قبل التوجه إلى الجراحة إذا لم يتجاوب الانزلاق الغضروفي في العنق أو أسفل الظهر مع العلاجات الأخرى.

التكيّف مع الجهود

يشكّل ألم أسفل الظهر أول سبب للتوقف عن العمل قبل عمر الخامسة والأربعين. لكن تبرز برامج خاصة من النشاطات الجسدية لمساعدة المرضى على عيش حياة طبيعية قدر الإمكان.

7 ساعات من الرياضة

يكون البرنامج الرياضي المقترح في هذا المجال مكثفاً ويشمل سبع ساعات من النشاطات الجسدية، طوال خمسة أيام في الأسبوع، على مر خمسة أسابيع. يبدأ كل يوم مع تخصيص 45 دقيقة لتحمية الجسم والتمطط. ثم يبدأ التركيز على تقوية العضلات، تحديداً في منطقة البطن. يصبّ التركيز على تمارين التحمّل وتقوية القلب بواسطة الدراجة الرياضية وتخصص حصتان في الأسبوع فترة بعد الظهر للسباحة. يشمل البرنامج نشاطات مسلّية أيضاً مثل الألعاب بالكرة والحصص الغذائية وتمارين الاسترخاء. ينتهي كل يوم بتخصيص ساعة للعلاج بالعمل لإعادة تأهيل حركات الجسم في الحياة اليومية. لا تكون هذه الجلسات سهلة لكنّ نتائجها مدهشة! في نهاية البرنامج يتحسن الوضع الجسدي العام وتختلف نتائج الفحوص ويتّضح الاختلاف على مستوى الوجه والسلوكيات.

لا حاجة إلى المسكّنات

بعد البرنامج الرياضي، يمكن التخلي عن مسكّنات الألم التي يعتاد عليها الجسم واستعادة القدرة على ممارسة نشاطات كانت مستحيلة. يمكن أن يتجدد الألم أحياناً لكن تختلف طريقة التعايش معه بعد العلاج ويسهل أن ينساه المريض سريعاً عبر خطوات مدروسة وفاعلة. بدل الاكتفاء بالتمدد، يمكن تطبيق وضعيات تُسَكّن الألم وممارسة تمارين التمطط. ويمكن أن يتوصل الشخص إلى ممارسة ساعتين من الرياضة في الأسبوع حتى لو لم يكن من محبّي الرياضة سابقاً. تساهم الحصص العلاجية مع طبيب نفسي في رفع مستوى الراحة أيضاً.

كيف نشأت فكرة برامج إعادة التكيّف مع الجهود؟

في فترة الثمانينيات، كان توم ماير أول من طوّر الفرضية القائلة إن معالجة ألم أسفل الظهر المزمن تمرّ بتقوية عضلات جذع الجسم وتليينها وإعادة التدرّب على الجهود بدل التركيز على فترات الراحة. اليوم أصبحت هذه البرامج منتشرة في المستشفيات أو مراكز إعادة التأهيل حول العالم.

هل يستفيد منها الجميع؟

تكون هذه البرامج تدريجية وتتماشى مع قدرات كل فرد لكنها تبقى فاعلة. يرتكز قرار اللجوء إليها على تقييم شامل يجريه فريق من الاختصاصيين. يتوقف نجاح البرنامج على دوافع المشاركين لكن يجب أن يلتزموا به بالكامل.

ما النتائج المتوقعة؟

يستطيع بين 50 و70% من المشاركين في البرنامج العودة إلى عملهم. قد لا تختفي مشاكل الظهر لديهم بالكامل لكن يتراجع مستوى الوجع بدرجة ونصف أو درجتين على الأقل. بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون منذ فترة طويلة، إنها نتيجة مهمة. ستتغيّر نظرتهم إلى الوجع وتتحسن حياتهم اليومية: إنه الهدف الأولي من البرنامج!

أي خبراء نستشيرهم؟

• الطبيب العام: إذا كان الوجع حاداً أو مزمناً، يجب التوجه إلى الطبيب العام لتشخيص سبب الوجع غير المألوف وأخذ علاج بالأدوية.

• مقوّم العظام أو معالِج الأمراض يدوياً: إذا أصابك تشنّج بعد حركة معينة، يمكن التوجه إلى هذا الاختصاصي تزامناً مع أخذ أدوية ألم عرق النسا أو بدلاً من تلك الأدوية.

• اختصاصي الروماتيزم: إنه أنسب خيار إذا كان الوجع مزمناً أو حاداً وراح يتكرر من دون سبب واضح. يقرر هذا الاختصاصي ضرورة تلقي الحقن.

