لا جوانب ساحرة في 2 Now You See Me

نشر في 27-07-2016
آخر تحديث 27-07-2016 | 00:02
No Image Caption
من كان ليظن أنّ فيلم الحركة الكوميدي Now You See Me (الآن تراني) الذي يشمل سحرة يستعملون مهاراتهم لتحقيق العدالة سيتحول إلى فيلم صيفي ناجح؟ لكن ها قد صدر الآن الجزء الثاني منه ويشارك فيه نجوم أكثر من الفيلم الأصلي، ويتولى إخراجه جون م. تشو الذي تسلم المهمة من لويس ليتيرييه.
اختبأ السحرة الفاسدون والسيئون المعروفون باسم {الفرسان} تحت الأرض بعد أحداث آخر حيلة نفذوها، فقد سرقوا شركة تأمين للانتقام وورّطوا الساحر ثاديوس باردلي (مورغان فريمان) كي يتلقى اللوم على ما حصل. بعدما تفرّقوا، يعيد {الفارس} السري وعميل {مكتب التحقيقات الفدرالي}، ديلان رودز (مارك روفالو)، لمّ شمل الجماعة لكشف خطة شركة التكنولوجيا التي تنوي بيع بيانات العملاء واختراق خصوصيتهم.

تكون شركة التكنولوجيا مجرّد مصدر إلهاء أو دليل مضلِّل كما يقول السحرة. لا يمثّل العاملون فيها الأشرار الحقيقيين في الفيلم، بل يرتبط السيئون شخصياً بآخر حيلة قام بها {الفرسان} ويسعون إلى الانتقام بنفسهم. يُنقَل السحرة، دانيال أطلس (جيسي أيزنبيرغ)، وميريت ماكيني (وودي هارلسون)، وجاك وايلدر (ديف فرانكو)، وأحدث {فارسة} لولا (ليزي كابلان)، إلى ماكاو حيث يتعرّضون للضغوط كي يساعدوا مرشداً علمياً/تقنياً شاباً وغامضاً اسمه والتر مابري (دانيال رادكليف). يبحث هذا الأخير عن رقاقة ستسمح له بالسيطرة على الأسواق والتجسس على المواطنين والتحكّم بالعالم.

خدعة سحرية

تشكّل قصة الفيلم، بحد ذاتها، خدعة سحرية هائلة. لكن ثمة جانب مخادع في الشخصيات وخياراتها وأفعالها التي نشاهدها لأكثر من ساعتين، قبل أن نكتشف أن شخصاً آخر يحرك خيوط اللعبة. هل من متعة في هذا الاكتشاف؟

يقدم فيلم Now You See Me 2 ملاذاً صيفياً خفيفاً (نسخة من Oceans 11 من حيث خفّة الحركة). يشمل الفيلم مشاهد حركة وخدعاً بصرية ومواقع غريبة، ويُستعمل صوت مورغان فريمان لسرد الأحداث. لو عدّل صانعو الفيلم جزءاً من أفكارهم، كانت هذه الخدعة لتبدو متماسكة ومبهرة بدل أن تكون هستيرية وباهتة.

تحولات مثيرة

بما أن هذا الفيلم يتمحور حول السحر، تتعدد التحولات المثيرة في القصة فتنكشف الأسرار بشكل متلاحق وتتّضح الخدع ويتم تفسيرها للجمهور أحياناً. يريد فيلم Now You See Me 2 الكشف عن التفاصيل الكامنة وراء تلك الخدع، لكنه يكتفي بكشف جزء منها. أما بقية الخدع، فيجب أن يصدّقها المشاهدون من دون أدلة.

يريد الفيلم أيضاً أن يعطي طابعاً ممتعاً ومعاصراً للسحر وأن يستعمله لصالح قضية مهمة بدل توظيفه، بكل بساطة، لإثارة دهشة الناس والترفيه عنهم. لو لم يكن التمثيل مصطنعاً بعض الشيء، كان من الأسهل أن نصدّق متعة السحر. تؤدي ليزي كابلان أهم دور نسائي في العمل لكن تبدو شخصيتها المُهرّجة كثيرة الحركة. ويضطر هارلسون لأداء دور توأم شخصيته لذا يضع شعراً مستعاراً مجعداً وأسناناً بيضاء مزيفة. من الواضح أنه يستمتع بالدور لكنه ليس مضحكاً بأي شكل.

يبدو هذا الفيلم الذي كتبه إيد سولومون وبيت شياريلي مثقلاً بالمواضيع ويركّز، بشكل مفرط، على الرحلات الشخصية ومساعي الانتقام والصراعات، وتكون الرسالة المرتبطة بالخصوصية الرقمية مجرّد عنصر عابر وسط تقلبات الحبكة بدل أن تعكس تعليقاً ثقافياً حقيقياً. يتعلق الفيلم كله بتحقيق مهمّة واهية لكن سرعان ما يتلاشى هدف تلك المهمة.

back to top