• مُدَلّك ومعالِج بالحركة: إذا كانت الأوجاع حادة أو مزمنة لترخية الظهر وإراحته بعد الجراحة.

• جرّاح العظم: إذا أصبحت الجراحة ضرورية.

• اختصاصي في وضعيات الجسم: يدرس هذا الاختصاصي وضعية الجسم في أوقات الراحة وأثناء التحرك ويقوم بفحص دقيق لرصد الشوائب التي تفسّر بعض الأوجاع ثم يوصي بوسائل لتصحيحها. قد تتراوح العلاجات بين استعمال نعل لتصحيح خلل في القدمين ووضع نظارات لتحسين النظر أو قالب لتصحيح الفك. قد يسبّب جسر الأسنان الشائب وجعاً في العنق!

3 تمارين مفيدة

• قبل بدء التمارين، اجلس في غرفة ساخنة لتعزيز استرخاء العضلات لكن يجب أن تكون التهوية فيها ممتازة لتغذية الأنسجة بالأوكسجين.

• ابدأ بتحمية جسمك عبر المشي في مكانك وحرّك ذراعيك لدقيقتين ثم ارفع ركبتيك بمستوى وركيك وأَرْجِح ذراعيك بمستوى كتفيك لدقيقتين.

• تنفّس ببطء وعمق خمس مرات لضمان استرخاء تام وبدء سلسلة التمارين.

• بعد انتهاء التمارين، تمدّد على ظهرك واثنِ ساقيك وتنفس ببطء بين دقيقة و3 دقائق قبل النهوض بهدوء.

1 تمرين لتليين الظهر

• قف وافتح ساقيك بِعَرض كتفيك وتنفس بعمق وارفع ذراعيك. أثناء الزفير، اثنِ أعلى الجسم ببطء نحو الأمام واترك وزن الجسم يهبط طبيعياً إلى أن تلامس يداك الأرض (توقّف قبل هذه المرحلة إذا لم يكن جسمك ليّناً بما يكفي!).

• خذ نفساً عميقاً ومدد ظهرك نحو الأعلى ببطء ثم كرر التمرين بين مرتين وأربع مرات. إذا لم تكن مرناً جداً، اثنِ ساقيك نحو الأمام.

منافع التمرين: يمطط هذا التمرين جميع العضلات الواقعة حول العمود الفقري ويتخلص من نقاط التوتر ويفكّ تشنجات الجسم.

2 تمطُّط سلس

• تمدَّد على بطنك ومدّد ساقيك ووجّه ذراعيك نحو الأمام واحنِ ذقنك قليلاً لتمطيط العنق. يجب أن يكون كفّا اليد متوازيَتين وطرف كل قدم مشدوداً. خذ نفساً عميقاً وأبقِ الردفين مشدودين.

• أثناء الزفير، ارفع ذراعك اليمنى وساقك اليسرى. مدّد ذراعك نحو الأمام وساقك نحو الخلف وحافظ على هذه الوضعية بين 10 و30 ثانية. خذ نفساً للعودة إلى وضعية البداية وكرر التمرين مع الجهة الأخرى بين مرتين وأربع مرات.

• إذا كان عنقك حساساً، طبّق التمرين عبر وضع الجبين أو الذقن على الأرض. حافظ على ردفين مشدودتين خلال التمرين كي لا يتقوّس ظهرك.

منافع التمرين: يمطط عضلات الظهر والعمود الفقري ويقويها ويحسّن القدرة على تنسيق الحركات.

3 تمرين لتقوية الظهر

• استند إلى مرفقيك وركبتيك ومدد الساق اليسرى نحو الخلف والذراع اليمنى نحو الأمام. يجب أن تشدّ بطنك وردفيك وتبقي ظهرك مستقيماً ورأسك موازياً لعمودك الفقري.

• مدّد ذراعك ورأسك نحو الأمام وساقك نحو الخلف قدر الإمكان من دون أن تحرك جذع الجسم. حافظ على هذه الوضعية لخمس ثوان ثم عد إلى وضعية البداية ببطء. كرر التمرين مع الجهة الأخرى، بمعدل خمس مرات لكل جهة.

• إذا كنت تواجه مشاكل في التوازن، طبّق التمرين عبر رفع الذراع وحدها ثم الساق وحدها ثم الاثنين معاً.

منافع التمرين: يقوي العضلات حول العمود الفقري وأعمق عضلات البطن، ويحمي من أوجاع الظهر.

ألم أسفل الظهر يشكّل أول سبب للتوقف عن العمل قبل عمر الخامسة والأربعين
back to top